الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القادمون 4 بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2010-07-09
الحلقة 14 :

عودة إلى هوليود , وربط كلمة هوليود بالرموز الوثنية (الخشب المقدس , أي الذي تصنع منه أدوات السحر في الوثنية) , وأن تلك الأدوات السحرية كما مكنت السحرة من تغييب العقول والتحكم بها كذلك تمكنت هوليود من تغييب العقول ثم التحكم بها , وربما يكون جزءا من هذه الحقيقة مشاهد وملموس لكن أليس من الحق والصواب أن هوليود تناولت عبر منتجاتها كذلك العديد والكثير من معاني الخير والعدالة وحاربت بعض الاتجاهات لمروجي المخدرات والحروب التي أضرت بالبشرية دون فائدة ومواجهة الأخطار المحيطة بالبيئة وخطر التسلح وجنون العلماء في اختراع آلات الموت , وحتى تناولت سير بعض العظماء والرسل بالكثير من الحيادية والتقديس , ألم تتناول هوليود عبر بعض أفلامها مساوئ الانفلات الأخلاقي والتفكك الأسري وما نتج عنه من ضرر بالغ بنظام الأسرة والتطاول على الوالدين وحذرت المراهقين من الاندفاع خلف الجنس والمخدرات وهجر المنزل , أليس من العدالة أن نقول أن هوليود لها جانب إيجابي كما أن لها جانب سلبي في تناولها للكثير من أعمالها السينمائية , إن من الحيادية والإنصاف أن ننظر للأمور بعين العدالة وليس بعين التعصب الأعمى والاندفاع خلف مسلمات تؤدي بنا لما حذر منه معد الفلم من تغييب للعقل والانجراف خلف مسلمات مغروسة بأذهان البعض دون تمحيص أو عمل للعقل والفكر حول كل ما يحيط بنا وأن لا نسقط في نظرية المؤامرة بكل تلقائية , إن محاولة تصوير هوليود وكأنها المعول الأول والأخير والوحيد في هدم القيم وخدمة أجندة إبليس فيه الكثير من الغلو وعدم الإنصاف , ونحن لو نظرنا حتى للجماعات المحسوبة على الإسلام والتي تنادي بإعلاء كلمة الله سنجد بعضها جنح عن جادة الصواب وأصبحت هذه الجماعات أحد المعاول التي تحاول أن تهدم صرح الرسالة المحمدية .
ثم يعود المقطع لمادونا ( وكأن شياطين هوليود لم يجدوا غير مادونا لتخدم مخططاتهم الشيطانية , ولا أعرف سبب التركيز على مادونا في عموم الفلم رغم وجود داعرات وعاهرات وممثلات جنس فاضح بالآلاف في غرب العالم وشرقه , هل هناك علاقة نسب بين مادونا وإبليس ؟ ) .

وهنا أود أن أشير إلى مقطع له دلالته في أخر الفلم المعروض ضمن المقطع , فالطفل هنا يقول لجده أريد أن أعرف وفي هذا عكس لنظرية تغييب العقل , فلم ينهره جده عن طلب المعرفة بل يمكن أن نقول أنه ظلله عن الحقيقة التي ينشدها الطفل ولكن لا يخفى علينا هنا أن هوليود غرست في نفسية الأطفال في هذا المقطع شرف الإصرار على المعرفة رغم كل شيء , أم نأخذ ما نشاء ونترك ما لا نشاء ؟ .

الحلقة 15 :
يبدأ المقطع بالإساءة للعرب , وهذا ليس بجديد من الغرب وليس هوليود خاصة , وهذه حقيقة وليس دفاعا عن هوليود التي أؤمن بإساءتها للعرب وللمسلمين كثيرا , فالصحافة والتعليم وكافة وسائل الإعلام أساءت للعرب والمسلمين لأن الصهاينة هم من يصنعون تلك الآلات البغيضة , ولا ننسى أن الإساءة للعرب هنا ليست مقصودة للعرب حكرا ولكن الإسلام عموما الذي يمثل منشأه العرب إذ أن العرب منهم المسيحيون واليهود والعلمانيون , لأن اليهود لهم ثأر لا ينسى مع الإسلام الذي طردهم من جزيرة العرب وصورهم على أنهم حفدة القردة والخنازير وقتلة الأنبياء .

إن المقاطع الواردة هنا مؤثرة ومترابطة وتكشف عن الوجه القذر للصهاينة في تشويه صورة العرب والإسلام عبر هوليود , هذه حقيقة لا شك فيها , ونشكر معدا الفلم على نقل هذه المسئولية بهذه الحرفية الرائعة (ونسال الله تعالى أن يجعله في موازين حسناتهم) .

يواصل المقطع الحديث عن الصهاينة وأرض صهيون , وبرتوكولات حكمائهم (والتي ينكرها البعض) , وكون الصهاينة يسيطرون على الإعلام فمن الطبيعي أن يصوروا العرب بهذه البشاعة حتى يمهدوا للعالم الأول أحقيتهم بتكوين كيانهم على أرض العرب , أرض صهيون (الشرق الأوسط) .

ومع احترامي الشديد لمعدا الفلم , ربما تكون هذه رؤية الصهاينة وحكماء صهيون بدولة صهيونية من النيل للفرات مع أرض الجزيرة العربية , ولكن أن نربط ذلك برؤية أمريكا لشرق أوسط جديد ( أي أن الحكومة الأمريكية تقصد بالشرق الأوسط الجديد محو عدة دول عربية من الخارطة بكل بساطة وإحلال دولة صهيون مكانها فيه مبالغة كبيرة , فالعالم في عصرنا الحديث يعجز عن محو دولة صغيرة من الخارطة فكيف بدول كبيرة كمصر والسعودية وسوريا مثلا ؟؟
وكلنا يعلم في دنيا السياسة أن أمريكا وأوربا تتحدث عن شرق أوسط جديد ( أي شرق أوسط يتعايش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون معا على أرض فلسطين , وهم يجدون صعوبة بالغة حتى في تحقيق هذا الحلم الصغير وبمقاومة صغيرة من جزء من الشعب الفلسطيني فكيف بكافة العرب ومن ورائهم المسلمون ؟؟؟) .

ثم يتابع المقطع بعرض وقائع تاريخية تمهد بها الصهيونية لحلمها القادم مثل :
- توقيع مصر لاتفاقية سلام مع إسرائيل .
- توقيع الأردن لمعاهدة مماثلة .
- ولا أدري ما علاقة حماية العرش السعودي بقيام دولة صهيون , إن المنطق يقول أنه بزوال آل سعود سيسهل قيام دولة صهيون لأن آل سعود رمز وموطن آمان لتماسك مساحة كبيرة من ارض الجزيرة تحت حكمهم ومن صالح الصهيونية أن تمزق هذه المساحة إلى عدة كيانات (كما كان مخطط من قبل صدام وحلفه) فيسهل ابتلاعها جزءا جزءا , إن القول أن آل سعود هم حلفاء أمريكا بمباركة صهيونية هو قول ساذج ومغرض ولا معنى له سوى تصفية حسابات شخصية مع هذا الكيان المتماسك والذي يساهم كثيرا في تماسك كلمة العرب والمسلمين , وليس أحب على الصهاينة من زوال عامل الآمان هذا , هذه حقيقة رضيا بها من رضي وأنكرها من ينكرها , إن الكيان السعودي هو اكبر حجر يؤرق عين الصهيونية لمن يملك عقلا ويملك قلبا واعيا ومنصفا ( وعرض المعد لمقطع يقبل فيه الملك عبدالله بوش وكأنها خيانة لقضايا الإسلام والمسلمين تزامنا مع تعليقه السابق عن العرش السعودي فيه الكثير من علامات الاستفهام والتجني والمبالغة وكأن بوش لم يستقبل في رئاسته غير ملك السعودية ( والدور السعودي في خدمة الإسلام عامة وفلسطين خاصة لا ينكره إلا جاحد أو أعمى أو مغرض أو جاهل ) .
- يقول المقطع بعدها (سوريا وإيران اللتان تناهضان المخطط الصهيوني تبقيان على قائمة محور الشر ) , وكأن بقية الدول مثل السعودية ومصر وغيرها لا تناهضان المخطط الصهيوني كما قدم لذلك , وهنا أسجلها كسقطة مريعة لمعدا الفلم , مصر والسعودية وبقية الدول العربية لا تناهضان المخطط الصهيوني ؟؟؟؟؟؟؟ .

أين استقلالية العقل التي قامت عليها فكرة الفلم عند ترديد مقولات التآمر من أكبر الدول العربية خدمة للصهاينة , ولماذا لم يورد المعدان أدلة دامغة وقطعية كما حرصا طوال حلقات الفلم على تآمر السعودية ومصر وبقية الدول العربية (عدا محور الشر ) مع أبناء صهيون لتمرير مخططاتهم ومحو أكبر الدول العربية من على الخارطة خدمة لهم ( تخيلوا آل سعود وقادة مصر وبقية الرؤساء والملوك العرب تتآمر مع أمريكا ومن ورائهم الصهاينة لتحقيق حلم الدولة الصهيونية وضياع عروشهم وكراسيهم من أجل عيون أمريكا ؟؟) لا يا نورييجا هنا نقول أنك تغيب عقولنا وتطلب منا أن نعطلها تمشيا مع رؤيتك في فلمك .

كوننا نشيد بهذا العمل وبالجهد المبذول فيه لا يعني أن نصم آذاننا ونغلق أعيننا عن مواطن الخطأ أو مكامن الجنوح والخضوع لنظريات مسلمة أو منبطحة تحت أهداف مجهولة أو ربما غير واضحة أو مظللة سواء بهدف معلن او بحسن نية جاهلة أو بسوء نية واضحة أو مستترة .

يتبع ...............
عادل بن مليح الأنصاري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف