الأخبار
الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصل
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دنيا الوطن تنشر بالتزامن مع حركة إبداع ترجمة تيسير نظمي لكلمة أوغسطو بول بيوم المسرح العالمي المقبل

تاريخ النشر : 2009-03-18
كلمة يوم المسرح العالمي
27/3/2009
بقلم : أوغسطو بول
ترجمة: تيسير نظمي

كل المجتمعات البشرية متفرجة في حياتها اليومية وتنتج عروضا في بعض المناسبات الخاصة بها. فهي متفرجة بحكم طريقتها في نظامها الاجتماعي وتنتج عروضا مثل هذه العروض التي جئتم اليوم لمشاهدتها.
فحتى لو لم تكونوا مدركين لذلك فإن العلاقات الانسانية تنتهج نظاما مسرحيا في استخدام الفضاء ولغة الجسد واختيار الكلمات وتنويعات الصوت وصراع الأفكار والمشاعر وفي كل ما نقدمه على خشبة المسرح و نعايشه في حياتنا. فنحن مصنوعون من المسرح. في حفلات الزفاف وفي الجنائز، نحن إنما نقدم عروضا وطقوسا وصلوات يومية على درجة من الألفة بحيث لا نكون مدركين أنها عروض مسرحية. ففي حفلات الختان ورشفات قهوة الصباح وفي تبادل التحيات وفي علاقات الحب وفي المشاعر والعواطف المشبوبة، في جلسات مجلس النواب وفي اجتماعات السياسيين، في كل ذلك نحن في مسرح.
إن أحد أهم وظائف فن المسرح هو أن يجعل لدى الناس حساسية إدراك بعروض الحياة اليومية التي يكون فيها الممثلون كذلك متفرجين والتي تتصادف فيها الخشبة مع أرض الواقع. فنحن جميعا فنانون وبعملنا للمسرح نتعلم كيف نرى ما هو واضح أصلا ولكننا بحكم العادة لا نستطيع أن نراه لأننا لم نتعود على أن نبصره. فما هو عادي بالنسبة لنا يغدو غير مرئي والاشتغال بالمسرح يضيء لنا خشبة الحياة اليومية .
في أيلول الماضي فوجئنا بكشف مسرحي ، نحن من كانوا يعتقدون أنهم يعيشون بأمان في عالم آمن رغم الحروب والتطهير العرقي والمذابح والتعذيب طبعا، وكل ما يحدث في أماكن بعيدة متوحشة ، ولذلك يعتقدون أنهم يعيشون بمنأى عنها ، بطمأنينة، بأمان على نقودهم المودعة في بنوك محترمة أو مستثمرة لدن تاجر شريف في السوق، فوجئنا عندما تناهى إلى علمنا أن تلك النقود أصبحت في خبر كان ولم يعد لها وجود.
كانت تلك الحقيقة المحزنة من صناعة بعض الاقتصاديين الوهميين و غير الفاضلين على الإطلاق. فلا هم كانوا محل ثقة ولا كانوا محترمين. وكل شيء غدا مجرد مسرح رديء بحبكة مظلمة ربحت فيها قلة من الناس والكثيرون منهم خسروا كل شيء.
فقد عقد بعض الساسة في الدول الغنية اجتماعات سرية عثروا فيها على بعض الحلول السحرية أما نحن المتفرجين فقد كنا ضحايا القرارات التي اتخذوها، وبقينا في الصفوف الخلفية من قاعة الفرجة.
قبل عشرين عاما قدمت للمسرح رائعة راسين (فيدرا) على خشبة ،في ريودي جانيرو ، فقيرة التجهيزات والإمكانيات: جلود بقر ومن حولها أعواد خيزران. وقبل كل عرض كنت قد اعتدت أقول لفريق الممثلين :" إن العمل الفني الذي أبدعناه يوما بيوم قد انتهى فعندما تعبرون من فوق هذه المطاريق لا يعود لأحد منكم الحق في أن يكذب، لأن المسرح هو الحقيقة المخبوءة."
وعندما نستجلي المظاهر فإننا نشاهد المستبدين والمضطهدين من الناس وفي جميع المجتمعات والمجموعات العرقية والطبقات الاجتماعية والطواقم نشاهد عالما فظا ظالما وغير عادل. لذلك يتوجب علينا أن نخلق عالما آخر لأننا نعرف أن هذا ممكن. ولكن الأمر راجع لنا إن كنا نود بناء هذا العالم بأيدينا وبأدائنا على الخشبة وفي حياتنا الخاصة.
فلتحضروا العرض الذي سوف يبدأ ، وعندما تعودون إلى بيوتكم مع أصدقائكم عليكم تمثيل عروضكم الخاصة لتنظروا إلى ما لم يكن بمقدوركم أن ترونه ، إلى ما هو واضح. فالمسرح ليس مجرد حدث بقدر ما هو أسلوب حياة. ونحن جميعا ممثلون. وأن تكون مواطنا ليس معناه أن تعيش في المجتمع بل أن تسعى لتغيير هذا المجتمع.
www.nazmi.org
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف