الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبوة و أبوة - ق ق بقلم:نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-11-26
أبوة و أبوة - ق ق بقلم:نزار ب. الزين
أبوة و أبوة
قصة قصيرة واقعية
نزار ب. الزين*
*****
" والديَّ العزيزين ، لديَّ خبر يهمكما ، لقد تعرفت على فتاة رائعة ، هي زميلتي في الجامعة ، و هي تبادلني عواطفي ......."
يحملق والده في وجهه فاغراً فاه ...
تنظر إليه والدته مشدوهة بدورها ، و قد رسمت على شفتيها إبتسامة شاحبة ...
ثم تلاحقه والدته بأسئلتها : " أ جميلة هي ؟ طويلة ؟ قصيرة ؟ بيضاء ؟ سمراء ؟ ماذا عن عائلتها ؟ , و عن مستواها الإجتماعي و الإقتصادي ؟ و هل لدى أهلها عِلم بسلوك ابنتهم و استهتارها ؟ و هل .... و هل ؟.........."
يرتبك طارق...يفاجئه موقف أمه ، يهم بالإجابة ، يقاطعه والده : " هل التحقت بالجامعة – يا ولد – كي تحب و تعشق ؟ ألم تتخلص بعد من تصرفاتك الصبيانية ؟! " يزداد طارق ارتباكا ، ثم يلملم شتات نفسه بصعوبة ثم ينطق مدافعا : " هذه ليست صبْينة يا أبي ، هذا أمر جاد و مصيريّ يا والدي ! " ثم يلتفت إلى والدته قائلا بثقة و تصميم : " بصرف النظر عن شكلها الخارجي – يا أمي - و عن مستوى عائلتها الإجتماعي و الإقتصادي ، فأنا أحبها و سأرتبط بها حالما أنهي دراستي الجامعية ، أما عن أخلاقها فهي أشرف من الشرف .. "
ينتفض الوالد غضبا و هو يرد على جرأة إبنه : " هذه قحة – يا ولد – لا أقبلها منك ، نحن نتكبد مصاريفك الباهظة ، لتتعلم و ليس لتضيع وقتك بمثل هذا الكلام الفارغ ...! " ثم يضيف حاسما الموقف : " لا لزواج الحب .. لا للزواج بعيدا عن الأصول و الأعراف ، لا للزواج قبل التخرج و العمل و الإعتماد على الذات .. لا حق لك بالإختيار على هواك.... هيا إلى كتبك في الحال – يا ولد (!) - و كف عن هذا التهريج السخيف ! "

*****

" أنا لم أمت بعد ؛ أنا والد كوثر و أنا وليّ أمرها و المسؤول عنها ، و كلمتي هي العليا في هذا البيت ؛ و أنا أمنعكما من إيذائها منعا باتّا و قاطعاً ، فقط إتركا المسألة لي ، هذا أمر و ليس رجاء .. مفهوم ؟! "
تعود كوثر من الجامعة ، تدخل غرفة الجلوس ، تلاحظ تجهم الوجوه ، تنتبه إلى دموع والدتها ، تهم بتقبيل يد والدها كما جرت عادتها ، و لكنه يمنعها بغلظة ..
" ما الأمر؟ " تساءلت ؛
يحاول شقيقها الطبيب أن يجيبها ، فيأمره الوالد بالصمت .
" ما الأمر ؟ " تساءلت ثانية و بإلحاح ، فيجيبها الوالد باقتضاب : " ثمت سيدة إتصلت بشقيقَيْك و أبلغتهما أنك متعلقة بزميل لك في الجامعة اسمه طارق ، هل هذا صحيح ؟ " ، تجيبه بكل براءة : " نعم صحيح !"
ثم ...
يضيف بنبرة أقوى و وجه أشعله الغضب : " و تقول السيدة أيضاً أن لديه شقة مستأجرة و أنكما تلتقيان فيها ؛ هل هذا صحيح ؟ "
تصفع كوثر خديها بيديها الإثنتين ، ثم تتوجه مندفعة إلى المصحف الشريف المعلق في صدر الغرفة ، تحمله و تقسم به أن ذلك غير صحيح و أنها لا يمكن أن ترتكب مثل هذه المعصية ...
" و لكن من هذه المفترية ؟ "
تتساءل كوثر منفعلة ، فيجيبها شقيقها الطبيب ساخراً : " إنها أمه يا ست كوثر .. إنها أمه ! "

*****
بعد عام واحد
- صباح الخير يا أبي و كل عام و أنت بخير..
= من طارق ؟ ما ذكّرك بنا بعد كل هذه الأيام ؟
- أنت و والدتي دوما على البال يا أبي ، و في العيد تصفو القلوب و تتراحم ، أليس كذلك يا أبي ؟
= بهذه البساطة ؟ و بعد أن غدرت بنا ؟
- الغدر كلمة كبيرة يا أبي ، و لكن دعنا من ذكر الماضي ، و افسح للصلح مجالا يا أبي ..
= علمنا أنك أصبحت أباً !...
- أجل ، وعمر إبني ثلاثة أشهر الآن ، ألست متشوقاً لرؤية حفيدك الذي يحمل إسمك يا أبي ؟
= و علمنا أنك تعيش في بيت يملكه حموك ؟!
- هذا صحيح و هو ينفق علينا من جيبه بما ذلك تكاليف الجامعة ، إنه رجل طيب و عطوف يا أبي .
= و قبلتَ ، أن يشتريك ؟!
- لم يشترِني أحد يا أبي ، و سوف أسدده – كما اتفقت معه - كل قرش حالما أتخرج و أعمل .
ثم ....
أضاف معاتبا :
- ألن تكف عن لومي يا ابي ؟
= لقد تجاوزتنا يا طارق ... و آلمتنا ..
- و ماذا عن الألم الذي سببته والدتي لزوجتي و لي ؟
و لكن دعنا من هذا كله ‘ و لنتسامح يا أبي .
ثم ...
أضاف بلهجة حانية راجية :
- ترى هل سترحبان بنا إذا زرناكما و قدمنا لكما تهانينا بعيد الفطر السعيد ، يا أبي ؟
ثم .....
تنتزع أمه مسرة الهاتف من أبيه ، لتجيب ولدها بحزم :
= إسمع يا طارق ، نحن لا نحقد عليك شخصيا فأنت وحيدنا و فلذة كبدنا ، أنت و إبنك مرحب بكما في بيتنا في كل حين ، و أما زوجتك التي سرقتك منا ، فلا !.
------------------------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف