الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ديموقراطيات بقلم:عادل بن مليح

تاريخ النشر : 2010-04-10
ربما من حق البعض مهاجمة الديموقراطية الغربية من وجهة نظره على الأقل , فليس مهما حقا أن تروق للجميع , فالتنوع الثقافي المجتمعي لبني البشر له خصوصياته وطغيانه على أبنائه بشكل أو بأخر , أما كون هذه الديمقراطية هي الحق المحض ويجب أن تنساق خلفها بقية الأمم طوعا أو كرها فهذه وجهات نظر يصعب الخوض فيها .
نسمع بعبارات مثل القرية الكونية , وربما قريبا الكف الكوني وربما أكثر مع تقدم علوم (النانو) , ولكن انصهار المجتمعات في بوتقة ديموقراطية واحدة يبدو ابعد من خيالات العلم الحديث , أما لماذا فأيضا يصعب الخوض فيها .
والديمقراطية الغربية تطل علينا أحيانا بصورة ساخرة ربما في بعض المواقف , وربما بصورة مبكية أو مضحكة أو نأخذ من نبعها ما يتناسب ومواقفنا التي لا تخضع لمقياس أو قانون بل محض أهواء شخصية , وأجمل ما فيها أننا نمجدها تارة ونلعنها تارة , بصورة مباشرة أو غير مباشرة أحيانا أخرى .

لفت انتباهي ثلاث صور من صور التمتع بالديموقراطية الغربية , ولو أنها في نظري صور مبكية مضحكة ساخرة وربما أشياء أخرى لا تحضرني الآن , فمثلا :
- باسم الديموقراطية نقذف رئيس أعظم دولة بالحذاء .
- وباسم الديموقراطية يصف ممثل مسرحي أمام ألاف المشاهدين رئيس أعظم دولة بالكلب .
- وباسم الديموقراطية يصف كاتب أعظم رئيس دولة بأنه ( رخمه ) .
- وهناك آلاف الصور للنيل من رموز كبيرة في بلادها والتي تسمى دولا ديموقراطية من قبل أشخاص في دول توصف بأنها غير ديمقراطية !

ما أود السؤال عنه هنا وبكل دهشة واستغراب لماذا توجه كلمات وحتى هجمات على تلك الرموز من قبل أناس لا يستطيعون الإشارة ولو بأصبع هزيل نحو رموز ربما اشتهرت بالظلم أو الاستبداد أو بخيانة المسئولية أو حتى بالجرم المركب في مجتمعاتهم ؟؟؟

لماذا لا نجد هجمات وخطابات مباشرة نحو تلك الرموز ؟

هل تمتع أولئك النفر بالديموقراطية الغربية حتى في بلادهم ولكن لمهاجمة أصحاب تلك الديموقراطيات ؟

نحن لم نأت بجديد حين نهاجمهم , فهم مهاجمون في مجتمعاتهم بما فيه الكفاية عند أتفه زلة , ولكن هل من الشجاعة أن نترك مصائبنا ومشاكلنا لنهاجم الآخرين ؟

لنفترض أن ذلك الهجوم لأشخاص لعبوا دورا في تفاقم مشاكلنا , أليس الأولى أن نبدأ بأنفسنا ثم نلتفت للآخرين ؟

هل ثقافة الشتم والقذف بالأحذية هي كل ما بقي لدينا للتعبير بديموقراطية هي أبعد ما تكون لنا ؟
ربما هي القرار الأخير بعد طول احتقان ولكنها الأكثر بروزا والأكثر من ناحية الانتشار الإعلامي , وكأنها ذروة سنام الديموقراطية الغربية , أي من حقك أن تعترض تتساءل تستنكر تشتم تقذف ثم تغتال ربما !
هل نحن محرومون من ديمقراطية لنشتم أنفسنا فمارسنا ديموقراطية الآخرين لنشتمهم ؟

هل هو مركب نقص ديموقراطي ؟

هل نستطيع توجيه ثقافة الشتم والاعتداء لمصلحة المجتمع ؟ وهل نستطيع أن ننقيها من المصالح الشخصية ’ كحب الظهور والزوابع الإعلامية ؟

يقال أن المتنبي شتم كافورا الحاكم في قصيدته المشهورة ( لا تشتري العبد ) لسبب شخصي حيث وعده بإمارة ولم يوف بوعده .

نحن العرب شعب عاطفي ونجيد التحكم بالكلمات ونطوعها كيف نشاء فلغتنا ثرية ويمكن أن تكتب جملة يفهمها كل من يشاء كما يريد , وربما تتجاوز كلماتنا حدود مقدرتنا كما نفعل في كلمات الشعر والغناء وفي الخطب السياسية , وكما قال عمرو بن كلثوم ( إذا بلغ الرضيع لنا فطاما تخر له الجبابر ساجدينا ) .

هل هناك فائدة من ديموقراطية لأهاجم بها الأخر ؟
وهل نملك ديموقراطية مناسبة ومفصلة لمجتمعاتنا لنصحح بها ما يحتاج لإصلاح ؟ أم هل نحتاج لديموقراطية اصلا ؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف