الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اليهودية جنسية غير مستقلة بل مكتسبة بقلم:سعيد صبح

تاريخ النشر : 2010-12-08
اليهودية جنسية غير مستقلة بل مكتسبة بقلم / سعيد صبح
الصهيونية عصابة استعمارية لأنها حملت معها منذ نشأتها كل العوامل التي لا تبعث على الاستقرار في فلسطين ومحيطها الجغرافي، فمنذ الانتداب البريطاني على فلسطين لم تشهد هذه الأرض المقدسة إلا الغدر والخداع والحقد والشر والحرب والدمار والمجازر والعدوان والتشرد.
إن بريطانيا المستعمرة لفلسطين منحت بكل أريحية وطنا للصهاينة الذين لا يمتون إلى الدين اليهودي بأي صلة، فدين بني إسرائيل برئ من هؤلاء المارقين فهم بعيدون كل البعد عن الجنس الإسرائيلي القديم الذي عاش زمنا قصيرا ًفوق جزء من هذه الأرض المباركة.
لم تكن فلسطين في عصر من العصور الغابرة وطنا خاصا باليهود لا يشاركهم فيه أحد،فهم عندما أسسوا دولتهم كان يسكن هذه الأرض قبائل عربية هي الأصل الذي تفرع منها أبناء فلسطين وما جاورها وعروبة فلسطين ليست موضع شك، فالشعب الكنعاني العربي الذي كان يقطن هذه الأرض قبل وجود اليهود هو امتداد للقبائل العربية التي لم تبرح فلسطين.
فالمعروف مما ُكتب في التاريخ القديم والحديث أن اليهود عندما وطئت أقدامهم بعض أرض فلسطين استولوا على بعض الأجزاء بقوة الغزو ولم يمكثوا أكثر من سبعة عقود أي سبعين عاما وتمزقوا شر ممزق في بقاع الأرض بعد انهيار مملكتهم ومعابدهم، فاليهودية كانت فترة قصيرة وغابرة ولم يكن لها شأن ُيذكر، لأن المسيحية التي جاءت بعد اليهودية هي التي سادت حتى بزوغ فجر الإسلام.
فلما جاء العرب من الجزيرة فاتحين البلاد وهم يحملون دين الإسلام لم يكن لليهودية أي دور في تقرير مصير فلسطين وما جاورها، وعندما حاصر المسلمون مدينة القدس وسقطت في أيديهم لم يتسلموها من اليهود أو من حاخاماتهم بل كان من ينتظر تسليم أبواب القدس هو أميرا ًمن أمراء الكنيسة المسيحية وهو الذي عقد الصلح مع المسلمين الذي ُعرف فيما بعد بالعهدة العمرية.
فمنذ ما يزيد عن ثلاثة عشر قرنا وفلسطين عربية بكل من ُيقيم فوق أرضها ولم تعرف خلال هذه المدد الطويلة في التاريخ أي أثر لليهودية سوى ذكرى لتاريخ أفل ولم يعد له ما ُيبرره، فلو كانت الذكرى لأي فئة أو شريحة دينية تصح لأن تكون سندا ًقانونيا ًلاستعادة ما ُيسمى الأوطان الغابرة، لما أمكن أي شعب أن ُيقيم اليوم في الأرض التي يسكنها.
فاليهودية لا وطن لها منذ ألفي عام ولم يكن للعرب شأن في تشريد من اعتنقوا اليهودية ولا في تقويض سلطانهم الذي لم يدم وأفل كغيره من المنطقة، فقبائل اليهود الذين تشتتوا في بقاع المعمورة استقروا في البلدان التي عاشوا فيها ففقدت ديانتهم لغتها وكثيرا من خواصها ومميزاتها التي يقولون عنها أنها قوميتهم التي لم تتبدل.
إن اليهودية ليست جنسا واحدا وإنما هي ديانة سماوية ولكنها لا ترقى لأن تكون جنسية مستقلة بسبب الانتماء الديني فيما أنكرت الصهيونية على يهود العالم الجنسية المكتسبة لهم بحكم أوطانهم التي ولدوا فيها وهذا فهم خاطئ يحمل بين ثناياه الفاشية والعنصرية.
فقدعاش اليهود في فلسطين كمواطنين كالمسلمين والمسيحيين في إخاء وسلام وقد ذكر(عباديا ) المؤرخ اليهودي أن مدينة القدس لم تكن تضم في القرن الخامس عشر أكثر من سبعين أسرة يهودية كما ذكرت لجنة التحقيق الملكية في فلسطين في تقريرها إلى البرلمان البريطاني أن عدد اليهود في فلسطين كلها في عام 1845 لم يكن يتجاوز إثني عشر ألفاً.
فكيف توالد هذا العدد ليصبح رقما تجاوز كل حدود المنطق على أرض فلسطين وفي فترة زمنية قصيرة لا يمكن تفسيرها بعلم الإنجاب والتوالد الطبيعي؟
هي بالفعل علامة فاصلة بالتاريخ الإنساني الحديث لأن كل ما جرى كان مؤامرة مدبرة عن سابق إصرار وتعمد.
ففي الوقت الذي كان يتعرض فيه اليهود للقتل والاضطهاد بسبب الانتماء الديني في أوروبا وفي أكثر من مكان، كان اليهود العرب يجدون الملاذ الآمن والسلام والإخاء في البلدان العربية وبصورة خاصة في فلسطين بالذات .
لكن السياسة الاستعمارية لفلسطين هي التي مهدت الطريق لبناء ما ُسمي (وطن قومي لليهود) وقد تحددت في مؤتمر الصلح عام 1919 فيما اتضحت صورة المؤامرة على حقيقتها عندما داورت كل من بريطانيا و فرنسا في موقفهما من مطالب العرب ومن قضية فلسطين.
وهكذا تنكرت كل منهما لوعودها وللمواثيق وللمبادئ الدولية التي ارتبطت بها من قبل تماما كما يحدث اليوم مع المفاوض الفلسطيني الذي لا يجد إلا الكذب والمراوغة وتفويت الوقت الكافي لإنجاز مهام المشروع الصهيوني.
أما السياسة الأمريكية الحالية فهي امتداد لما سبق لأنها تسير وفقا لمصالحها الاستعمارية التي تجسدت برؤيتها لمستقبل الصراع في المنطقة من خلال تبنيها الحرفي لما اتفقت عليه لجنة الوفد الأمريكي في مؤتمر الصلح بخصوص مستقبل فلسطين والبلاد العربية آنذاك .
ولمن يرغبون في معرفة حقيقة الإستراتيجية الأمريكية للمنطقة ولمن يعتقدون بإمكانية أن يكون لأمريكا دور نزيه يمكن أن تقوم فيه لحل الصراع، عليهم العودة لقراءة السياسة الأمريكية قبل نشأة الكيان والدعم الغير مسبوق بعد قيام(إسرائيل) وما تقدمه أمريكا إلى اليوم من تغطية سياسية وعسكرية واقتصادية وإستراتيجية .
إن ما نشهده خلال هذه الحقبة من تاريخ المواجهة مع الصهيونية وكيانها لا يختلف في جوهره ومضامينه عما تم تثبيته في ذلك المؤتمر والذي ما زالت مفاعيله السياسية تحكي جريمة الاستعمار بكل أشكاله القديم والحديث .
هذه هي الصورة بكل أبعادها التي تبنتها الدوائر الاستعمارية والتي ما زالت تمارس سياسة الخداع والنصب السياسي على المنطقة، نفس اللاعبين الدوليين يمارسون الاحتراف السياسي في خدمة المشروع الصهيوني وتعبيراته الراهنة المبنية اليوم على الاعتراف الشفاف بيهودية الدولة .
وبدء الترجمة الفعلية لما اصطلح على تسميته عبر التسريبات للمفاوضات من بنود سرية تتعلق بتبادل الأراضي ذو الكثافة السكانية العالية والمقصود في ذلك الإبقاء على جسم المستعمرات في أي تسوية وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم ومدنهم وقراهم في الجليل والمثلث والنقب.
سياسة بدأت بالتمدد التدريجي للمستعمرات والذي ُسمي بالتوسع الطبيعي لملكية الأراضي بالمستوطنات وما جوارها حتى بات ُعرفا في السياسة الداخلية والخارجية(الإسرائيلية)التي تقوم على نظرية الاستيطان .
بالمقابل لم تتغير السياسات الاستعمارية الدولية اتجاه المنطقة بل تعدت كل الحدود الأدنى حتى باتت السياسات الرسمية العربية مخزية ومخجلة لما قدمته من تنازلات دون مقابل ُيذكر بدء ً من مبادرة أو مشروع فهد للسلام وانتهاء ًبمبادرة السلام العربية التي لم تساوي الحبر الذي ُكتبت فيه كما عبر عن ذلك ساسة الصهيونية الحكام الحاليين (لإسرائيل).
المهزلة السياسية ما زالت متواصلة من خلال حراك رموز ما يسمى المعتدلين العرب الذين لا يؤمنون إلا بالدور الأمريكي الراعي والذي في حقيقته منحازا ًبالكامل للمشروع الصهيوني، فالصورة الراهنة لما آلت إليه المفاوضات العبثية أن الطرف الصهيوني هو من يفرض شروطه بالكامل من خلال الابتزاز للدول العربية وللطرف الفلسطيني المفاوض والضعيف .
فالكيان يقرر شروطه ولا يتراجع بينما الجهات المعنية بالعملية السلمية الوهمية ما زالوا ُيعولون على أمريكا لإنقاذ ماء وجههم فيما ينتظرون الفرج من نتنياهو وليبرمان وباراك .
معادلة بدأت آخر فصولها تتكشف بدعوة الفلسطينيين والعرب للاعتراف بيهودية الكيان الغاصب تمهيداً لإنجاز الحلقة المهمة والأساسية التي يقوم عليها المشروع الصهيوني وهي آخر مسمار في قلب القضية .
إن من العيب والعار أن تقبل الأمة العربية التي يمتد تاريخها لآلاف السنين كيان مغتصب عنصري منافي لقيم الحضارة الإنسانية ولشرعة حقوق الإنسان وللتاريخ الإنساني. فهل نقبل بالخرافة والأسطورة الدينية لفئات عنصرية مارقة هم شذاذ الآفاق الصهاينة الذين عبثوا بالتاريخ الحضاري والإنساني للبشرية وكتبوه وفق أهوائهم .
هل تقبل أمة العرب أن تصبح فلسطين قلب الأمة النابض بالحياة مكاناً خصباً للمقايضة الرخيصة بين الحق والباطل ؟
فالقبول بعصابات الجريمة المنظمة والقتلة العنصريين المنحدرين من عدة سلالات وأجناس ويتكلمون لغات بلدانهم المختلفة بأن يصبح لهم وطناً دينياً عنصرياً على قياسهم وحدهم على حساب الشعب الفلسطيني والأمة العربية هي بداية الانحدار والتراجع والهبوط بمستوى القضية الفلسطينية لتكون هما ًإقليميا ًضيقا ًوفي حدود فرضتها المصالح المحلية والإقليمية والدولية.
نقول أن الجريمة الكبرى والخيانة العظمى أن يقبل أحد كائن من كان بيهودية كيان لقيط أو أن يجتهد بعض المفاوضين الذين لهم علاقات نفعية مع الاحتلال فيعتقدون مع أقرانهم الصهاينة بمسألة قيام دولتين إحداهما على أساس ديني عنصري وتتمثل فيه اليهودية الصهيونية وفق ما يسمى الخصوصية للديانة اليهودية .
إن مجرد البحث أو القبول بالمجادلة على أساس التفاوض بأمر الاعتراف بيهودية الكيان من عدمه يدلل هذا الأمر على مدى الاستخفاف بالعقل وبالذاكرة الجمعية وهي بداية خطيرة لا ُتحمد عقباها إذا ما تم الصمت والسكوت على مثل جريمة سياسية من هذا النوع .
فقد أصبح كل شيء ُمباحا في غياب الحساب والمساءلة وما تصريحات المدعو عبد ربه التي كانت بالون اختبار ببعيدة عن هذا الخيار الذي ُيشتم منه رائحة الخيانة والتآمر على أعدل قضية في التاريخ الإنساني .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف