الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القادمون 10 بقلم: عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2010-08-05
الحلقة 29: عادل بن مليح الأنصاري



يتابع المعد عرض المقابلة السابقة مع المدعو "روجر" ويكرر هنا أن الشياطين دعته ليكون ضمن النخبة التي سيكون لها النفوذ .





وهنا أتساءل : إذا كانت الشياطين تريد أن تخلق نخبة شيطانية تحقق بها أهدافها لماذا تلجأ لشخص مجهول مثل روجر وهناك آلاف المتنفذين الذين لديهم استعداد لبيع أرواحهم للشياطين , بل أن هناك المئات منهم من ينافسون الشيطان في أعماله القذرة كتجار السموم والدعارة ومن على شاكلتهم !





ويواصل روجر غرائبه فيقول " أن هناك آلاف من تلامذة إبليس حول العالم ولكن روجر ومن معه من المجهولين هم فقط من النخبة الذين يعرفون حقيقة السيد وملائكته !!! فأي سر لدى روجر ومن معه حتى يستحوذوا على اهتمامات السيد إبليس مع وجود آلاف أو ربما مئات الآلاف من المشهورين والعباقرة والفنانين والرياضيين الذي لا يجدون حرجا من بيع أرواحهم للسيد إبليس ؟؟؟





ويعود روجر ليقول أن الشياطين ليسوا أشباحا أو مرعبين بل مخلوقات في غاية الجمال ( وأعود للتذكير أن الله تعالى صور الشياطين بصورة بشعة عندما قال "طلعها كأنه رؤوس الشياطين " كناية عن قبحهم .





يواصل روجر في حديثه أن الشيطان عرض عليهم الكثير من المنح ولم يكشف عنها ولا ندري ما الذي اختاره السيد روجر من تلك المنح , ثم يدهشني المعد عندما يقول (هذه الممارسات تحدث منذ بداية الخليقة !!! ) ومنذ بدء الخليقة لم تكشف هذه الممارسات بهذا التفصيل العبثي إلا على يد السيد روجر ؟؟؟





ويعلق المعد عن سياسة الجن مع حلفائهم من أنهم يعطوك ما تشتهيه في هذه الدنيا مقابل أن تكون عبدا لهم وتابعا ! مع أن الواقع المشهود نراه في حياة السحرة الذين يبذلون الغالي والنفيس لإرضاء الجن وذلك بإتباع طقوس قذرة نعرفها جميعا , ومع ذلك هم أتعس الناس عيشا وأقذرهم نفوسا وأحطهم قدرا .





ويعود المعد لربط كل نتائج السير خلف الشيطان فقط في ثقافة البوب , ويعود لانتقاء أفلام كرتونية وكأنها أعدت خاصة ليستخدمها أبناء الشيطان , ورغم كون مدلولات بعض الأفلام يمكن أن تصب حول الفكرة العامة للحلقات , إلا أننا لا يمكن أن نثبت قطعا أنها أعدت لهدف محدد وهو تمجيد عبادة الشيطان , ألا يعد ذلك فضحا لخططهم السرية ؟





إن التركيز على كلمات وردت عبر فلم كرتوني هي أضعف وأسخف من أن تحشر لخدمة فكرة مثيرة أو هدف سام نسعى إليه , فأولا وأخيرا هذه أفلام أعدت للأطفال , ولو افترضنا أن الهدف هو غسل أدمغة الأطفال منذ الصغر وتصوير الشيطان على أنه محقق الأماني وواهب السعادة , فلماذا يتهافت الشيطان على أصحاب النفوذ ويحقق لهم النجاحات أو حتى الكبار المجهولين أمثال روجر , وبطريقة أخرى إذا كان الشيطان وكهنته يمتلكون القدرة والدهاء لتجنيد الكبار والأذكياء وأصحاب النفوذ فلماذا يدس خططه المستقبلية عبر أفلام كرتونية تافهة ؟



ونعود لحقيقة لا يمكن التغاضي عنها وهي أن ليس كل ما تعرضه هوليود وديزني يتضمن أفكارا سلبية بل على العكس لو طلبنا الحقيقة أن أكثر ما يعرض فيها وعبرها هي مواد إيجابية , ويكفي أن تتابع القنوات وما تعرضه من أفلام سواء عادية أو كرتونية ستجد الكثير من المواد الإيجابية التي تعرضها هوليود وديزني , وعلى سبيل المثال أفلام الأبطال الذين يحاربون الجريمة أو أفلام تتناول حماية البيئة من أخطار التجارب العلمية وأخطار الاحتباس الحراري وتوقعات الدمار الذي سيلحق بالأرض في حالة التسابق على التسلح ومخاطر التفكك الأسري وجهد الأطباء والعلماء في تحسين حياة البشر , ودائما ما تتبنى تلك الأفلام النظرة السلبية للجريمة ومنفذيها وأسلوب عمل وحياة العصابات وما يدفعونه ثمنا لحياة الجريمة , وكذلك تنبيه المجتمع من مخاطر الحياة المنفلتة وحياة الليل وحتى حياة الجماعات السرية , ولا يمكن حصر تلك الأفلام بأي شكل من الأشكال , فلماذا ينتقي المعد القليل القليل من الأعمال ليؤيد بها صحة ما يرمي إليه ؟؟ ولماذا ينتقي الإشارة السلبية في العمل دون الإشارات الإيجابية ؟؟



المعد عول كثيرا واسترسل أكثر لمجرد كون فلم علاء الدين والذي تناول بشكل مباشر موضوع الجني مع علاء الدين , وهنا أود أن أنبه أن فكرة الجني وعلاء الدين هي فكرة سبقت وجود ديزني وهوليود ذاتها , وقد نبهنا المعد أن هذه هي الأفكار التي تقدم لأطفالنا , وكأن ديزني وهوليود لم يعرضوا غير فيلم الجني وعلاء الدين فقط خدمة للشيطان , ولو افترضنا أن هذا مقصدهم حقا , وهذا ضد المنطق السليم وضد فكرة العقل الواعي , فقط أشير إلى نقاط بسيطة وهي :



- لماذا يركز المعد على أفلام قليلة جدا لتخدم طرحه ؟ ولماذا لم يستعرض أفلام كثيرة ضد فكرته من ناحية المادة السلبية , مثلا بات مان وسوبرمان وغيره من الشخصيات التي تحارب الشر والجريمة ؟



- إذا كان الشيطان استحوذ على النخبة من ذوي السلطة والمتنفذين لماذا يهدر طاقته عبر فلم واحد ليغرر بالأطفال ويعدهم بالكثير من البقلاوة ؟؟.



- يواصل المعد فضح خطط جني علاء الدين وكأن فكرته الأساسية ستتضح من خلال الاستدلال بفلم كرتوني تافه !!!



- ويعود السرد التاريخي لخطط الشيطان منذ "حورس" إله الفراعنة ومرورا بعدة رموز تاريخية عبر الآف السنين وحتى الكائنات الفضائية , ما هذه الخطط الشيطانية التي يعدها السيد إبليس منذ الآف السنين ليغرر بنا عبر تلك الرموز الدينية القديمة وحتى اختراع الكائنات الفضائية ؟ هل تتناسب تلك الخطة الأزلية وعبقرية الشيطان وكهنته ؟



- إن العقائد الدينية حذرت من الشيطان منذ بدء الخليقة ونعرف أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم , وأن هناك ملايين البشر ممن يعصون الله ولا يعرفون شيئا عن حورس ولا عن الأفعى المريشة , الشيطان لا يحتاج لفلم كرتوني ولا لرموز دينية هي من دواعي تطورات المجتمع البشري ولا يستطيع الشيطان التحكم فيها وتغيرها لأنها أقدار إلهية , الإنسان ومنذ بدء الخليقة يبحث عن الله سواء توصل إليه عن طريق الرسل أو عن طريق التأمل , وأنا هنا لا أنكر حقيقة وجود تلك الآلهة عبر القرون ولكن أن تعلق تلك الحقيقة حكرا على خطط إبليس فقط تمهيدا لظهور الدجال , إن الله أراد للدجال أن يخرج في آخر الزمان ولم يقل لنا أن تلك المجتمعات الغابرة وآلهتها ورموزها و حتى عصرنا الحالي وظهور فكرة الكائنات الفضائية " والتي لم يحسم أمرها قطعا كونها حقيقة علمية أو خيال علمي , وفكرة الكائنات الفضائية حتى دينيا ممكنة فالله يخبرنا انه خلق ما لا نعلم من الكائنات " كلها تصب في فكرة التمهيد لظهوره , فهل يعقل أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد للدجال أن يظهر أن يمهد لظهوره منذ الآف السنين وحتى عصرنا الحالي عبر رموز وثنية وأفاعي وكائنات فضائية وأفلام كرتون ومادونا وروجر ؟؟؟





- يفخر المعد في أخر الحلقة من أنه ينشر الحقيقة بفخر ! ولكن برأيي الشخصي أن ما يعرضه عبر الكثير من الحلقات لا يمت للحقيقة ولا لتقبل العقل بأي صلة , فالمعد هنا يريد أن نقتنع أن مسيرة التاريخ البشري بأحداثه العظيمة وبإيماءاته السخيفة من مادونا لروجر لأرضية الكروهات للتماثيل والأفاعي وأفلام الكرتون وأبراج دبي ومركز تسوق عادي في الإمارات فقط لأنه أستخدم المعمار الفرعوني , وبعض المسلات هنا أو هناك , وتتبع أي بناء هرمي كدلالة شيطانية , لشوارع واشنطن الخماسية والكثير الكثير من الروابط الغير منطقية أو حتى السخيفة أحيانا , كلها تصب في فكرة واحدة فقط وهي التمهيد لظهور الدجال , أي أن التاريخ البشري والحضارة الإنسانية وجدت ورسمت وخطط لها فقط لظهور المسيح الدجال .









- إن التفاعل البشري منذ خلق الإنسان ليس إلا صراع بين الخير والشر أي منذ قتل قابيل هابيل وأثناء ظهور أول أسرة بشرية على الأرض , وهذا عهد إبليس لرب العباد قال تعالى : ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) , هذه حكمة الله التي قد يظهر لنا شيء منها أو يخفى علينا الكثير منها , والمسيح الدجال ليس إلا حلقة من حلقات هذا الشر له خصوصيته وله زمنه وله هدفه وحكمته التي أرادها الله تعالى , ولكن ليس من المنطق أن تبدأ الحياة على هذه الأرض وتستمر فقط لهدف واحد هو ظهور المسيح الدجال , وهذا ما نستشعره من متابعة حلقات القادمون كما قدمنا منذ ظهور المجتمعات المدنية وحتى تقوم الساعة !!!









- إن فكرة محاولة إبليس إغواء البشر وخاصة عباد الله المخلصين حقيقة لا يمكن إنكارها وإبليس ابتدع عبادة الأصنام وظهور الآلهة في المجتمعات البشرية وعبر حقب زمنية متعاقبة , هذه حقائق دينية عقائدية يؤمن بها أكثر البشر ومن كافة الديانات , وظهور المسيح الدجال في آخر الزمان كذلك حقيقة دينية يؤمن بها الكثير , ولجوء المعد للكثير من الروابط الرمزية والمقابلات الساذجة وأفلام هوليود وبعض الشخصيات التافهة والمجهولة , وكما أسلفت مباني وأرضيات وتماثيل ومنظمات سرية ....... إلخ , لا تتناسب مع فكرة الحلقات وخاصة عند البدء بمتابعة أولها .





يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف