الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبو بكر كان مع الرسول في الغار لا غيره بقلم:د.عبد الله الجابر

تاريخ النشر : 2008-03-21
أبو بكر كان مع الرسول في الغار لا غيره
بقلم : د. عبد الله الجابر

كون الخليفة الأول أبو بكر الصديق هو الذي كان في الغار مع الرسول الأكرم (ص) هذه حقيقة تاريخية لا يمكن نفيها .. ومحاولات البعض نفي ذلك بدون دليل معتد به غير مجدي..

والصحيح هو أن الرسول (ص) لما أجمع الخروج إلى الغار (أتى أبا بكر ابن أبي قحافة، فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته، ثم عمدا إلى غار بثور ـ جبل بأسفل مكة ـ قد خلاه، وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن تسمّع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر.. وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما..)..
وأما ما ذُكر من أن صاحب النبي في الغار كان عبد الله بن أريقط بن بكر ، وأن الآية نزلت في حق النبي وصاحبه (عبد الله) فلا دليل عليه..
صحيح أن اسم عبد الله بن أريقط جاء في تلك الحادثة ولكن لا على نحو المصاحبة للرسول وإنما كان من ضمن الذين يعلمون بخروج الرسول (ص) إلى ذلك الغار..
فما جاء في السيرة ـ الموثقة ـ أنه لم يعلم بخروج النبي (ص) أحد حين خرج إلاّ علي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ، وآل أبي بكر ـ ومنهم أسماء وابنه عبد الله ـ وابن أريقط وعامر بن فهيره..
وقد استدل بعضهم بدليل لم أعثر على مصدره نقله عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر قالت: (لم ينزل الله فينا شيئاً من القرآن).. مؤكداً أن الصحابة أيدوا دعوى عائشة في عدم نزول قرآن في حق أبي بكر.. ولا أدري أي الصحابة أيد ذلك.. لم أعثر على مصدره أيضاً.

وأكد آخرون ـ بدون إثبات أيضاً ـ أن رواية الغار هذه (اختُلقت في زمن حكومة أبي بكر وأن عائشة وأنس بن مالك وأبو هريرة كانوا يقودون هذا المشروع..)..
ويبرهنون على نفي حضور أبي بكر مع الرسول (ص) في الغار ونفي هجرته أساساً وأن الذي هاجر مع الرسول هو (ابن بكر) ـ المقصود به عبد الله بن أريقط بن بكر .. وليس أبو بكر.. حيث أن أبا بكر ـ حسب زعمهم ـ كان قد هاجر إلى المدينة مع المسلمين الذين هاجروا..
أقول للأسف الشديد أن يكون هوى النفس هو الميزان في البحث والتحقيق.. مع العلم أن موضوع الغار وصحبة أبي بكر للرسول الأكرم (ص) مما لم يختلف فيه اثنان، وأجمع المفسرون وأصحاب الحديث من كل الفرق وفي مقدمتها أكبر فرقتين مسلمتين (السنة والشيعة) على أن الآية نازلة في الرسول الأكرم (ص) وصاحبه الذي كان معه في الغار وهو أبو بكر.. وإذا تجاوزنا كتب أهل السنة ـ باعتبار أنهم من اتباع أبي بكر ـ وألقينا نظرة على كتب الشيعة لوجدنا جل مفسريهم ومحدثيهم يؤكدون على نزولها في الرسول وأبي بكر ومنها .. بل عمدتها:
1ـ الكافي للكليني : ج8 ص262.
2ـ الأمالي للطوسي: ص447
3ـ الفصول المختارة للمفيد: ص43
4ـ المسترشد للطبري : ص361
5ـ كنز الفوائد للكراجكي: ص306.
6ـ حلية الأبرار للبحراني: ج1 ص104 ـ وج2 ص414.
7ـ الوسائل للحر العاملي: ج20 ص276.
8ـ الغدير للأميني: ج1 ص480.
وغيرها العشرات من كتبهم.. وغير ذلك فإننا لم نسمع بإمام ولا وكيل إمام ولا مرجع شيعي نفى ذلك ، وقال بأن صاحب الغار ليس أبا بكر..

أتمنى أن يحاول الأخوة المسلمون تجاوز خلافاتهم التاريخية، وأن يركزوا على واقعهم المعاصر.. فإن واقعنا مليئ بالأحداث والخلافات والتناحرات .. فنحن لسنا بحاجة إلى التنقيب في كتب التاريخ لسحب خلافاته إلى اقعنا المعاصر.. لماذا ننبش في التأريخ لنسحب خلافات الأمم السابقة إلى واقعنا، فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، فنحن لن نحاسب بأعمالهم ولن يحاسبون بأعمالنا.. نحن لنا واقعنا ولنا تاريخنا المطالبون ـ شرعاً وقانوناً وأمام الله وأمام أنفسنا ـ ببنائه حسب ما ينبغي ، وحسب ما يرضي الله..
إذا أردنا أن نرجع إلى التاريخ فعلينا أن نرجع إليه لأخذ العبرة منه، وليس للخلاف فيه .. للأسف نحن أمة أدمت التاريخ .. وأدمنت الخلاف..
نحن مسلمون موحدون مؤمنون.. ما لنا والخلافات القديمة.. إذا كان علي وعمر قد تصالحا.. وتناسيا خلافاتهما من أجل مصلحة الإسلام فكان علي يقول: (لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن جور بها إلاّ علي أنا خاصة).. فلنفكر بهذه الروحية..
وكان عمر يقول : لا أبقاني الله إلى معضلة ليس لها أبو الحسن..
هذه روح التعاون والتنكر للذات من أجل الإسلام والدين..
عجيب أمر هؤلاء المسلمين.. يختلفون على كل شيء.. ولم حاولوا الاتفاق على شيء..
لو راجعنا أنفسنا لوجدنا أن ما نتفق عليه أكثر بكثير مما نختلف عليه..
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف