الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فريق التواصل الالكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية هل هم بدلاء كارين هيوز؟بقلم: محمد أبو علان

تاريخ النشر : 2008-02-06
فريق التواصل الالكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية

هل هم بدلاء كارين هيوز؟

بقلم: محمد أبو علان:

"كارين هيوز" كانت مستشارة في وزارة الخارجية الأمريكية، مهمتها تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، والتي استقالت من عملها قُبيل نهاية العام، وأرجعت أسباب الإستقالة لأمور عائلية، ولكن من الواضح أنه قبل استقالة المستشارة"هيوز" كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد هيأت فريق بديل وهو فريق "التواصل الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية"، هذا الفريق تشكل قبل ما يقارب العام، أسسه مواطن أمريكي من أصول عربية ويدعى"وليد جواد"، ويتشكل هذا الفريق من ستة أشخاص يتحدثون العربية بشكل أساسي، إلى جانب الفارسية والآرية، والهدف الرئيسي لفريق التواصل هذا وفق ما حدده مؤسسة "وليد جواد" هو" التواصل لشرح السياسة الأمريكية، وإيضاح منطقها وقراراتها حول الشرق الأوسط، لأنه في أحيان كثيرة تأخذ هيئات إعلامية عربية هذه القرارات وتضعها في إطار لا يتوافق مع الواقع".

وما دفعني للبحث والتعرف على طبيعة هذا الفريق هو قراءتي لردهم على مقال للكاتب "طلعت الصفدي" بعنوان "لماذا رحلت أيها الرفيق د. جورج حبش دون موعد"، وتحدث هذا الفريق في معرض ردهم عن أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي والتي ليس هي مثار اهتمامي عن هذا الفريق، كون أسباب هذا الانهيار باتت من التاريخ ولم تعد جزء من التاريخ المعاصر كما يعتقد "فريق التواصل الالكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، واستوقفتني فكرتان مما ورد في رد الفريق على الكاتب "طلعت الصفدي" الأولى " ولا اعرف إن كنت قد رأيت الفرحة والدموع في وجوه المواطنين الألمان الذين كانوا قد رزحوا تحت نظام القهر في ألمانيا الشرقية حين انهار جدار برلين وتلته وحدة ألمانيا على أساس النظام الحر السائد بما كان يسمى بألمانيا ا الغربية".

فإن كان الألمان الشرقيين قد بكوا فرحاً لانهيار جدار برلين الذي فرقهم عشرات السنيين، فهناك عشرات الدول والمجتمعات في العالم التي بكت دماً ولا زالت تكبي الدم والدموع بسبب السياسية الأمريكية في العالم عامةً، وفي العالمين العربي والإسلامي خاصةً، فالشعب الفلسطيني يحفر القبور لأبنائه من الأطفال والشيوخ والنساء يومياً بسبب آلة الحرب الأمريكية التي تدار بأيدي الاحتلال الإسرائيلي، والشعب اللبناني لم يشفى بعد من آلم عدوان تموز 2006 عليه من القذائف الأمريكية التي كانت تنقل بجسر جوي لدولة الاحتلال الإسرائيلي والتي قتلت الأطفال والنساء، وهدمت الجسور والطرقات وقطعت عن الشعب اللبناني المياه والكهرباء.

وفي الوقت الذي باتت فيه تلك الدموع التي انهمرت من عيون الألمان الشرقيين جزء من التاريخ، لا زالت دموع أطفال العراق، وأرامل العراق تبكي أعزاءً لهم سقطوا ولا يزالوا يسقطون نتيجة الاحتلال الأمريكي للعراق، ودماء الضحايا تتجدد يومياً على أرض العراق نتيجة هذا الاحتلال، ولم يكن القتل وحده هو نتاج السياسية الأمريكية في العراق، لا بل إذلال المعتقلين في السجون والمعتقلات الأمريكية، وهتك أعراض العراقيات في السجون وغير السجون هو جزء لا يتجزأ من "معالم الديمقراطية" التي جاءت بها الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، وهذا غيض من فيض من السياسية الخارجية الأمريكية وما تجلبه من ويلات ودمار على شعوب العالم أجمع.

أما الفكرة الثانية والتي ليست أقل استفزازاً من الأولى والتي جاءت في معرض ردهم تقول" لقد كانت الولايات المتحدة وستبقى رمزا للتعددية والتسامح وحرية الرأي واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون واحترام الأقليات والأديان"، فعن أي ديمقراطية وتعددية وحقوق إنسان يتحدث هذا الفريق، فماذا كان موقف الولايات المتحدة الأمريكية من نتائج الديمقراطية في فلسطين؟، أليس الحصار الاقتصادي والسياسي على الشعب الفلسطيني، وكل ذلك ليس لسبب إلا للمطالبة بتحقيق الشروط الإسرائيلية وفرضها على الشعب الفلسطيني، ومن يدعي الحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يدعم الاحتلال ومجازره ويعتبرها دفاعاً عن النفس، ويرفض حق الشعوب المحتلة أرضها ومصادره مقدرتها في الدفاع نفسها ومقاومة المحتل ويعتبر هذه المقاومة إرهاباً، ومن يؤمن بالتعددية والتسامح لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول،ويسعى لتنصيب ساسة تخدمه وتعمل لصالح سياسيته، فتعطيل الحياة السياسية في لبنان، ومنع اللبنانيين من التوافق على رئيس لبناني وحكومة وطنية تخدم مصالحهم وتدافع عنهم أمام الاحتلال الإسرائيلي ليس فيه من الديمقراطية بشيء.

أما عن احترام الولايات المتحدة للأديان وحرياتها فحدث ولا حرج، والحرب الصليبية التي أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش عن شنها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 كانت إحدى المعالم الأمريكية الصرفة لحرية الأديان، والتي ارتكبت في أعقابها المجازر في العراق وأفغانستان، وعمليات الملاحقة والتصنت على كل من هو عربي ومسلم في الولايات المتحدة الأمريكية، وانتهاك حرمة الأماكن الدينية وتدميرها في العراق، وقتل المصلين فيها ، وتدنيس المصحف الشريف في سجن غوانتاناموا كل هذه هي مفاهيم حرية الأديان وفق المفاهيم الأمريكية الحديثة.

وإن أردنا الاستمرار في سرد معالم "الديمقراطية الأمريكية وإيمانها بحرية الأديان" وفق فهمها الخاص سنحتاج لمجلدات وليس لصفحات فقط، ولكن رسالتي لهذا الفريق في الخارجية الأمريكية هي أن يبحثوا عن الداء وليس عن الدواء فقط، فقبل امتناعهم عن دخول المواقع الإسلامية التي يعتبرونها متطرفة عليهم سؤال أنفسهم عن السبب الذي دفع هؤلاء الأشخاص أن يكونوا على هذه الدرجة من العداء والمقاومة للسياسية الأمريكية؟، وبكل تأكيد ليس كونهم مسلمين، فالدين الإسلامي كغيره من الأديان السماوية يدعوا لحرية الفرد والعدالة في كل جوانب الحياة، ويحض على السلام، ويمنع قتل الإنسان لأخيه الإنسان، ولكن السياسية الأمريكية العسكرية والاقتصادية القائمة على الظلم، ونهب مقدرات الشعوب، ودعمها لأنظمة احتلالية وقمعية هو ما كرس هذا العداء المطلق للولايات المتحدة في العالم أجمع.

وعلى السياسية الأمريكية أن تكيل الأمور بمكيال واحد، لا أن تفرق بين إنسان وإنسان وفق خدمة هذا الإنسان لمصالحها العسكرية والاقتصادية والسياسية، فالسياسة التي تدعم قتل المواطنيين واحتلال أرضهم في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان لا يمكن أن تكون دولة تؤمن بالديمقراطية والحرية والتعددية، فالذي يفرح لسقوط جدار برلين ويعتبره نصراً للحرية والديمقراطية، ويذكرنا بدموع الفرح لسقوط هذا الجدار، وفي الوقت نفسه يدعم سياسة القتل، وجدار الفصل العنصري في فلسطين، ولا يكيل وزناً للدماء والدموع التي سقطت من أجل وقف هذا الجدار لا يمكن أن يقنعنا بعدالة سياسته لو سخر لذلك كل وسائل الإعلام العالمية وكافة خبراء العلاقات الدولية.

وأقدم المؤسسين لفريق التواصل الالكتروني في وزارة الخارجية الأمريكية "وليد جواد" والذي نصب للدفاع عن السياسية الأمريكية يعاني هو نفسه من عدم توازن هذه السياسية وحتى من عنصريتها عبر قوله في أحد أحاديثه عن مهام فريقه "وجود من يشكك في عملنا في الخارجية، ويتساءل كيف نحن من أصل عربي ونعمل في الخارجية الأمريكية".

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف