الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إضاءة نقدية لنص حداثي مفخخ بقلم : ديما خليل

تاريخ النشر : 2008-05-27
إضاءة نقدية لنص حداثي مفخخ
بقلم : ديما خليل
النص الشعري/القصصي الذي يقدمه كاتب وناقد مثل تيسير نظمي لابد وأن يحمل في طياته شيئا من الخبرة والمهارات العالية التي تعكسها تجربته وثقافته على مدى نحو أربعين عاما . وبهذه العجالة نتوقف عند تخوم النص الملتبس بين الشعر والقصة الذي يحمل عنوان "الغائــــــــيــــل" ولنبدأ من كلمة العنوان نفسها ممتزجة التركيب على نحو إيحائي تتعدد مستوياته. وببتر أل التعريف العربية يتبقى من الكلمة "غائيل" الذي يحمل من الطزاجة اللغوية إسما ميثولوجيا لا هو "قابيل" ولا "هابيل" وإنما اسما جديدا يوحي أول ما يوحي به بغائلات الدهر مازجا إيل الذي هو إله الكنعانيين أول من قطنوا فلسطين بحرف الغاء محملا الكلمة شحنات دلالية تعتمد علوم الصوتيات في مخزونها حالما ترتطم بأذن السامع الذي قد تستفز مشاعره الفلسطينية إن هو سمعها " ألغى إئيل" فمن هو الذي يجرؤ على إلغاء ليس شعبا وحسب بل إله هذا الشعب قبل ديانات ثلاث مثل اليهودية والمسيحية والإسلام ؟ من الضروري أن نعرف أن نظمي ملم بعدة لغات ومنها العبرية ولذلك فقصديته ليست عفوية على الاطلاق. فلو استخدم أل التعريف العبرية " ها " بدلا من "الغاء" لأصبحت الكلمة " هائيل" ومن البدء يتضح خياره اللغوي والصوتي العربي الفلسطيني بحسم وجزالة وابتكار. فالكلمة الأولى من نصه ملغمة بالغرابة المفضية لدى ارتطامها بجملة المفاهيم والثقافة والموروث لدى السامع إلى تعدد مستويات الايحاء والتأويل. ويجب أن نلاحظ بتره للكلمة الاشكالية " إسرا/ئيل" مستردا منها أول ما يسترد الكنعانيين مختزلين بإلههم " إئيل" ملغيا المقطع التوراتي الأول من الكلمة الذي يعني "عبدة أو عباد أو شعب " ومحررا "إيل" منهم ومن الكلمة نفسها ، أي كلمة " إسرائيل" دون أن يورد كلمة "فلسطين" أو " إسرائيل" ولو مرة في النص المحكم البناء كقصصه.يشار هنا إلى أن كثير من الكتاب العرب يشهدون لنظمي بحرفيته العالية في كتابة القصة القصيرة منذ عام 1972 على الأقل. وهو عموما قليل الانتاج لكنه إذا كتب كتب تاركا مهمة النقد لغيره. يقترب الداخل إلى نصه بفضول من يريد أن يكتشف ما أحدثته الكلمة الأولى في عقله ووجدانه. فهل هو أمام نوع جديد من الغيلان أو الغوليات؟ أم أمام أخ ثالث لهابيل وقابيل لا هو بالقاتل ولا المقتول ؟ لا هو بالجلاد ولا الضحية؟ وفورا تخطفه عبارة الإهداء " إلى روح لؤي كيالي" كأن تيسير نظمي يريد لقارئه التحلل من الميثولوجيا ليهبط إلى أرض الواقع القريب. يشار هنا إلى أن لؤي كيالي فنان تشكيلي عربي أقدم على حرق نفسه وحرق لوحاته ومنزله في سوريا قبل نحو أربعين عاما ومن ضمن لوحاته الناجية واحدة بعنوان " الأختان". فإذا كان العنوان يحررك من الواقع ومن الاحتلال فالاهداء سرعان ما يحررك من الميثولوجيا والتاريخ ليعيدك إلى لوحة رسمها فنان أحرق نفسه. وهذا ما يفسر أن النص بدأ بثلاث نقاط وحرف العطف كالتالي: " ... ولمن هذا الكرسي المهجور في غربة المكان؟" ليحيلك ،محترما عقلك ووجدانك وثقافتك، إلى ما قبل النص فالسؤال أغفل المتسائل وعطف التساؤل على تساؤلات أو أسئلة سابقة عليه كأنما يوقعك من أول السطر في عالمه الخاص الذي سيصبح عالمك أيضا. ويضعك أمام امتحان كي يسترعي قدرتك على المواصلة والتحدي والبحث وبالتالي فهو قام بتوريطك معه كي تسأل نفسك من هو / هي الغائب /الغائبة عن الكرسي والمكان؟ وليس بالضرورة للمكان أن يكون فلسطين أو الأردن ما دام رب البيت غير موجود سواء كان الإله إيل مع مايرمز إليه غيابه من غياب وغربة الفلسطينيين عن مكانهم الطبيعي أو الوطن أو كان رجل البيت " من كان الطفل غسان" وفي إشارة أخرى " تأخرت كثيرا يا غسان " أو الأم التي " سفكت" زوجها وأب الأختين كما يتضح من النص القصصي بامتياز والشعري كذلك المعتمد على الايحاء والإحالة دون التقرير أو الاسهاب غير المكثف. فالصغرى هي التي تنبري للمواجهة مع السائل وتسخر من أسئلته والكبرى بصمتها وإيحاءات اسمها توحي بهول المصاب في بيت كل ما به أختان تنتظران القادمين أو عودة الأم من المعارك التي تخوضها بين الزرقاء وعمان!! وكذلك عودة الشقيق أو الأب غسان !! وحشة وغربة وانتظار هذه هي سمات رئيسة حاسمة في حياة الانسان الفلسطيني. ومما يعمق هذه الوحشة والصمت هو الحريق والطريق الطويل خارج المكان ،، كأنما الجميع : من بالداخل ومن بالخارج ينتظرون عودة الأب الأكبر من الأسر أو الموت أو المعارك والحروب سواء كان العائد بشرا أم إلها سيجلس على كرسيه في النهاية " الكرسي المهجور" . ولرسم ذلك كله اختار الكاتب إسم إلزا ليرمي إلى "مجنون إلزا " رواية وملحمة الشاعر الفرنسي المعروف لويس أراغون وفترة الصمت التي أعقبت موت إلزا تريولييه رفيقته وزوجته وعشيقته ومعبودته. ولم يكتف تيسير نظمي بما للاسم من دلالات بل شبهها ببنيلوب التي انتظرت عودة زوجها من حرب طروادة عشرين عاما ،، وواضح أن تيسير نظمي يرسم هنا معالم إلزا الفلسطينية الخالصة من خلال وجود أختين كنعانيتين في بيت كل من فيه يحارب من أجل عودة إيل أبا محاربا أم إلها إلى موطنه ومكانه الصحيح.
ديما خليل- الجامعة الهاشمية- قسم اللغة الانجليزية وآدابها-

مراجع:
دنيا الوطن- صفحة الشعر – الرابط التالي:
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-134576.html
موقع حركة إبداع على الرابط:
www.nazmi.org
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف