أطلق لدموعك العنان ليخفف ما خالط نفسك من الآلام و الأحزان، على منظر أم فلسطينية ترثو ولداً قتل بأيدي عربية مسلمة فلسطينية، رأيت عيونها كسيرة، تقطر كآبة و تسيل بؤساً، و آلامها مريرة مختلطة بجروح كبيرة. رصاصات فلسطينية طالت أجساداً شقيقة، دمغت جباه الجميع بالعار، و حرقت قلوب كل محب للوطن و الوحدة بالنار. أجساد تنزف بالدماء وتفيض بالآلام والأوجاع، تقوي عواصف الأحزان، و تخرج جروح من بحر النسيان، لتتلظى نفوسنا ألماً و لتمتلئ قلوبنا هماً و حزنا. ندك أجساد بعضنا البعض، و نفتك بإخواننا و نذيب أمجادنا و عزتنا و كأننا نسينا قصف الرعود و عصف الرياح القادمة من خلف الأسوار، و أضحينا نحقق مراد الأعداء، فتنقلب عزتنا ذلة و أنفتنا استكانة و مروءتنا استهتاراً و إبائنا خنوعاً و شممننا خضوعا.
إن ما حث في الأيام الأخيرة لمن المصائب حتى يعاني المرء في نفسه ألف غصة و غصة، و ما يفتت الكبد و يمزق القلب ألف مره، حين ترى رجالنا الشجعان الثابتين، الأقوياء الصامدين يتناحرون فيما بينهم، و بعد أن كانوا يقارعون العدو مقارعة الأبطال، أصبحوا يطاردون بعضهم البعض في الخرابات و بين الأطلال. إن اقتتالنا الداخلي لهو الطريق الأقصر لضياع وطننا و تمزيق شعبنا و تبديد آمالنا، فإن أصبح كل واحد منا كقطعة من الخشب الملقاة على صفحة النهر تجري مع التيار فلا يستطيع له منعاً و لا يملك لنفسه ضراً و لا نفعاً، فكم من أمة دكت عروشهم و ذهب ملكهم و سلطانهم حين تفرقوا. نكرس هذه المقالة القصيرة لدعوة جميع الأطراف لينفضوا ذوات صدورهم و ينثروا على بساطه مكنون أمورهم فيغسلوا الصدور و يجمعوا القلوب ثم يدرسوا الشؤون و يضعوا الخطط و يستعينوا بالله فيسيروا في كفاحهم سيراً وئيداً و لكنه قوي ثابتا و يتقدموا في كفاحهم تدريجياً لا يعتريه قفز و لا تخالطه مغامرة و لكنه متساوق منظم نحو الحرية و الاستقلال، و ليس نحو الفتنة و الاقتتال.
إن قضيتنا تحتاج إلينا صفاً واحداً لا صفوفاً متناثرة و قوة متجمعة لا ضعفاً متفرقاً، فنحتاج ما يوحد بين صفوفنا و يجمع أمورنا و ينسق جهودنا لمواجهة عدونا، فننس ما في النفوس و لو قليلاً، و لنتذكر أن قضيتنا واحدة و معاناتنا مشتركة، و جروحنا متشابهة، و أحزاننا قريبة، و غايتنا مازلت بعيدة، و لهذا نحتاج لكل الفلسطينيين مجتمعي القوى متحدي الصفوف، و ما عرفنا الفلسطيني إلا واثق بنفسه، معتمد على ذاته مؤمن بقضيته محترم لأمته محب لبلاده، يتقد حماسة و يتوثب حرارة و قوة و نشاطاً في مواجهة الصعاب. إن المقاومة الفلسطينية لهي في أمس الحاجة لوحدة جميع القوى الفلسطينية فتصبح أقوى أنيابها و أقسى مخالبها و أصلب أظافرها في جسد كل من عادى أو تعدى على أرضنا و شعبنا.
جميعنا نقوم على غاية صحيحة و هي الحرية و الاستقلال رغم أن الوسائل لتحقيق هذه الغاية الجليلة ضعيفة فعلينا أن نطور هذه الوسائل العتيقة البالية التي لم تعد تصلح في هذا الزمن الذي تتبدل فيه الوسائل تبعاً لقاعدة النشوء و الارتقاء و انطباقاً على مبدأ التحويل و التبديل ابتغاء التحرر و الاستقلال و التقدم و تحقيقاً للرغبات و الوصول إلى الغايات، فكيف نطور من أنفسنا و من وسائلنا إن كنا منشغلين بمراقبة بعضنا البعض و التربص للفتك بالآخر، فلنعلم جميعاً أن وسيلتنا الأساسية و قوتنا في هذا التحدي مصدرها وحدة الصف و حرمة الدم الفلسطيني لنستعيد الكرامة المثلومة، فإن شعورنا بقوتنا، و إيماننا بهذه القوة، يجعلنا حينها قادرين على النهوض من الكبوة و السير إلى الغاية، حتى و إن طالت النهاية.
و إنا لتحقيق هذه الغاية العزيزة على قلوبنا لمنتظرون........
إن ما حث في الأيام الأخيرة لمن المصائب حتى يعاني المرء في نفسه ألف غصة و غصة، و ما يفتت الكبد و يمزق القلب ألف مره، حين ترى رجالنا الشجعان الثابتين، الأقوياء الصامدين يتناحرون فيما بينهم، و بعد أن كانوا يقارعون العدو مقارعة الأبطال، أصبحوا يطاردون بعضهم البعض في الخرابات و بين الأطلال. إن اقتتالنا الداخلي لهو الطريق الأقصر لضياع وطننا و تمزيق شعبنا و تبديد آمالنا، فإن أصبح كل واحد منا كقطعة من الخشب الملقاة على صفحة النهر تجري مع التيار فلا يستطيع له منعاً و لا يملك لنفسه ضراً و لا نفعاً، فكم من أمة دكت عروشهم و ذهب ملكهم و سلطانهم حين تفرقوا. نكرس هذه المقالة القصيرة لدعوة جميع الأطراف لينفضوا ذوات صدورهم و ينثروا على بساطه مكنون أمورهم فيغسلوا الصدور و يجمعوا القلوب ثم يدرسوا الشؤون و يضعوا الخطط و يستعينوا بالله فيسيروا في كفاحهم سيراً وئيداً و لكنه قوي ثابتا و يتقدموا في كفاحهم تدريجياً لا يعتريه قفز و لا تخالطه مغامرة و لكنه متساوق منظم نحو الحرية و الاستقلال، و ليس نحو الفتنة و الاقتتال.
إن قضيتنا تحتاج إلينا صفاً واحداً لا صفوفاً متناثرة و قوة متجمعة لا ضعفاً متفرقاً، فنحتاج ما يوحد بين صفوفنا و يجمع أمورنا و ينسق جهودنا لمواجهة عدونا، فننس ما في النفوس و لو قليلاً، و لنتذكر أن قضيتنا واحدة و معاناتنا مشتركة، و جروحنا متشابهة، و أحزاننا قريبة، و غايتنا مازلت بعيدة، و لهذا نحتاج لكل الفلسطينيين مجتمعي القوى متحدي الصفوف، و ما عرفنا الفلسطيني إلا واثق بنفسه، معتمد على ذاته مؤمن بقضيته محترم لأمته محب لبلاده، يتقد حماسة و يتوثب حرارة و قوة و نشاطاً في مواجهة الصعاب. إن المقاومة الفلسطينية لهي في أمس الحاجة لوحدة جميع القوى الفلسطينية فتصبح أقوى أنيابها و أقسى مخالبها و أصلب أظافرها في جسد كل من عادى أو تعدى على أرضنا و شعبنا.
جميعنا نقوم على غاية صحيحة و هي الحرية و الاستقلال رغم أن الوسائل لتحقيق هذه الغاية الجليلة ضعيفة فعلينا أن نطور هذه الوسائل العتيقة البالية التي لم تعد تصلح في هذا الزمن الذي تتبدل فيه الوسائل تبعاً لقاعدة النشوء و الارتقاء و انطباقاً على مبدأ التحويل و التبديل ابتغاء التحرر و الاستقلال و التقدم و تحقيقاً للرغبات و الوصول إلى الغايات، فكيف نطور من أنفسنا و من وسائلنا إن كنا منشغلين بمراقبة بعضنا البعض و التربص للفتك بالآخر، فلنعلم جميعاً أن وسيلتنا الأساسية و قوتنا في هذا التحدي مصدرها وحدة الصف و حرمة الدم الفلسطيني لنستعيد الكرامة المثلومة، فإن شعورنا بقوتنا، و إيماننا بهذه القوة، يجعلنا حينها قادرين على النهوض من الكبوة و السير إلى الغاية، حتى و إن طالت النهاية.
و إنا لتحقيق هذه الغاية العزيزة على قلوبنا لمنتظرون........