ترجمة وتعليق: محمد أبو علان *:
ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية لكل من حزب الله وسوريا في الأيام الأخيرة رافقتها حملات إعلامية للكشف عن حجم ونوعية السلاح الذي ستتلقاه دولة الاحتلال الإسرائيلي من حليفتها الرئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، فترافقت تهديدات قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي مع الحديث عن طائرات (إف 35)التي ستصل للخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي في العام 2012، وعن قذائف منBGU 39)) والتي ستصل لدولة الاحتلال خلال الشهور القليلة القادمة.
فما هي هذه النوعية من القنابل؟، الإجابة على هذا السؤال قدمه الكاتب والصحفي الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرنوت "رون بن يشاي" وذلك بمقالة نشرها على موقع الصحيفة الإلكتروني يوم الأحد من هذا الأسبوع من هذا الأسبوع.
"هذا النوع من القنابل هو ضد التحصينات ويعتبر الحصول على هذا النوع من القنابل بمثابة تطور نوعي في قدرات سلاح الجو الإسرائيلي لقدرة هذه القذائف على تدمير شبكات ومخازن الأسلحة في كل من قطاع غزة وسوريا ولبنان، ولهذه القنابل قدرة على تدمير الأنفاق كتلك التي تحفر في قطاع غزة وعلى عمق عدّة أمتار وعلى تحصينات كتلك التي يملكها حزب الله، ولكن ليس بمقدور هذه القذائف تدمير مباني المفاعلات والنووية وشبكات الصواريخ البالستية في إيران.
والقدرات الخارقة لهذه القذائف تتمثل في قدرتها على اختراق تحصينات الباطون المسلح بسمك 90 سم، ولها قدرة تدميرية عالية كونها تحمل رأس تفجيري يزن 23 كغم، والوزن الكلي لهذه القذيفة هو 113كغم، وقدرات التصويب العالية لهذه القذيفة توفر المزيد من الأمن والأمان للطائرات المغيرة وطياريها، حيث بالإمكان إلقائها من ارتفاع 100كم بدقة تصويب عالية جداً، ويمكن للطائرات الإسرائيلية أن تطلقها نحو الأهداف المختارة في قطاع غزة وسوريا ولبنان من المجال الجوي الإسرائيلي مما يفقد رادارات المراقبة الجوية قدرتها على كشف الطائرات المغيرة.
وهذا النوع من القذائف الذي له هذه الميزات ليس النوع الوحيد بل لدي دولة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً قذائف من نوع 28GBU وهذا النوع من القذائف استخدمه سلاح الجو الإسرائيلي في عدون تموز 2006 على لبنان، وبأحد هذه القذائف حاول الاحتلال الإسرائيلي اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عندما قصف أحد الملاجئ المحصنة والذي اعتقد بوجود حسن الله فيه ولكن تبين فيما أنه فشل استخباري آخر يضاف لسلسة الفشل الإسرائيلية الطويلة في هذه الحرب.
وحسب المصادر الإسرائيلية فإن لجوء سلاح الجو الإسرائيلي لقذائف من نوع GBU 39 لكونها لا تخلف أضرار كبيرة في منطقة الهدف المستهدف على حد تعبيرهم، فحسب إدعائهم فإن حزب الله وحركة حماس يقيمان منصات صواريخهم ومخازن أسلحتهم في أماكن تكتظ بالسكان، ولكي تجنب دولة الاحتلال نفسها من ردات فعل دولية واتهامات لها باستهداف المدنيين تسعى لامتلاك هذا النوع من القذائف".
وإن قمنا بعملية ربط بين الأمور نرى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي في اتجاه والباحثين عن السلام في المنطقة باتجاه آخر، فدولة الاحتلال تدير محادثات سلام غير مباشرة مع سوريا وفي الوقت نفسه تتحدث عن تعزيز ترسانتها العسكرية لضرب أهداف في سوريا ولبنان، ونحن الفلسطينيين قسم منا يدير تهدئة جزئية والقسم الآخر يدير مفاوضات عبثية مع الاحتلال لا تغني ولا تسمع من جوع في الوقت الذي يتحدث فيه الاحتلال عن قنابل ذكيه في الطريق إليه لضرب وتدمير قطاع غزة، وشعارنا في ظل هذا الواقع أن لا حل لمواجهة الاحتلال سوى المفاوضات، وليس هذا فقط بل هناك من الزعماء والمسئولين العرب من بات يدعو لتشكيل أطر ومنظمات شرق أوسطية ودمج دولة الاحتلال بها كطريق للتحقيق السلام المزعوم.
وفي هذا الموضوع مسألتان مثيرتان للسخرية الأولى مبررات دولة الاحتلال في شراء هذا النوع من القذائف من الولايات المتحدة الأمريكية وهو "دقة التصويب وإضرار أقل في منطقة الهدف" وكأن الاحتلال بات حريص على حياة بني البشر من غير أبناء جلدته لذا يسعى للقتل ولكن بالحد الأدنى الممكن.
وثاني هذه المسائل المثيرة للسخرية أن ثمن هذه القذائف سيدفع من المساعدات السنوية المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن عندما يتعلق الأمر بمساعدات مالية أمريكية لبعض الدول العربية تشترط أمريكا تقديمها بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي، ووقف ملاحقات قانونية ضد بعض الشخصيات المروجين لثقافتها وسياستها ضد غطاء مراكز البحث والدراسات.
فكيف يكون ذلك ؟، لا أحد يستطيع الإجابة على مثل هذا التساؤل إلا من يؤمن بالقيم والمفاهيم الأمريكية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، فمن جهة تزرع الولايات المتحدة الأمريكية الموت في المنطقة بالتعاون مع حليفتها دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر تزويدها بأحدث وسائل زراعة الموت، وفي المقابل تطالب بحماية حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم العربي.
*- فلسطين المحتلة
[email protected]
http://blog.amin.org/yafa1948
ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية لكل من حزب الله وسوريا في الأيام الأخيرة رافقتها حملات إعلامية للكشف عن حجم ونوعية السلاح الذي ستتلقاه دولة الاحتلال الإسرائيلي من حليفتها الرئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، فترافقت تهديدات قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي مع الحديث عن طائرات (إف 35)التي ستصل للخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي في العام 2012، وعن قذائف منBGU 39)) والتي ستصل لدولة الاحتلال خلال الشهور القليلة القادمة.
فما هي هذه النوعية من القنابل؟، الإجابة على هذا السؤال قدمه الكاتب والصحفي الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرنوت "رون بن يشاي" وذلك بمقالة نشرها على موقع الصحيفة الإلكتروني يوم الأحد من هذا الأسبوع من هذا الأسبوع.
"هذا النوع من القنابل هو ضد التحصينات ويعتبر الحصول على هذا النوع من القنابل بمثابة تطور نوعي في قدرات سلاح الجو الإسرائيلي لقدرة هذه القذائف على تدمير شبكات ومخازن الأسلحة في كل من قطاع غزة وسوريا ولبنان، ولهذه القنابل قدرة على تدمير الأنفاق كتلك التي تحفر في قطاع غزة وعلى عمق عدّة أمتار وعلى تحصينات كتلك التي يملكها حزب الله، ولكن ليس بمقدور هذه القذائف تدمير مباني المفاعلات والنووية وشبكات الصواريخ البالستية في إيران.
والقدرات الخارقة لهذه القذائف تتمثل في قدرتها على اختراق تحصينات الباطون المسلح بسمك 90 سم، ولها قدرة تدميرية عالية كونها تحمل رأس تفجيري يزن 23 كغم، والوزن الكلي لهذه القذيفة هو 113كغم، وقدرات التصويب العالية لهذه القذيفة توفر المزيد من الأمن والأمان للطائرات المغيرة وطياريها، حيث بالإمكان إلقائها من ارتفاع 100كم بدقة تصويب عالية جداً، ويمكن للطائرات الإسرائيلية أن تطلقها نحو الأهداف المختارة في قطاع غزة وسوريا ولبنان من المجال الجوي الإسرائيلي مما يفقد رادارات المراقبة الجوية قدرتها على كشف الطائرات المغيرة.
وهذا النوع من القذائف الذي له هذه الميزات ليس النوع الوحيد بل لدي دولة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً قذائف من نوع 28GBU وهذا النوع من القذائف استخدمه سلاح الجو الإسرائيلي في عدون تموز 2006 على لبنان، وبأحد هذه القذائف حاول الاحتلال الإسرائيلي اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عندما قصف أحد الملاجئ المحصنة والذي اعتقد بوجود حسن الله فيه ولكن تبين فيما أنه فشل استخباري آخر يضاف لسلسة الفشل الإسرائيلية الطويلة في هذه الحرب.
وحسب المصادر الإسرائيلية فإن لجوء سلاح الجو الإسرائيلي لقذائف من نوع GBU 39 لكونها لا تخلف أضرار كبيرة في منطقة الهدف المستهدف على حد تعبيرهم، فحسب إدعائهم فإن حزب الله وحركة حماس يقيمان منصات صواريخهم ومخازن أسلحتهم في أماكن تكتظ بالسكان، ولكي تجنب دولة الاحتلال نفسها من ردات فعل دولية واتهامات لها باستهداف المدنيين تسعى لامتلاك هذا النوع من القذائف".
وإن قمنا بعملية ربط بين الأمور نرى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي في اتجاه والباحثين عن السلام في المنطقة باتجاه آخر، فدولة الاحتلال تدير محادثات سلام غير مباشرة مع سوريا وفي الوقت نفسه تتحدث عن تعزيز ترسانتها العسكرية لضرب أهداف في سوريا ولبنان، ونحن الفلسطينيين قسم منا يدير تهدئة جزئية والقسم الآخر يدير مفاوضات عبثية مع الاحتلال لا تغني ولا تسمع من جوع في الوقت الذي يتحدث فيه الاحتلال عن قنابل ذكيه في الطريق إليه لضرب وتدمير قطاع غزة، وشعارنا في ظل هذا الواقع أن لا حل لمواجهة الاحتلال سوى المفاوضات، وليس هذا فقط بل هناك من الزعماء والمسئولين العرب من بات يدعو لتشكيل أطر ومنظمات شرق أوسطية ودمج دولة الاحتلال بها كطريق للتحقيق السلام المزعوم.
وفي هذا الموضوع مسألتان مثيرتان للسخرية الأولى مبررات دولة الاحتلال في شراء هذا النوع من القذائف من الولايات المتحدة الأمريكية وهو "دقة التصويب وإضرار أقل في منطقة الهدف" وكأن الاحتلال بات حريص على حياة بني البشر من غير أبناء جلدته لذا يسعى للقتل ولكن بالحد الأدنى الممكن.
وثاني هذه المسائل المثيرة للسخرية أن ثمن هذه القذائف سيدفع من المساعدات السنوية المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن عندما يتعلق الأمر بمساعدات مالية أمريكية لبعض الدول العربية تشترط أمريكا تقديمها بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي، ووقف ملاحقات قانونية ضد بعض الشخصيات المروجين لثقافتها وسياستها ضد غطاء مراكز البحث والدراسات.
فكيف يكون ذلك ؟، لا أحد يستطيع الإجابة على مثل هذا التساؤل إلا من يؤمن بالقيم والمفاهيم الأمريكية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، فمن جهة تزرع الولايات المتحدة الأمريكية الموت في المنطقة بالتعاون مع حليفتها دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر تزويدها بأحدث وسائل زراعة الموت، وفي المقابل تطالب بحماية حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم العربي.
*- فلسطين المحتلة
[email protected]
http://blog.amin.org/yafa1948