الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سيرة القائد المجاهد الشهيد الداعية الشيخ مجد البرغوثي في ذكرى استشهاده الأولى بقلم . عبدالرازق البرغوثي

تاريخ النشر : 2009-03-03
سيرة القائد المجاهد الشهيد الداعية الشيخ  مجد البرغوثي في ذكرى استشهاده الأولى بقلم . عبدالرازق البرغوثي

الشهيد الداعية الشيخ مجد البرغوثي

سيرة القائد المجاهد الشهيد
الداعية الشيخ مجد البرغوثي
في ذكرى استشهاده الأولى

بقلم . عبدالرازق البرغوثي
* * *
الحلقة (1)

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ً" صدق الله العظيم

أهدي سيرة هذا الداعية الشهيد الشيخ مجد البرغوثي الذي قضى نحبه شهيدا في مقر المخابرات الفلسطينية يوم الجمعة 22/2/2008 ،إلى كل من لقي وجه ربه شهيدا على أيدي الحكام الظلمة منذ سيدنا يحيى عليه السلام وسعيد بن جبير رضي الله عنه، و إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ، راجيا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يشفع لهم الشهيد يوم القيامة .

*****

مقدمة

* إن المؤلف تربطه بالشهيد مجد البرغوثي علاقة العم والوالد والأخ والصديق والتلميذ أحيانا والمعلم أحيانا أخرى، ومع ذلك فقد التزم المؤلف الموضوعية في نقل ما ورد من معلومات يعرفها هو شخصيا، أو تناقلتها ألسنة المقربين إلى الشهيد من أخوّة المبدأ، أو علاقة العداوة من الذين تسربلوا بوصمة العار حين أقدموا على اقتراف جريمتهم بتصفيته بدم بارد لئيم حاقد, وشهدوا له بالصلابة و الرجولة ، فقد قال أحد العاملين في المخابرات الفلسطينية لأحد المعتقلين في محافظة سلفيت:" لقد كان الشيخ مجد رجلا صلبا بكل معنى الكلمة ، إنني سمعتهم في رام الله يقولون عنه إنه كنز من الأسرار لم يستطيعوا استخراج أي شيء منها ".
في حياته كان الشيخ يذكر الله أمام ملأ يقدّر بثلاثمئة مصلّ في مسجد قريته فذكره الله تعالى أمام ملأ أكبر و أعظم تجاوز مئات الملايين من البشر عبر فضائيات العالم بأسره .
في إحدى الانتخابات البرلمانية أنفق أحد المرشحين خمسة ملايين دينار على حملته الانتخابية و عند فرز أصوات الناخبين لم يحصل ذلك المرشح الا على خمسمئة صوت : فكان يحق لذلك المرشح الفاشل و لذوي النفوس المريضة عندما رأوا آلاف المشيعين و المعزّين من أحباب و أصحاب الشهيد الذين أمّوا قرية كوبر تحت سيل المطر طيلة خمسة أيام لتقديم واجب العزاء و استمر توافدهم على بيت الشهيد بعد ذلك شهرا ، يحق لهم أن يتساءلوا "كم دفع الشيخ مجد لهذه الأعداد الهائلة من مال ليؤموا بيت عزائه بحافلات مكتظة بالرجال و النساء لا تكاد تفرغ حمولتها من الركاب حتى تعود فتمتلئ بهم مسرعين بالرجوع ليفسحوا المجال لوفود أخرى قادمة ، و كم أمضى أبناء عائلة البرغوثي من ساعات تحت الأمطار خارج ديوان العائلة إكراما و إفساحا للمعزين من خارج القرية لبدخلوا و يؤدوا واجب العزاء ، و كان أفراد أسرة الشهيد يقفون ربع ساعة و نصف ساعة لا يجلسون على المقاعد إلا لثوان معدودة و هم يستقبلون الفوج الواحد من المعزين . واختصارا للقول نقول ما قاله تعالى"والقيت عليك محبة مني " فنم يا شهيدنا قرير العين مبتسم الثغر سعيدا بما نلت من مكانة عالية عند ربك و قد أجيب سؤلك يا مجد ،و تحقق الذي كنت تطلبه من ربك السميع المجيب في صلاة قيام الليل بأن يرزقك الشهادة – كما قالت زوجتك -الصابرةالمحتسبة . أجل لقد سألت الله الشهادة صادقا فكتبها لك . و نحن نسأل الله تعالى أن يحتسبك من الشهداء الأبرار و أن يرزقنا و محبّيك شفاعتك يوم القيامة لنكون مع النبيين و الصديقين و حسن أولئك رفيقا .
و يكفي الشهداء ما وعدهم به ربهم من حياة مستمرة غير منتهية ،و يكون جزاؤهم يوم القيامة نعيما مقيما لا ينفد فقال تعالى في سورة آل عمران :
" وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ " صدق الله العظيم
و يكفي ذوي الشهداء المحتسبين الصابرين ما وعدهم الله تعالى به، جزاء صبرهم على فراق أقاربهم وحرمانهم من أعزاء عندما اتخذ أعزاءهم شهداء فارتضوا بما كتبه الله فكان لهم يعوضهم عما افتقدوا من شهداء فقال أصدق من وعد فأنجز :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ."
***********
الطفولة و الصبا

* ولد الشهيد مجد عبدالعزيز مصطفى البرغوثي يوم 22/7/1964 في قرية كوبر الواقعة على مسافة 13 كيلومترا شمال غرب رام الله . وكان ثالث أبناء تلك الأسرة بعد أخيه كفاح وأخته وفاء وقبل أخيه موفق. وكانت أسرته فقيرة الحال لا تملك ما تملكه أسر القرية من أشجارمثمرة أو أرض تفلحها، بل كان والده يعمل في بيروت في أعمال البلاط ثم انتقل الى عمان عام 1966 ليعمل في المهنة ذاتها .
* في شهر حزيران بعد حرب عام 1967 نزحت تلك الأسرة الصغيرة بين من نزحوا من الضفة الغربية إلى عمان خاصة و الضفة الشرقية من الأردن عامة ، بناء على إلحاح من ربّ تلك الأسرة لتلتحق به في عمان خوفا على أسرته و أخيه أن يصيبهم ما أصاب أهل دير ياسين و غيرهم عام 1948 و كذلك كان تخوّف الجميع .
* في شهر آب 1967 عادت تلك الأسرة إلى مسقط رأسها في قرية كوبر ضمن برنامج لجنة الصليب الأحمر الدولية لإعادة النازحين . و افتتح والد الشهيد بقالة متواضعة مشاركة مع بعض الأقارب .
* عرف الطفل مجد في صغره بالجدّ و الرصانة وكانت تحلّيه مسحة من التديّن .
* تلقى مجد دراسته الابتدائية في قرية كوبر وأتم الإعدادية والثانوية في مدرسة الأمير حسن في بيرزيت حيث أنهى مرحلة الدراسة الثانوية عام1982 .
**************

شباب مكتهل

* التحق مجد بمركز تدريب المعلمين التابع لوكالة الغوث في مدنية رام الله متخصصاً في الثقافة الإسلامية و اللغة العربية عام 1983 وتخرّج عام 1985 ،وهناك بدأ نشاطه الديني السياسي متأثرا بفكر الإخوان المسلمين عام 1983 في المركز السابق على يدي بعض أساتذته جزاهم الله خيرا .
* عمل بعد التخرج مؤذّنا لمسجد قرية كوبر وكان يقوم مقام الإمام عند تغيّبه ، ثم تمّ تعيينه إماماً عام 1991 لذلك المسجد و أخذ أهل القرية يلقبونه ( الشيخ) .
* كانت القرية تعجّ بالتيارات السياسية من شيوعيين و وطنيين متطرفين فلاقى شيخنا عنتا شديدا في مواجهة هذه التيارات. يقارعهم باللسان والفكر النيّر ويتحمل أذاهم بصبر و طيبة خلق و معاملة حسنة حتى هداهم الله و رأى الشيخ بعينيه شيوخ الشيوعيين وشبابهم وكثيرا من أبناء المنظمات الفلسطينية يصلّون خلفه وتنتظمهم به علاقة حميمة .
*********

الى اللقاء في الحلقة (2) إن شاء الله
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف