الأخبار
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مظفرالنواب ودرس في الثقافة الوطنية العراقية بقلم:صباح زيارة الموسوي

تاريخ النشر : 2009-12-11
مظفرالنواب ودرس في الثقافة الوطنية العراقية يسقط ورقة التوت عن عورة تجار ثقافة الاحتلال







صباح زيارة الموسوي


(يبحث الشاعر العراقي (المقاتل) كما يوصف مظفر النواب عن أفضل طريقة ممكنة لمعالجة عينيه تحديدا رغم كثرة الأمراض التي طالت جسده مؤخرا في مايشكل الإطمئنان على صحة الشاعر الكبير ومتابعة

أخباره (الصحية) الحدث الأبرزللأوساط الثقافية والإعلامية، وكذلك السياسية والحزبية في العاصمة السورية دمشق.
وطوال الأيام التي شهدت حضور مئات المثقفين والحزبيين العرب لعقد مؤتمرالأحزاب العربية كان السؤال عن الشاعر النواب مترددا بكثافة في أوساط المثقفين حيث يعاني الرجل من حالة صحية متردية جدا كما أبلغ 'القدس العربي' بعض أصدقائه وزواره.
ورغم تعرض الشاعر النواب لنكسات صحية متتالية منذ عامين إلا ان المشكلة الأبرز التي يبحث لحل عنها الآن هي معالجة عينيه حتى يتمكن من القراءة والإطلاع،مشيرا الى انه مستعد للتسامح مع الأطقم الطبية في جميع الأمراض التي يعاني منها باستثناء عينيه.
وقال صديق شخصي للنواب ان إستمرار قدرته على القراءة وإستخـــدام عينيـــه هو المسألة التي يهتــــم بها قبــل غيرها والتي تسبب له الإزعاج الأكبــــر خصوصا بعدما حصلت مراسلات مـــــع أطباء في إسبانــــــيا للبحــــث عن علاج للضعــف البصري الذي يعاني منه الشاعر.
ويعيش الشاعرالنواب منذ سنوات في عزلة إجتماعية تامة منذ سنوات طويلة ولا يمارس اي نشاطات إجتماعية ولايخرج من منزله ومكتبته فيما يتقدم بالسن ويحظى بالمساعدة من شاب جامعي سوري قررالإقامة معه ومرافقته دائما والإشراف على رعايته.
وشكل سفر الشاعر العراقي الذي يعرفه الشارع العربي ويغني قصائده منذ عقود قبل أيام من دمشق للخارج بقصد العلاج مناسبة لتداول معلومات جديدة في اوساط المثقفين عن الكثير من الأحداث الثقافية والسياسية التي كان الرجل بطلا لها خصوصا بعدما تمكن مؤخرا من تحقيق حلم قديم له عمل عليه لسنوات وهو إحضار (مكتبته الخاصة) التي تضم كتبه ومؤلفاته وأطنان من الوثائق والكتب والدراسات من ليبيا حيث تم إحضار هذه المكتبة بحاويات خاصة إلى دمشق.
وقال مقربون من الشاعر النواب لـ'القدس العربي' ان الرجل رفض قبل فترةوجيزة جدا عرضا من الرئاسة العراقية الحالية بمنحه جواز سفر عراقي (دبلوماسي) كمارفض الحصول على جواز سفر عراقي في ظل الإحتلال كما نقل عنه رغم انه من أشد وأصلب المعارضين ليس فقط للنظام العربي الرسمي ولكن لحكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتقدمت حكومة المالكي في بغداد قبل فترة وجيزة بعرص خاص وصل إلى الشاعرالنواب بتأمين طائرة خاصة له كي يعود إلى العراق او يزوره متى شاء لكن الشاعر رفض العرض أيضا.
واكد شعراء عراقيون يقيمون في دمشق لـ'القدس العربي' ان الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني وهو صديق قديم وشخصي للنواب وكان يلتقيه بالعادة في مقاهي دمشق إلتقى مؤخرا بنخبة من الكتاب والمثقفين والشعراء العراقيين تجمعوا في أربيل على هامش منتدى ثقافي وسألهم السؤال التالي: لماذا برأيكم لم يحضر معكم صديقي النواب؟.
وطلب الطالباني من الشعراء الحاضرين نقل السؤال لصديقه القديم وعندما نقل الأمر للشاعر المعني طلب النواب إرسال جواب على سؤال الطالباني وهو: لن أدخل العراق في ظل الإحتلال الأمريكي، ولن أدخله من بوابة أربيــــــل بل من بوابة بغداد ومن الواضح ان جواب الشاعر النواب نقل بحرفيته لمقر الرئيس الطالباني شمالي العراق حيث كان الرجل قبل عقود طويلة يقيم أصلا شمالي العراق ايام الحزب الشيوعي العراقي.
ويحمل النواب جواز سفر ليبي منذ لجأ للسفارة الليبية هاربا من قبرص ولبنان إثر ملاحقته لكن أصدقاؤه يقولون انه يحب الإستمرار في الإقامة في العاصمةالسورية دمشق ويقتصر في علاقاته على عدد محدود جدا من الأصدقاء والمعارف وإن كان في الأونة الأخيرة يكثر من السفر للخارج بقصد تلقي العلاج) عمان- 'القدس العربي'


لقد حذرنا في 6 حزيران 2007 في المقال المعنون - وسط نهر الدم العراقي يتراقص تجار ثقافة الاحتلال على وقع تطبيل هستيري لمشروع سياسي ولد ميتاً- حذرنا من مغبة مواصلة الردح الهتافي للمحتل وأذنابه وسط حمام الدم العراقي المسفوك , وأطلقنا حملتنا لمواجهة - مثقف الدولار الدموي- بدعوة مخلصة للكف عن المتاجرة بدماء الشعب العراقي , واعلنا التالي : ( أسماء رقصت وطبلت للنظام البعثي الفاشي المهزوم وزعيمه صدام المقبور، تهلهل اليوم لولي النعمة الجديد، المحتل الإمبريالي الصهيوني.

أسماء أسقطها المنفى، مسجلة بصفة "مريض نفسي متقاعد" في سجلات دول اللجوء الغربية، تتنطح اليوم للمثقف الرافض للخيانة الوطنية، تتراقص في مهرجانات ممولة من أموال الشعب العراقي المنهوبة، تتغنى بالعهد "الديمقراطي"، تتهافت في أروقة وزارة ثقافة الاحتلال لقبض المعلوم، في تواصل ثقافة الهتاف الياهو الجان.

إن معركة الشعب العراقي التاريخية من أجل التحرير وإقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية، معركة كبرى، متعددة الجبهات، وبخاصة الجبهة الثقافية، التي لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية فحسب، بل أن الكفاح المسلح أن لم يقترن بكفاح سياسي من جهة وثقافي من الجهة الأخرى، سيتحول إلى عمل متخلف، مغلق على ذاته، دون روح تدخله إلى قلوب الشعب.

لقد تنبهت حركتنا الثورية التجديدية، بشكل مبكر، إلى هذه القضية المفصلية في العمل الوطني والثوري، فمع صدور العدد الأول من جريدتنا - جريدة اتحاد الشعب - في بغداد بتاريخ 8 تموز 2004، افتتحت حركتنا الثورية التجديدية المعركة السياسية ضد الاحتلال وعملاؤه، بمانشيتها الرئيسي "غلام سعودي رئيساً لأرض السواد" للشاعر العراقي الثوري الكبير سعدي يوسف في رد مباشر على مثقفي الاحتلال والتصفيق الياهو الجان، فكانت بداية لهجوم ثقافي ثوري على الطبالة الجدد، تجار قصيدة الدولار المغمسة بالدم العراقي.

اليوم، وبعد أن تعرى هؤلاء الخونة الهتافة، استجمعوا كامل عددهم و عدتهم في محاولة يائسة لتزوير الوقائع، فعقدوا مهرجانات أربيل وعمان بطريقة الدفع الصدامية، مغلفة ببحبوبة دولارية مكرمة من اللص الأمريكي جلال الطالباني والمهرب الدولي مسعود البارزاني، مهرجانات تحشر مفردة الاحتلال عن حياء ووجل، لإضفاء صبغة وطنية على أعمالهم اللصوصية القذرة. مما يستوجب من القوى الثورية العراقية تصعيد المواجهة على الجبهة الثقافية، وعدم الركون إلى مقولة وأن كانت صحيحة، بأن الوصف الأمريكي لهؤلاء كاف لتعريتهم حين تطلق عليهم وكالة المخابرات الأمريكية تسمية "أصدقاؤنا خونة بلدانهم" فالمعركة في أوجها، وينبغي الإطاحة بهذا المشروع الثقافي الخياني، ثقافة الدولار، دون رحمة.

إن اليسار الثوري قد أعد ملفاً معلوماتياً عن رموز ثقافة الدولار، سيرسل إلى كل منهم عبر بريده الخاص، مع دعوة مخلصة للكف عن المتاجرة بدماء الشعب العراقي، وفي حالة عدم الاستجابة لدعوتنا المخلصة هذه ولا نقصد التهديد، بل المناداة باسم الشعب والوطن، سيلزمنا واجبنا الأخلاقي أمام شعبنا بنشر هذا الملف وبالأدلة القاطعة على الملأ.

نفتتح حملتنا لمواجهة "مثقف الدولار الدموي" بنشر المادة الهامة المعنونة <غلام سعودي رئيساً لأرض السواد؟! > *، التي طرزت الصفحة الأولى من العدد الأول لجريدة حركتنا الثورية، جريدة اتحاد الشعب الصادرة في بغداد بتاريخ 8 تموز 2004، الموافق لذكرى ميلاد مؤسس الحركة الثورية العراقية، القائد العمالي التاريخي الشهيد يوسف سلمان يوسف - فهد- المصادف للذكرى الخامسة والعشرين على انطلاقة منظمة سلام عادل في الحزب الشيوعي العراقي، بإصدارها بيانها الأول في بغداد بتاريخ 8 تموز 1979، تلك المنظمة التي شكلت نواة لليسار الثوري .

لقد أثار نشر هذه المادة للشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف زوبعة من الاحتجاجات الهستيرية صادرة عن وزارة ثقافة الاحتلال، اقترنت بالإغراء والتهديد،توجت بالاعتداء على رموز فنية وثقافية لمجرد ورود أسمائها في العدد الأول من الجريدة، صاحبتها حملة رخيصة على صفحات جريدة جماعة حميد ـ مفيد الخيانية.)




يجدد اليوم شاعر اليسار العراقي الوطني , شاعر الحركة الثورية العربية , أسطورة التحدي والمقاومة , وهو في سن الشيخوخة وحالة صحية صعبة للغاية, يجدد دم الشباب في عروقه , رافضا عروض حيتان الاحتلال في العودة بطائرة خاصة او محاولات مجرم بشتآشان استضافته في اقطاعيته , معلنا بأن مظفر النواب لن يدخل وطنا غادره ملاحقا لمنفى طويل .. لن يدخل العراق محتلا .. ليسقط مرة واحدة ورقة التوت عن عورة تجار ثقافة الاحتلال بمن فيهم أؤلئك الذين طالما تبجحوا بقربهم فكريا وشعريا وثقافيا وشخصيا من مظفر النواب , ويلقنهم درسا في الثقافة الوطنية العراقية التي لا تباع او تشترى في سوق نخاسة المحتل وزبانيته .




* ملحوظة توضيحية

نشرت مادة سعدي يوسف كمانشيت رئيس ومادة أساسية على الصفحة الأول من جريدة اتحاد الشعب - العدد الأول -الصادر في 8 تموز 2004.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف