الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحضور الإيراني في مؤتمري أنابوليس ودمشق بقلم:فادي فيصل الحسيني

تاريخ النشر : 2007-10-27
الحضور الإيراني في مؤتمري أنابوليس ودمشق بقلم:فادي فيصل الحسيني
الحضور الإيراني في مؤتمري أنابوليس ودمشق

فادي الحسيني

إيران أو الفزاعة الأمريكية كما يحلو لبعض المحللين تسميتها ضمنت الحضور القوي في مؤتمرين إقليميين هامين. ففي مؤتمر الخريف المزمع عقده الشهر المقبل ورغم أنه لم يتم دعوتها رسمياً إليه، إلا أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أنها الحاضر الأقوى في هذا المؤتمر، فجميع من بدأ في تحضير حاجيات السفر ليتوجه إلى أنابوليس، مازلت أعينه شاردة نحو الشرق وتحديداً نحو ذلك المارد الإيراني الذي بدأت تتمدد شبكته العنكبوتية لتربط أطرافاً كثيرة في المنطقة بمصالح إستراتيجية، وتخلق حالة من الارتباك في أقطاب السياسة الدولية في العالم وهي تقف عاجزة عن اتخاذ موقف موحد حيال برامجها النووية. أما في مؤتمر دمشق فنرى أن المظلة الإيرانية ترعاه وتحاول أن توفر له سبل النجاح ليضاهي في أهميته وقيمته مؤتمر أنابوليس وليظهر وكأن هناك مؤتمر الاستسلام والمهانة وهنا مؤتمر المقاومة والكرامة.

يبدو أن ذاكرة القادة الإيرانيين لم تكد تنسى ماو تسي تونغ زعيم الصين والذي كان يتحدث صراحة في خمسينيات القرن الماضي عن نية الصين امتلاك السلاح النووي وبأي ثمن، وحينها هددت الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات سياسية، وحصار اقتصادي وألمحت بأن الخيار العسكري مطروحاً لردع الصين عن المضي قدماً في خططها، وبعد أقل من عشر سنوات على تصريح ماو تسي تونغ استطاعت الصين امتلاك السلاح النووي وبدأ العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع هذا الأمر الواقع. فبعد كل التهديدات الأمريكية والدولية تجاه إيران، نجدها تزداد تصميماً على امتلاك القدرات النووية مؤكدين أنهم لن يسمحوا لأحد أن يوقفهم عن رغبتهم هذه. ولكن إذا امتلكت إيران لمثل هذه القدرات، هل هناك خطر حقيقي على أمريكا أو إسرائيل وهل تدمير دولة إسرائيل سيكون بالفعل من أولويات السياسة الإيرانية آنذاك ؟ّّّ! الإجابة على هذا التساؤل من البساطة لنقول أن أي دولة نووية لن تقدم على مواجهة مع دولة نووية أخرى للعلم المسبق لكلا الطرفين للعواقب المدمرة لمثل هذه المواجهة، وهو الأمر الذي ينطبق على إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية عديدة أخرى. من هنا يبدو أن أرق الولايات المتحدة يتعدى قضية السلاح النووي في إيران وهو أرق نقلته لجميع حلفائها في العالم لدرجة أن أحد أول تصريحات الرئيس الفرنسي الحديث العهد ساركوزي عكس تخوفاً واضحاً من قضية السلاح النووي الإيراني ورغبة شديدة للتعامل بصرامة أكبر تجاه المخططات الإيرانية.

يقول أحد مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية في تقرير له هذا الشهر أن قوة الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط في طريقها للتزايد بشكل كبير في الفترة القادمة بشكل قد يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، وهو تقرير ينسجم تماماً مع الموقف الأمريكي الرسمي تجاه إيران وبرامجه النووية، فالقضية النووية هي الغطاء الذي تستطيع الولايات المتحدة الحديث عنه وتمريره لدول العالم في ظل انزعاجها الشديد من الأحلاف الإيرانية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، والتمدد العرضي في شبكة المصالح التي بدأت تضارب مع مصالحها في بلدان هذه المنطقة، حتى أنها أبدت استعداداً لتقاسم "الغنائم" مع إيران في منطقة الشرق الأوسط وتحييد مخططاتها المزعجة ولكن الطموح الإيراني يتعدى ما قد تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية. من هنا يظهر جلياً أنه لم يبقى للولايات المتحدة سوى خيارين لا ثالث لهما: الأول هو الخيار الصعب ويتمثل بضربة عسكرية قاصمة وهو يعلم تمام العلم أن عواقب مثل هذا القرار سيتعدى بلا شك حدود إيران ليصل إلى لبنان لأن حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي حين يرى مرجعيته تتعرض للخطر وردود فعل حزب الله عديدة لا تنحسر فقط في مهاجمة إسرائيل، فقد يهدد أي نفوذ أو حليف أمريكي في منطقته، أما سوريا فقد تتخلى عن صمتها وتنضم لمعركة ستتحول إلى إقليمية وهي طرف أصيل فيها لأن الدور التالي سيكون دورها إن كسرت العظام الإيرانية، أم في فلسطين فيتوقع تصعيد كبير تجاه إسرائيل وقد يطول أيضاً حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية هناك، أما إسرائيل فيتوقع أن تكون هدفاً جذاباً لأي صاروخ إيراني يخرج من أراضيها إن تم مهاجمتها، ثم شيعة العراق الموالين لإيران وهم من يمثل الأغلبية العظمى والمحيدين بشكل كبير في الصراع الدائر ضد قوات الاحتلال الأمريكية سيكون لهم دور كبير في إرهاق القوات الأمريكية في تلك اللحظات، وحتى دولاً خليجية أخرى قد لا تسلم من ردة الفعل الإيرانية مع وجود قواعد وقيادات مركزية للأمريكيين هناك، ناهيك عن التوابع الاقتصادية العالمية مع ارتفاع أسعار النفط المتوقعة. أما الخيار الثاني هو العمل على خلق بلبلة واضطرا بات داخلية في إيران وتوطيد وتقوية حلفائها في الشرق الأوسط والعمل على تفكيك أواصل الشبكة الإيرانية. من هنا نجد أن مؤتمر الخريف يعتبر انطلاقة جيدة لمثل هذا التوجه الأمريكي بعيداً عن أحلام الفلسطينيين بالدولة وعودة اللاجئين والقدس والقضايا الأخرى، فتقوية من تراهم معتدلين وتشديد الخناق على من تعتبرهم إرهابيين أو حلفاء لمحور الشر يقعان على سلم أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.

يذهب أطراف مؤتمر الخريف بظروف وأجندات ونوايا عظيمة الاختلاف، ولكن ما يجمعهم هو الرغبة في الخلاص من أزمات بعينها تواجههم محلياً أو إقليمياً أو دولياً، أما الشيء المؤكد في هذا المؤتمر هو أن الدولة الفلسطينية ورغم جميع التصريحات الإعلامية المبشرة بقدومها لن تعدو أكثر من جزرة بعيدة يشار إليها كلما اضطرتهم الظروف إلى ذلك. فيتوجه الجانب الفلسطيني وقد أعياه الحصار وأنهكه الانقسام والاقتتال مع استمرار الخلافات حول واقعية استمرار منظمة التحرير الفلسطينية على ما هي عليه والتفكك الواضح في أواصل حركة فتح وفقدان الكثير من الإجماع الدولي والشعبي وهي جملة من أزمات لا ريب في حجم خطورتها، فنجاح المؤتمر وتحقيق نتائج ملموسة بالنسبة للجانب الفلسطيني أهم في مضمونه من أي تقدم في أي مسار آخر في هذه الآونة بالذات، ونجاحه يعني بالتأكيد توطيد دعائم السلطة والخط المعتدل الجديد كما يسميه الأمريكيون، ويستطيع حينها مخاطبة شعبه وجماهيره بثقة أكبر ويمتلك هنا أوراق إضافية ودفعة معنوية كبيرة حين يجلس في حوار مع منافسيه المحليين. أما الجانب الإسرائيلي فيذهب وهو بلا ريب متخوف من الخطر الإيراني ويحاول أن يساير الأمريكيين في مخططاتهم رغم تزايد الانتقادات لهم بتبعيتهم الصريحة لرغبات البيت الأبيض، كما وأن هذا المؤتمر يتماشى مع رغبة أولمرت الأكيدة في صرف نظر الشارع الإسرائيلي بعيداً عن الإخفاقات المتتالية لحكومته على العديد من الأصعدة. ثم يأتي مؤتمر دمشق كردة فعل طبيعية على مؤتمر الخريف من جانب أطراف أوجدت نفسها في المعسكر المقابل محاولة إظهار الصورة المعاكسة لمؤتمر الخريف و كـأن هذا المؤتمر هو مؤتمر وطني داعم للحقوق الشرعية وللمقاومة بينما تهدف في حقيقة الأمر لتنظيم صفوفها واستقطاب المزيد من التأييد بعيداً أيضاً عن الحلم الفلسطيني، رغم ما يذاع وينشر ويقال من ألفاظ وكلمات ثورية تطرب لها الآذان، وإن لم تكن كذلك النوايا، فلم كل هذا الانتظار لتنظيم مؤتمر يعنى بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية؟!! وهل كانت الثوابت الفلسطينية مصونة من ذي قبل لنشتم رائحة الخطر في هذه الأيام بالذات ؟!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف