الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كان الصعيد غافيا بقلم: تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2010-02-17
كان الصعيد غافياً

تبعثر
رجال الأمن

في مطار القاهرة

وهرعوا راكضين وراء الصعيدي الذي

هرب

الطائرة توشك أن تغلق أبوابها. صفير أجنحتها يتعالى . طاقم الطائرة ينتظر راكباً رفض الصعود بعد أن وقع خاتم المغادرة. سمعهم يتهامسون في قاعة الترانزيت: الطائرة التي سنركبها وصلت. احد ركابها مات بالسكتة القلبية وهو عائد لمشاهدة أهله بعد عشرين... سنة . الصعيدي كان منصتاً . شاهدهم ينزلون الجثة الهامدة. غامت الطائرة في عينيه . طار قلبه . سمعهم بعد ذلك ينادون بالميكروفونات على الركاب أن يصعدوا.. تدافع الركاب من خلفه ومن أمامه . كانت الجثة قد غابت عن الأنظار . لم يطل النظر برجال الأمن من حوله قبل أن يصرخ هارباً : " ما اركبش الطيارة ديت .. ما اركبش .. " فانطلقوا وراءه فاختفى خلف سيارة كانت تربض بجانب طائرة مصابة بالسكتة القلبية . طوقوه فغافلهم وهرب من رؤوس أصابعهم . مع اشتداد هدير الأجنحة النفاثة صوته تلاشى . أصيب بالسكتة القلبية . كان يصرخ ويؤشر بيديه حزيناً . تزايد الراكضون وراءه . هددوه ملوحين بالمسدسات . لوح بيديه أن اقتلوني. وظل يركض على المدرج يلوح بيديه نحو الطائرة رافضاً. تزايد عدد الراكضين وراءه. أطبقوا عليه من كل الجهات. الطائرة لا تزال تنتظر . والصعيد غاف في مصر . الصعيدي مفقود بين الركاب . الصعيدي ملاحق . الكرسي الخالي ينتظر جسداً . وفراش زوجته حسنية قد خلا من رجل . جثة عادت إلى صعيد مصر وجثة تذهب. طار القلب فانكسرت أجنحة الصعيدي وأطبقوا عليه. وكلما اقتربوا به مقيداً من الطائرة يبتعد القلب . وكلما شدوا على يديه بقبضات من حديد تشدد حسنية أظافرها المنشبة في الوسادة . وكلما ضحك الناس في مطار القاهرة ، تهب الريح مع إطلالة الفجر الندي على صعيد مصر . وكلما سألوا حسنية أين زوجك ؟ تجيب سافر للعمل في بلاد بره . وزوجها مقبوض عليه بتهمة رفض السفر . كبلوا يديه ووضعوه كالمتاع على كرسي الطائرة . ربطوه لئلا يزعج المدرسين المسافرين، ورجال الأعمال. احكموا القيد من حول جسده . لم يبق شيء منه إلا ربطوه، سوى القلب لم يجدوه. طار القلب لمرأى الجثة العائدة . كان الصعيدي قد هددوه فانهدم . طارت الطائرة . حدق الصعيدي بعينين منكسرتين لعله يجده في صدره . لم يجده . عندما طارت الطائرة كان قد هبط القلب وعاد . عرف طريقه . وصار للقلب يدين تدقان على باب كل بيت وتوقظه. صار للقلب عينين تريان الوطن المقبوض عليه. والصعيد دق قلبه فانفتح . فاستيقظ على الوطن يتسرب من تحته، والقلب لا يزال يتجول، ويدق.
www.tayseernazmi.com
الكويت-مجموعة قصص الدهس الصادرة عام 1982
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف