الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أدب الأطفال في السودان بقلم:الدكتور جميل حمداوي

تاريخ النشر : 2009-08-30
أدب الأطفال في السودان
الدكتور جميل حمداوي
توطئــــة:

تعد السودان كباقي الدول العربية الأخرى التي اهتمت بأدب الأطفال مسرحا وقصة وحكاية ورواية وصحافة وشعرا ونشيدا، وقد تأثرت في ذلك بأدب الأطفال الموجود في مصرتشكيلا ورؤية وكتابة وأداة، حتى إن السودان كانت إلى غاية الأربعينيات من القرن العشرين نسخة حرفية لمصر على مستوى المقررات التعليمية والمناهج الدراسية من جهة ، وعلى مستوى أدب الأطفال من جهة أخرى.
ومن أهم كتاب السودان في مجال أدب الأطفال نذكر: عبد الله الطيب، وعوض ساتي، والأستاذ تلودي ، و إبراهيم ضو البيت، وأحمد شرحبيل ، وصلاح الخواض، وحسن أحمد حسون، وفضيلي جماع، وجمال محمد أحمد، وبخت الرضا، ولبنى أحمد حسين، والطيب صالح، ونكتفي بهؤلاء المبدعين والدارسين ، ونترك آخرين حتى مناسبة أخرى ...
ويلاحظ الدارس أنه من عام 1963 م كتب بالسودان حوالي 92 كتاباً للأطفال ، وهناك كتب ما قبل المدرسة بمواصفات تجذب الطفل للقراءة ، وطبع منها حولي 34 كتاباً.
إذا، ماهو حال أدب الأطفال في السودان؟ وماهي تمظهراته الثقافية والأجناسية؟ وماهي الملاحظات التي يمكن أن نخرج بها ونحن نرصد أدب الأطفال في السودان؟

q شعــــر الأطفــــال:

الكل يعرف أن شعر الأطفال في السودان يتمظهر في مجموعة من القصائد والأناشيد والمقطوعات الشعرية التي تتضمها كتب المقررات المدرسية والمناهج التعليمية ، ولاسيما في مادة المحفوظات ومادة النصوص الأدبية.
ومن أهم الشعراء الذين كتبوا للأطفال بصفة عامة نذكر: محمد الفيتوري، والتيجاني يوسف البشير، وبدري بابكر وآخرين...
وغالبا ما تتناول أشعار الأطفال في السودان المواضيع القومية والوطنية والاجتماعية والأخلاقية والتعليمية والوصفية والبيئية...

q سرديــــات الأطفــــال:

ظهرت بالسودان مجموعة من الكتابات القصصية والروائية والحكائية والخرافات الأسطورية الموجهة إلى الأطفال السودانيين ككتابات أحمد شرحبيل القصصية التي انبنت على شخصية " عمك تنقو" ، وهناك كتاب «الأحاجي السودانية» التي جمعها الدكتور عبدالله الطيب ، وكتاب «سالي فو حمر» الذي جمع فيه الدبلوماسي والكاتب جمال محمد أحمد مجموعة من أبلغ الأساطير من الصومال والسودان وتشاد بالإضافة إلى أثيوبيا وكينيا.
ويمكن الحديث أيضا عن الكاتب السوداني المعروف الطيب صالح الذي كتب مجموعة من القصص الخيالية للأطفال باللغة الإنجليزية.
وتتميز القصص الطفلية السودانية في عمومها بالخاصيات التالية: الخرافية ، والفانطاستيكية، والرمزية، والشاعرية، والواقعية، والتشخيصية ، علاوة على البعد الأخلاقي والتعليمي.

q مســـرح الأطفـــــال:

ابتدأ مسرح الأطفال بالسودان منذ سنة 1936م مع جمعية المسرح التي كانت تقدم عروضها المسرحية في المدارس والمعاهد التعليمية. ويعني هذا أن المسرح السوداني بدأ طفليا مع المسرح المدرسي والمسرح التعليمي ومسرح الدمى والعرائس ومسرح الكراكيز. وإن كان الأستاذ بدر الدين يصرح بأن:" تاريخ المسرح السوداني يبدأ في عام 1902م، حين كتب عبد القادر مختار أولى مسرحية سودانية هي:" نكتوت"، ومعناها:" المال"".
ويلاحظ الدارس أن ما بين 1905 و1915م كانت معظم العروض المسرحية طفلية يغلب عليها الجانب المدرسي، فقد" مثلت مدرسة البنات للرسالة الكاثوليكية في أم درمان مسرحية أدبية ضمن ألوان أخرى من النشاط المدرسي شمل إلقاء الخطب وعرض الأشغال اليدوية".
ولكن ما نلاحظه جليا أن مسرح الأطفال بالسودان مازال ضعيفا كما وكيفا وتوجيها وتخطيطا وعمارة بالمقارنة مع مجموعة من الدول العربية التي لها باع كبير في مسرح الأطفال كمصر وتونس والعراق والمغرب وسوريا والأردن ...

q صحافــــة الأطفـــــال:

صدرت بالسودان 18 صحيفة من جرائد ومجلات متخصصة في أدب الأطفال. ومن أهم المجلات المعروفة في البلد نذكر: مجلة" الأيام" التي ظهرت منذ الأربعينيات، ومجلة" الصبيان" التي صدرت سنة 1946م عن مكتب النشر السوداني تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، فاستمرت فترة من الزمن، ثم تعثرت. وهناك مجلة"الشباب والتربية" الصادرة عن وزارة المعارف عام 1963م، وصحيفة " مريود" التي تأسست سنة 1981م، واستمرت هذه المجلة ثلاث سنوات تحت رعاية الرئيس السابق جعفر نميرى ورعاية الدكتورة بخيتة أمين ، ثم تم إيقافها أيضا بقرار من الاتحاد الاشتراكى !
وهناك مجلة " مفيد" التي تشرف عليها جماعة أدب الأطفال السودانية منذ عام 1995م، ومجلة" المناهل" التي صدرت عن دار البلد، واستمرت عدة أشهر لتتوقف بشكل نهائي. ويمكن الحديث أيضا عن مجلة «نفاج»، هذه المجلة البكر التي يرعاها مركز عبد الكريم ميرغني بين أم درمان ولندن.
وظهرت أعداد بسيطة من مجلات أخرى، لكنها سرعان ما تتوقف بعد صدور عدد أو أعداد قليلة.
بيد أن ما ينقص السودان في مجال الصحافة هو الاستثمار في مجال اقتناء المطبعات الملونة العالية التقنية من أجل الرفع من مستوى ثقافة الطفولة السودانية من جهة، والرقي بالطباعة والنشر والتوزيع من جهة أخرى.

q كتـــب المعــــارف والموســــوعات:

كانت السودان قبل الأربعينيات من القرن العشرين تعتمد على الكتب المصرية في مجال الطفولة كاقتناء كتب المعارف الأدبية والفنية والعلمية واللغوية والمعجمية والتقنية، والاعتماد على المقررات الدراسية والمنهجية المصرية ، مع تمثل قصص كامل الكيلاني وعطية الأبراشي وسعيد العريان كنماذج قصصية للأطفال السودانيين . لكن بعد تأسيس مكتب النشر في الأربعينيات بدأ العمل في تأليف كتب سودانية محضة بشكل تدريجي في شتى المعارف والتخصصات والعلوم.
ومن أهم الكتب المتعلقة بأدب الأطفال بالسودان كتاب مهم وجاد يخص الباحثين والدارسين في مجال ثقافة الطفل، وهو بعنوان:" ببليوغرافيا أدب الأطفال في السودان"، من إعداد وتصنيف عثمان عوض عثمان وجمع حكمت نديم.

q أغنية الطفــــل:

نظمت السودان عام 2008م مهرجان الخرطوم الأول لأغنية الطفل التي استضافها المسرح القومي بأم درمان . وقد شاركت في المهرجان مجموعة من التجارب الغنائية الطفلية المتنوعة دلاليا وفنيا وموسيقيا، وكانت لجنة التحكيم تتكون من: الأستاذ محمد يوسف موسى، ود. كمال يوسف، ود. محمد سيف الدين، ود. عبد الله شمو، والحلنقي، وسعد الدين إبراهيم، وأحمد شرحبيل ، والدرديري محمد الشيخ ، وكمال عبادي. كما وقف خلف تنفيذ الأعمال موسيقياً د. الفاتح حسين وفرقته.
ومن أهم رواد أغنية الطفل بالسودان نجد: سليمان زين العابدين، وصاحب الألحان الشهيرة لأغنيات الأطفال مثل: " خواطر فيل"، و"دنيتنا الجميلة"، و"سحابة"... وقد كون مجموعة من فرق الأطفال في جنوب السودان عام 1956م بكل من الرجاف وياي وتوريت، إضافة الى تكوين فرق أخرى بمنطقة شمبات التي نشأ وترعرع فيها.

خاتمــــة:

ونستشف، مما سبق ذكره، أنه على الرغم من المجهودات التي بذلتها ومازالت تبذلها السودان من أجل إنعاش أدب الأطفال على جميع المستويات والأصعدة، و العمل، بالتالي، على الرفع من مستوى الطفولة السودانية لتلتحق بركاب التقدم والازدهار. فإن أدب الأطفال في السودان مازال في حالة يرثى لها بسبب قلة الإمكانيات المادية والمالية، وغياب التحفيز المادي والمعنوي للكتاب والمبدعين في مجال كتابات الأطفال، وانعدام المؤسسات الطباعية الملونة البالغة التقنية في مجال التصوير والاستنساخ والإخراج، وتوقف معظم الصحف الطفلية السودانية.
زد على ذلك عزوف الأطفال والكبار عن القراءة والاطلاع ، والتخلي عن الاهتمام بالشأن الثقافي في زمن العولمة الذي تطغى فيه الماديات، وتنتج عنه الأزمات الاقتصادية ، وتنتشر فيه الثقافة الرقمية والإعلامية بصفة خاصة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف