الأخبار
نتنياهو يستفز الإمارات باقتراحها للاشتراك في إدارة غزة(هيومن رايتس ووتش): إسرائيل ترتكب جرائم حرب بذخائر أمريكيةأبو عبيدة يكشف مصير الأسير الإسرائيلي نداف بوبلابيلشاهد: سرايا القدس تسيطر على المسيرة الإسرائيلية (سكاي لارك)شاهد: حركة حماس تنشر مقطع فيديو لأسير إسرائيلي في غزةجيش الاحتلال يوسع العملية العسكرية برفح.. ويدعو سكان مناطق بشمال غزة للإخلاءمع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"
2024/5/13
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل الطالب الجامعي مثقف؟ بقلم:مرعي بشير

تاريخ النشر : 2007-01-31
هل الطالب الجامعي مثقف؟!!

بقلم /مرعي بشير

جامعة الأزهر

مما لاشك فيه أن الثقافة تعتبر الحصن المنيع والأخير لدى أي امة أو شعب أو أي فرد في العالم،وهي الركيزة الأساسية في تطوير قدرات الإنسان وتوجيهها نحو التقدم وبناء الحضارة ،فالمجتمعات تسعى دوماً إلى بناء الهوية الثقافية لأفرادها،لأن الثقافة تعني مقاومة الجهل بالمعرفة والهمجية بالإنسانية والخطأ بالصواب والتأخر بالتقدم والتأقلم بالثورة،إلا إننا نعيش الآن أجواء مضادة للثقافة بدلاً من أن تكون الثقافة مقاومة،فأصبح الفكر السائد هو مقاومة الثقافة الإيجابية والتمسك بالثقافة السلبية وهذا ما يلقي بظلاله بصورة كبيرة على جميع شرائح المجتمع الفلسطيني عاماً،وطلاب الجامعات خاصةً،فالطالب الجامعي جزء لا يتجزأ من المجتمع،فحال هؤلاء الطلاب في وقتنا الحالي لا يوحي بالتفاؤل لأنه في حالة من التفكك الأجتماعي والإنهدام الثقافي ،فالجامعات تضم داخل أسوارها ألاف الطلبة مجمعين من مناطق مختلفة ،ولكل منهم وعية الثقافي الخاص به، وإن كانت تجمعهم منطقة واحدة، أوعادات وتقاليد مشتركة ،وهذا مايجعلنا نتسائل عن ماهي الثقافة السائدة داخل الجامعات،هل هي ثقافة المعرفة أم ثقافة العنف أم ثقافة المقاومة أم ثقافة التسامح وأحترام التعددية أم ثقافة العادات والتقاليد أم ثقافة التعصب الحزبي أم ثقافة الانعزال؟؟؟!!!

فكل تلك الثقافات تختلط وتتصادم مع بعضها البعض داخل الجامعة وقد يشتد الصراع فيما بينهم من أجل أن تسيطر أحداهما على الأخرى غير أخدين بعين الاعتبار كيف من الممكن أن نوظف الثقافات الإيجابية في بناء الإنسان الفلسطيني وكيف من الممكن نزع تلك الثقافات السلبية التي لاتؤدي سوى إلى الطريق المسدود،وفي إعتقادي أن الثقافة لابد وان تقوم على ثلاث جوانب لكي يرتكز عليها الطالب الجامعي من أجل أن يقال أن الطالب الجامعي طالب مثقف غير مايقال عنه الآن بأن الطالب الجامعي متعلم غير مثقف،فتلك الجوانب مجتمعة مابين ثقافة المعرفة وثقافة السلوك والثقافة السياسية.

الطالب الجامعي وثقافة المعرفة:

أن الطالب يعتقد بأن وصولة إلى المرحلة الجامعية وتخصصه بإحدى التخصصات وحدة كافياً لأن يقال عنه مثقف ومن ثم ينغلق على ذاته ويكتفي بما يعرفه من معرفة حياتية بجانب معرفته العلمية،ويقتصر في المعرفة بالتغلغل في سطور كتب تخصصه،غير ملتفت إلى قراءه الكتب الأخرى وكما لايقوم بزيارة المكتبة الجامعية للإطلاع على أي كتاب غير كتب تخصصه وأن سألته فيتحجج بضيق الوقت وتراكم الهموم المجتمعية عليه ،ومايلفت الانتباه هو أن الجامعة تقوم بفرض خمسة دنانير رسوم إلزامية للمكتبة ،غير أن الطالب يقوم بدفع ذلك المبلغ دون أن يزورالمكتبة الجامعية خلال الفصل الدراسي،وهذا أن دل فإنما يدل على عدم وجود إرادة داخلية لدى الطالب الجامعي بالبحث عن العلوم والمعرفة،وهذا مايستدعي البحث في الأسباب والدوافع ووضع الآليات والبرامج والخطط التي من شأنها تقوم بتوليد وتعزيز الإرادة والرغبة لدى الطالب الجامعي في البحث عن المعرفة من خلال التشجيع والتوعية بأهمية المعرفة للفرد والمجتمع.

الطالب الجامعي وثقافة السلوك:

لعل المتأمل إلى الثقافة السلوكية لطلاب الجامعات يجد بأن الطلبة منهم من لدية السلوك الإيجابي ومنهم من لدية السلوك السلبي وهذا ما نخصه بالذكر وما نخجل منه من خلال مايقوم به بعض الطلبة من عدم الاحترام فيما بين الطلبة وبين مدرسيهم وقلة النظافة والنظام وعدم الالتزام باللوائح والقرارات الجامعية ويقومون بعكس صورة سلوك بيئتهم داخل الجامعة غير اخدين قدسية الحرم الجامعي وما يجب أن يقوموا به من سلوك إيجابي إحتراماً لجامعتهم وتعليمهم وثقافتهم،وماأصعب من ذلك هو سلوك العنف الذي يسود معظم جامعاتنا الفلسطينية ،وهذا ما لاحظناه في الآونة الأخيرة من خلال حوادث العنف فيما بين الطلبة وكان أخطرها مقتل المحاضر في جامعة الأزهر الأستاذ ياسر المدهون، فبذلك يعتبر السلوك ميزه مهمة لدى المثقف وهذا مايميز الطالب الجامعي المثقف عن الغير مثقف ،لأن الثقافة هي السلوك.

الطالب الجامعي والثقافة السياسية:

أن الجامعة هي دولة سياسية مصغره تتمثل بالكتل الطلابية السياسية ومجلس إتحاد الطلبة وما يتضمن ذلك من عملية ديمقراطية من خلال أنتحاب الطلبة لمن يمثلوهم ويتحدثون عنهم وعن مشاكلهم وهمومهم،لكن المشكلة تكمن في الوعي السياسي لهذا الطالب، فيعتقد بان دورة ينتهي بمجرد انتخاب من يمثله ولا يجعل لوجوده ميزان قوة وضغط وتأثير،وفي بعض الأحيان قد يكون من قام بانتخابهم غير ملبين لمطالب واحتياجات الطلبة ولا يؤدون دورهم على الوجه الأكمل وهنا لايتدخل الطالب وينتظرعامين لموعد الانتخابات القادم ليقوم بتغيرهم ويتحمل خلال هذه المدة المعاناة ،وهذا الخطأ الكبير الذي يقع فيه الطالب ،لأن علاقة الطالب بناخبه لاتنتهي بمجرد الانتخاب بل تبقى قائمه طوال مدة الانتخاب ،وأيضا قد تسود ثقافة التعصب الحزبي والإقصاء للكتل الطلابية الأخرى وعدم وجود التنافس الشريف فيما بينهم ،وقد يستدعي ذلك العمل جاهدين بالتوفيق بين الكتل الطلابية وتعزيز مبدأ المشاركة الجماعية وتوعية الطلبة بأهمية دورهم في الحياة السياسية الطلابية وكيف من الممكن أن يكونوا مقررين منتجين غير تابعين،

وذلك من خلال الأنشطة الجماعية المشتركة فيما بين الطلبة بعيداً عن الأنشطة المسيسة لحساب طرف معين





أخي الطالب أختي الطالبة:

أننا فعلاً في أزمة حقيقة ،ولابد وأن نتعامل مع أنفسنا على إننا ثروة لمجتمعنا ، لا أن نتعامل على أننا جزءاً من الأزمة ،فهذا الواقع الأليم يتطلب منا كطلبة جامعات أن نقف عند مسؤولياتنا وننظر في تداعيات المرحلة المقبلة وأن نجعل لنا دور للتأثير فيها،وأن نشخص أحوالنا تشخيصاً موضوعياً وأن نحلل أسباب تردينا وتخلفنا ،وأن نضع حداً لأوهامنا ومخاوفنا وأن نحدد إمكانياتنا المادية وقدراتنا الفكرية والأخلاقية وكيف يمكن أن نستغلها لنعيد إنتاج عصورنا الذهبية بدلأ من التغني بها ولانكون من صفوف جيوش الإنطوائيين الذين أرتضوا على انفسهم الإنعزال عن المجتمع وكما يجب علينا أن نبحث في المعرفة وفي ثقافاتنا وثقافة غيرنا ونأخد منها مايصلح لنا ونقومَ فيها حياتنا ومجتمعنا،وان نجعل لنا دوراً ريادياً هاماً في الحياة العملية المجتمعية ،فلنقرأ ونتكلم ونشارك ونعترض ونتحاور ونتعاون ،لكي نرسم معاً وطناً وشعباً على أسس صحيحة وسليمة ،وهذا هو دورنا كطلاب جامعيين مثقفين.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف