الأخبار
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا ؟! بقلم:الأديبة ولاء عزت

تاريخ النشر : 2010-08-27
لماذا

مرة أخرى يتدفق الصوت الدافىء عبر الهاتف ، الكلمات محايدة والصوت الدافىء يُخبرها الكثير ...
الآن هى عصفور منزوع الأجنحة ، جناحاه الصغيران صُهرا ليكونا قضيبان بالقفص الأبدى ، عليها أن تنقر الحياة والظروف ثقب صغير بكف القدر
ثقب صغير لتعبر عيناها إليه ... عيناها فقط
،،،،،
جلست أمامه ، جلس بجوار تساؤلاته ، الفضول بحلقه ، أصابه الظمأ فأخذت تسقيه شيئاً فشيئاً
هو : لماذا تريدين الكفن دائماً ؟
هى : أخشاهم جميعاً ، أتوقع المزيد فى كل الأوقات
هو : إنه أنا ... امنحينى الثقة ، وامنحى نفس لحظات تُلقين فيها الأسرار

أزاحت له الكفن جانباً ليشهد أقدم الجراح وأعمقها فقد أصابها يوم رحل أباها
لم يحاول تضميد الجراح ، لم يعدها أن يلعب دور الراحل فقط ؛ أخبرها أنها الآن أقرب إليه
وكان كافياً
،،،،
مرة أخرى ينساب الصوت الدافىء عبر الهاتف
الآن هى دون الكفن الأبدى ، تسرى بها روح الكلمات كجناح عصفور يُحلق عالياً ، تخبره عن الحزن القادم عندما لن تدركه عيناها
فضحك !!
،،،،،،
كعادة الأحياء عندما يشعرون بالبرد ؛ يطلبون الدفىء ، وهى دون الكفن تحنُ للصوت الدافىء
هو : من ؟
هى : أنا
هو : من أنتِ ؟
هى : إنه أنا
هو : أنتِ من ؟
هى : أنا الجرح والكفن
هو : ـ وقد غلف صوته بطبقة باردة من معدنٍ صدأ ـ نعم . نعم . لاحقاً
،،،،،،،،
كانت تريد أن تعدو حتى تقف أمامه وتصرخ بما تبقى لها من صوت
كانت تسمع كل الأصوات ضحِكته ، وتُرى للجميع أسناناً صفراء
كانت غبية
كانت خجلى
كانت خجلى
،،،،،،،
الآن عادت ، أحكمت كفنها الأبدى ، تمسك بالسوط العتيق حتى أصبح عضواً من أعضائها ، فإذا أنَّ أحد الجراح ؛ ألهبته آلاف المرات حتى يصيبه الخرس .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
زوروا موقعى على الانترنت رابط : http://norbuoty.blogspot.com
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف