الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حقبة الفقر السياسي بقلم: فادي فيصل الحسيني

تاريخ النشر : 2006-05-29
في اليوم الأول للحوار الوطني الفلسطيني، و الذي عقد بين غزه و رام الله بطبيعة الحال و ضم جميع القوى السياسية، أنجز الرئيس عباس القول حين ذكر أن قضيتنا أصبحت قضيةً إنسانية بالنسبة للقوى العالمية، و بعد أن كنا رمز الكفاح و النهضة الوطنية، أصبحنا نبحث عن حاجات إنسانية و مواد تموينية. في الوقت نفسه، يسارع رئيس حكومة إسرائيل لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بخطط إسرائيل الجهنمية و ترسيم حدود نهائية مع الدولة الفلسطينية المستقبلية، مستمتعين في ذات الوقت بمشاهدة هذا الفصل الممتع من مسرحية فلسطينية لطالما أمتعتهم و صبت كل نتائجها في مصلحتهم. الحوار الوطني باختلاف أنواعه و تعدد أسبابه سبيل و ليس هدف لتحقيق ما هو أفضل عسى أن نتفرغ بعدها للقضية الأساسية و نعيد رسم خطة و نهج أفضل للخارطة السياسية.

من الواضح أننا نمر في حقبة قاتمة و فقر سياسي غير مسبوق و عجز واضح عن مجاراة اللاعبين الأساسيين في معركة البقاء، و حلت القضية الإنسانية القاتمة محل القضية الوطنية الزاهية، و بعد أن كان الشعب الفلسطيني رمزاً للشعوب المكدودة الباحثة عن الكرامة المهدودة، و الرابض على أديم أرضه ربضة الأسد في عرينه، أصبحت دول العالم تتسابق فيما بينها لتظهر رحمة بهؤلاء الجياع لتحميهم من الموت و من الضياع، و بعد أن كنا نرسم و نخطط لدعم سياسي و أحلاف خارجية و دولة فلسطينية، أصبحنا نقرأ بصعوبة طلاسم خلافاتنا الداخلية و تضارباتنا السياسية المحلية، فكثرت القضايا العالقة و تعددت الخلافات، و ازدادت حدة الوطنية الضيقة المتزمتة المنبعثة عن الأنانية القوية المتحكمة و الفردية الضيقة المتسلطة و التي تريد أن تشبع نفسها على حساب المصلحة العامة، فرغبة السلطة هذه تطل برأسها تطلب حكماً، و رغبة الزهو تلك تثب على الألسنة تنشد فخراً و مجداً، و رغبة الحقد ترعش بها الأيدي تبغي انتقاماً و كيداً، و نسينا أن الوطنية حب و تعاون، و تناسينا علم التضحية في سبيل الواجب و علم الموت من أجل الحياة.



فهذا زمان و ذاك زمان و بين الزمانين كل العجب

إنه لمن المؤسف فعلاً أن نرى الإسرائيليون ماضون قدماً بتحركاتهم الاستيطانية التوسعية، و خططهم الأحادية، و ما كان منا سوى أن سهلنا الأمور عليهم، و أضحى إقناع الغرب بخططهم أيسر حين رأوا أن الفلسطينيون يحتاجون لوصي و ليس لشريك، فيقتتلون فيما بينهم، و يتنازعون على صلاحيات مزعومة و سلطات محدودة أعطيت لهم بناءاً على اتفاقات سابقة و ستسحب منهم إن لم يتفقوا فيما بينهم قبل أن يتفقوا مع الأطراف الأخرى. و في الجانب الآخر من أرض فلسطين، سؤل المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإسرائيلية عما يحدث في أراضي السلطة، أجاب أن هذا أمراً داخلياً، و كأن إسرائيل بريئة مما يحدث هنا بعد أن نسي أن إسرائيل هي التي دفعت الأمور في هذه السلطة لهذا الحد فور تولي حماس الحكومة، فجعلتنا كالطائر المحبوس في قفص من حديد، و لكنه طائر لا يغني بل ينوح لأنه مسلوب الحرية مهدور الطمأنينة، و شدت من أزر الدول الأخرى لتضعف الجبهة الداخلية قبل الخارجية و تضيق الحصار، و حجبت أموال المقاصة، و هاجمت كل من استقبل مسئولاً من الحكومة الفلسطينية، و انتقدت كل من أعطى تأشيرة دخول لعضو من أعضاء المجلس التشريعي الممثلين عن حماس. قد يستغرب البعض كيف لإسرائيل أن تهاجم من يسمح لهؤلاء الأعضاء بدخول أراضيهم أو منحهم تأشيرة، رغم أن هؤلاء الأعضاء أمامهم يومياً في الحواجز و بعضهم من سكان مدينة القدس، و الإجابة هي استخدام العامل النفسي للضغط أكثر على الحكومة الفلسطينية و جعلها تحس أنها منبوذة و غير مقبولة حتى ترضخ و تعترف بما أقرته شرعية المحتل.

فلتكن نتائج المؤتمر الوطني ما تكون، المهم أن نتفق فيما بيننا، و ندرك ما يدور حولنا، فليس فينا من يستطيع أن يفرط بالحقوق و الثوابت الوطنية الفلسطينية، و لنعلم جميعاً أن كنز أمتنا الذي لا ينضب و عزمها الذي لا يغلب، هو الوحدة و الاتفاق، فلنتفق على ما هو الأفضل لشعبنا، و لننظر للأمور بواقعية و لنبعد عن الشعارات و الخيال و الحديث عن الأمجاد و الأطلال، و ليكن محرك عزيمتنا الحرية و الاستقلال، فبالعزيمة القوية و النفوس الفتيه و بقيادة منظمه و بخطط محكمه نستطيع أن نمضي قدماً نحو حلم طالما انتظرناه.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف