الأخبار
إصابة 10 جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيل
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إعلامنا الفصائلى إلى أين؟بقلم:د.زهير عابد

تاريخ النشر : 2008-05-06
إعلامنا الفصائلى إلى أين؟

*د. زهير عابد

لقد تطور مفهوم الإعلام في الأعوام الأخيرة تطوراً كبيراً ،فلم يعد يقتصر على التسلية والترفيه أو تقديم الأخبار أو نقل الحقائق والمعلومات بهدف التثقيف والإخبار ، بل أتسع مفهومه وزادت أهميته في جميع المجالات والأنشطة التي يمارسها الإنسان ، فأصبح الإعلام الوسيلة الرئيسية لنقل الأفكار والآراء وترسيخ الانتماء إلي معتقد من المعتقدات ، وأصبحت الدول تقييم على أساس تطورها الإعلامي ويحكم على الشعوب بتقديمها أو تخلفها ، وغدا الوسيلة الأكثر تأثيراً وفاعلية في الإقناع وخلق التفاعل بين الأفكار والمعتقدات والإيديولوجيات المختلفة.
فالإعلام الفصائلى الفلسطيني يقع تحت تأثير أرائه الفكرية وإيديولوجية الإعلام الاقناعي ، والمتمثل في الخطاب السياسي لهذا الفصيل أو ذاك ،أو الدعاية الذاتية للحزب ، وكذلك بمضامينه الفقيرة إلى الطابع الفكري الجماهيري المبني على الموضوعية والمتعددة الاتجاهات والأفكار.
ومما لاشك فيه أن الظروف القاهرة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني ساعدت في خلق الخطاب السياسي لدى الأحزاب الفلسطينية ، وجعلت عندهم نوع من الغليان الفكري السياسي ، ونتساءل هل حاول إعلامنا الفصائلى قراءه سيكولوجية بنية التشكيلة الاجتماعية وأستوعب ماهية الخطاب الإعلامي الراهن وميزاته وملامحه .
فالإعلام الفصائلي يجب أن يتفهم الإعلام المستقبلي الخاضع للرأي الأخر كفكر مطلق لأزاله الكبت والتعرش بوهم الفكر الأوحد .. هذه نقاط نطرحها على النخبة المثقفة والشابة في المجتمع الفلسطيني للخروج من العزلة والانقطاع عن الأخر ، وعدم الانجرار وراء الوصفات النقدية الجاهزة والبحث عن المحاور الأساسية التي تثير داخلنا لرضا والقبول بفكر الأخر مع الاحتفاظ بأرأنا وأفكارنا على الانفتاح ونقد الآخرين
فالمتتبع للأعلام الفصائلى الفلسطيني خلال الأشهر الماضية يشعر بعدم مسؤولية القائمين عليه من ناحية الإحساس بالواجب الوطني والخروج من حالة الأنا الفصائلية إلى الذات الوطنية والوحدوية ، ونستطيع القول أن هذه الوسائل استطاعت أن تؤجج الصراع الفلسطيني الفلسطيني ، بدلاً من نقل الحقيقة والعمل على التهدئة ، فأصبحت الشتائم والألفاظ النابية ثقافة سائدة في توجهاته ، وجعل منه مفتيًا يحرم هذا ويحلل ذاك ، أو قاضياً يحكم بالإعدام أو البراءة .
فخرج الإعلام الفصائلي عن الهدف الأساسي وهو فضح سياسة العدو الصهيوني وممارساته العنصرية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني بالإضافة الى سياسة الحصار البغيض على سكان قطاع غزة ، وأصبح كمن أراد أن يفضح الفلسطيني _ الفلسطيني ، ويشجع على قتل الفلسطيني ، وأنا أعتقد أن الإعلام الفصائلى خرج مهزوما بفكره ورأيه وتوجهاته .
والسؤال إلى متى سنبقى بهذه السلبية وهذا الاستسلام؟ هل المطلوب تغييب العقل والتحزب الأعمى؟ هل أضحت قضية تفوق فصيل على آخر هي جوهر قضيتنا الفلسطينية؟ أما آن لنا أن نترك تلك القضايا جانباً ونعمل معاً يداً بيد لنعيد الوحدة ونخرج من حالة الانقسام بشكل يعزز الجوانب الحضارية في ثقافتنا لا فضح سلبياتنا أمام أعين ومسامع العالم.
وعليه يمكن أن نوصي للأخوة القائمين على وسائل الإعلام الفلسطينية الفصائلية منها أو الخاصة : بالانفتاح على الأخر أو الاختفاء والاضمحلال وإلا سيعاني من فقدانه للقاعدة الجماهيرية ، فالإعلام من أهم المصادر التي تعمل على التعدد الفكري والثقافي في المجتمعات الفكرية والمعرفية ، لكي يتم تشكيل شباب مشبع بالمعرفة والثقافة قادرة على ممارسة دوره في مجتمعه دون تعصب إلى فكر معين ، غايته النهوض بمجتمعه بعيداً عن الفئوية والمصلحة الفصائلية الضيقة .
كذلك الخروج بالإعلام من نطاق وحدانية الفكر والرأي والقضاء على المضاد والمناقض له،وأن يكف عن تمجيد وتقديس فئة أو حزب معين على حساب المصلحة العامة للمجتمع ،وقد يرجع ذلك إلى افتقاده إلى العقول الأكاديمية واعتماده على أشخاص غير أكفاء لا يشفع لهم إلا تاريخهم ونضالهم ، وهذا يدخلنا في دوامة أزمة المثقف ، ومن ثم أزمة ميكانيكية الفكر، وأزمة الحرية الثقافية ، والتي بدورها تجعلنا نعيش محدودي الفكر والتعبير.
كما أنني أدعو إلى الخروج من الأنا والأخر ، وتعميق فكر الحوار الديمقراطي وتقبل الأخر حتى ولو كان ناقداً لنا ، لكي يكون الحوار هادئاً ومؤثراً ، لان الحوار في داخله عملية تجاذبيه تفتح ولا توصد قنوات الالتقاء بيننا ، والاختلاف في وجهات النظر، والرأي سمه من سمات الحوار الموضوعي لخلق قاسم مشترك يرتكز عليه الحوار، لكي تتقبل الفكر المضاد للفكر المزروع في عقولنا.

أستاذ الإعلام والعلاقات العامة المساعد
جامعة الأقصى -غزة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف