الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمراء الحرب و الفلتان و سهام الفتنة في رمضان بقلم:فادي فيصل الحسيني

تاريخ النشر : 2006-10-08
أمراء الحرب و الفلتان و سهام الفتنة في رمضان

فادي فيصل الحسيني

كان يوم 25 يناير 2006 يوماً تاريخياً على الشعب الفلسطيني حين أتم الانتخابات التشريعية الفلسطينية بنزاهة غير معهودة في المنطقة الأوسطية، و شهد العالم أجمع بنزاهة هذه الانتخابات، و لكن هذه الشهادة لم تكن كافية لتعطي الفرصة للشعب الفلسطيني أن يتحمل مسئولية خيارة بشكل حيادي و طبيعي، فضربت الكثير من الدول الكبرى حصاراً مهيناً للحضارة الإنسانية الحديثة و التي تتغنى بالديمقراطية و حقوق الإنسان و وجهت صفعة قوية على وجه كل من نادى بالمعاني السامية و الحضارية ، و بدل أن يكافأ من طبق الديمقراطية عوقب على فعلته هذه بالعزل و الحبس كمجرم بل و تعدى ذلك ليحرمه من مقومات الحياة الأساسية. و لم يغب عن هذه الدول أن تترك قناة اتصال حيادية مع هذا الكيان الساخن و الذي يقع في بقعة حساسة تعج بالإضرابات و الدوامات السياسية و الزلازل و الكوارث الأمنية و العسكرية. تركت الدول الكبرى باباً لتبعث برسائلها لهذا الكيان و لتوصل تهديداتها تارةً، و تعليماتها و عروضها تارة أخرى.

أما واقعنا الفلسطيني منذ ذلك التاريخ، فبدأ يتجه نحو القاع بسرعة البرق، و بدأت سقف طموحاتنا و أطروحاتنا يتقلص شيئاً فشيئاً في فترة جفاف سياسي فلسطيني، فما أن بدأت تتعمق الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية بسبب الحصار الظالم، بدأت المبادرات الداخلية و الدولية تنهال لإنهاء هذا الوضع المأساوي، و كان أهم هذه المبادرات وثيقة الأسرى ، و تشبثنا بها آملين أن تحرك ما حركته عصا موسى، و كادت الوثيقة أن تسبب كارثة وطنية بسبب اختلاف وجهات النظر، فبدأ الحديث عن استفتاء، و كان حديثاً صعباً و وقعه على الأطراف أخطر من وقع الخلافات على الوثيقة ذاتها. و لقد تجنبنا الوقوع في المحظور و تجاوزنا الغوص في وحل خلافات داخلية لها تبعات أليمة، فبعد محادثات مضنية اتفق الأطراف على اعتماد وثيقة الأسرى. ظن أكثرنا أن هذا الاتفاق سيكون بدايةً لإنهاء الأزمة، و إذا بنا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية طبقاً لمحددات وثيقة الأسرى. و وسط حالة الامتعاض و الضجر، و مع استمرار التدهور في الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في الشارع الفلسطيني، برز مجدداً الشعور بالأمل لإنهاء هذه الأزمة من خلال حكومة الوحدة الوطنية، و إ ذا بالشارع يفاجأ بأن هذه الحكومة مثلت الأزمة بعينها.

فحالة الاستقطاب و التجاذب في الشارع الفلسطيني، مع استمرار الدور التحريضي للعديد من الأبواق الإعلامية و المحرضة بشكل صريح ضد الأطراف الأخرى، خلقت وضعاً من حالة الغليان و الاحتقان في الشارع الفلسطيني، و لكن الغليان هذه المرة لم ينصب ضد الاحتلال أو من وقف خلف الاحتلال، بل غلياناً و احتقاناً ضد أشخاصٍ و مؤسسات فلسطينية شاركتهم الكفاح و الحلم، و اقتسمت معهم المعاناة و الألم، أما خلافهم معهم فهو خلافاً سياسياً و ليس عقائدياً، و تجلت النتائج الوخيمة عندما تلبدت سماء غزه بالغيوم السوداء، و التي حملت نذائر الشؤم و الكرب و البلاء، فبدأ يحلل ما كان محرماً و بدأ يستباح الدم الفلسطيني والاقتتال. ثم بدأت تنهال الاتهامات من كل طرف نحو الطرف الآخر حول المسئولية عن هذه الأحداث المؤسفة، و هو وضع بدأ يعتاد الشارع عليه، فحتى اللحظة مازال الشارع محتاراً بين هذا و ذاك عن المسئولية في الإخفاق في الوصول لاتفاق حكومة أزمة الوحدة، فكل طرف ملزال يتهم الآخر بالتراجع عما تم الاتفاق عليه.

و في خضم كل هذه الأحداث، بدأت الصحف و المواقع العديدة تروج لخطة إسرائيلية عن اجتياح واسع لقطاع غزه، قريباً، ثم بعد عيد الغفران، ثم بعد رمضان. أيعقل أن يوحد الإسرائيليون من تفرقوا؟ أيعقل أن يقوم الاحتلال بمساعدة الفلسطينيين على نبذ خلافاتهم لمواجهة ما هو آتٍ من خلفهم؟ لم يشهد التاريخ يوماً ان يكون أي احتلال بالسذاجة ليوحد المقاومة المتهالكة المشغولة بصراعاتها الداخلية لأي سببٍ كان. إذا كان الهدف هو استرداد الجندي المفقود، فأي عملية واسعة سترده سالمأً، و إن كان الهدف القضاء على حكومة حماس فأي اجتياح سيكون مجدياً بقدر جدوى الحصار المفروض عليه. إن حقيقة الأمر تكمن فيما تقوم به إسرائيل من استمرار لتكريس الواقع المطلوب لديها على الأرض قبل أن يصل الفلسطينيون لاتفاق بين أنفسهم، فتسارعت وتيرة الاستيطان بشهادة جميع المراقبين، و مازال بناء الجدار مستمراً و تغيير الواقع في غور الأردن و منطقة القدس على نفس الوتيرة، وسط انشغال الفلسطينيين بقضاياهم السياسية من وثيقة أسرى ثم استفتاء ثم حكومة وحدة ثم اقتتال، و لم يشغل الفلسطينيون أنفسهم فحسب، بل شغل العالم الغربي و العربي على حد سواء بمشاهدة هذا الفصل المزعج من عرض طال انتظار نهايته. الأحداث الأخيرة كانت متوقعة مع استمرار توتير الأجواء من أطراف عدة في الشارع الفلسطيني، و لكن وقوعها مثل صدمة و رعباً لأكثر الناس، حين رأوا الرصاص الفلسطيني يتطاير بشكل عجيب معيب في كل اتجاه و نحو كل صوب، و التي أعقبها توابعُ أقل ما تشبه به توابع زلزال مدمر ينذر بزلزال أشد فتكاً و أكثر دماراً.

ففي كل زمان و مكان، حين تفتر الهمم و يضعف الإيمان، يبدأ دور طيور الظلام، و أمراء الحرب و الفلتان، ليدشنوا الشقاق و الفتنة حتى و إن كان في شهر رمضان، و ليطلقوا حمم الشر من فوهة البركان، فما هي بصواعق من السماء أو عاصفة هوجاء، بل هي من فعل بشر و إثم إنسان. فإما أن نرضى بالأسى و بالأحزان، و إما أن نطلق لشجاعتنا العنان، لنوحد أنفسنا و نلملم ما تناثر من عزيمتنا، لنتصدى لما هو أخطر على الوطن من زعاف الثعبان قبل أن تضيع الفرصة و يفوت الأوان.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف