الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رصاصات ضلت طريقها بقلم:فادي فيصل الحسيني

تاريخ النشر : 2006-05-17
أطلق لدموعك العنان ليخفف ما خالط نفسك من الآلام و الأحزان، على منظر أم فلسطينية ترثو ولداً قتل بأيدي عربية مسلمة فلسطينية، رأيت عيونها كسيرة، تقطر كآبة و تسيل بؤساً، و آلامها مريرة مختلطة بجروح كبيرة. رصاصات فلسطينية طالت أجساداً شقيقة، دمغت جباه الجميع بالعار، و حرقت قلوب كل محب للوطن و الوحدة بالنار. أجساد تنزف بالدماء وتفيض بالآلام والأوجاع، تقوي عواصف الأحزان، و تخرج جروح من بحر النسيان، لتتلظى نفوسنا ألماً و لتمتلئ قلوبنا هماً و حزنا. ندك أجساد بعضنا البعض، و نفتك بإخواننا و نذيب أمجادنا و عزتنا و كأننا نسينا قصف الرعود و عصف الرياح القادمة من خلف الأسوار، و أضحينا نحقق مراد الأعداء، فتنقلب عزتنا ذلة و أنفتنا استكانة و مروءتنا استهتاراً و إبائنا خنوعاً و شممننا خضوعا.

إن ما حث في الأيام الأخيرة لمن المصائب حتى يعاني المرء في نفسه ألف غصة و غصة، و ما يفتت الكبد و يمزق القلب ألف مره، حين ترى رجالنا الشجعان الثابتين، الأقوياء الصامدين يتناحرون فيما بينهم، و بعد أن كانوا يقارعون العدو مقارعة الأبطال، أصبحوا يطاردون بعضهم البعض في الخرابات و بين الأطلال. إن اقتتالنا الداخلي لهو الطريق الأقصر لضياع وطننا و تمزيق شعبنا و تبديد آمالنا، فإن أصبح كل واحد منا كقطعة من الخشب الملقاة على صفحة النهر تجري مع التيار فلا يستطيع له منعاً و لا يملك لنفسه ضراً و لا نفعاً، فكم من أمة دكت عروشهم و ذهب ملكهم و سلطانهم حين تفرقوا. نكرس هذه المقالة القصيرة لدعوة جميع الأطراف لينفضوا ذوات صدورهم و ينثروا على بساطه مكنون أمورهم فيغسلوا الصدور و يجمعوا القلوب ثم يدرسوا الشؤون و يضعوا الخطط و يستعينوا بالله فيسيروا في كفاحهم سيراً وئيداً و لكنه قوي ثابتا و يتقدموا في كفاحهم تدريجياً لا يعتريه قفز و لا تخالطه مغامرة و لكنه متساوق منظم نحو الحرية و الاستقلال، و ليس نحو الفتنة و الاقتتال.

إن قضيتنا تحتاج إلينا صفاً واحداً لا صفوفاً متناثرة و قوة متجمعة لا ضعفاً متفرقاً، فنحتاج ما يوحد بين صفوفنا و يجمع أمورنا و ينسق جهودنا لمواجهة عدونا، فننس ما في النفوس و لو قليلاً، و لنتذكر أن قضيتنا واحدة و معاناتنا مشتركة، و جروحنا متشابهة، و أحزاننا قريبة، و غايتنا مازلت بعيدة، و لهذا نحتاج لكل الفلسطينيين مجتمعي القوى متحدي الصفوف، و ما عرفنا الفلسطيني إلا واثق بنفسه، معتمد على ذاته مؤمن بقضيته محترم لأمته محب لبلاده، يتقد حماسة و يتوثب حرارة و قوة و نشاطاً في مواجهة الصعاب. إن المقاومة الفلسطينية لهي في أمس الحاجة لوحدة جميع القوى الفلسطينية فتصبح أقوى أنيابها و أقسى مخالبها و أصلب أظافرها في جسد كل من عادى أو تعدى على أرضنا و شعبنا.

جميعنا نقوم على غاية صحيحة و هي الحرية و الاستقلال رغم أن الوسائل لتحقيق هذه الغاية الجليلة ضعيفة فعلينا أن نطور هذه الوسائل العتيقة البالية التي لم تعد تصلح في هذا الزمن الذي تتبدل فيه الوسائل تبعاً لقاعدة النشوء و الارتقاء و انطباقاً على مبدأ التحويل و التبديل ابتغاء التحرر و الاستقلال و التقدم و تحقيقاً للرغبات و الوصول إلى الغايات، فكيف نطور من أنفسنا و من وسائلنا إن كنا منشغلين بمراقبة بعضنا البعض و التربص للفتك بالآخر، فلنعلم جميعاً أن وسيلتنا الأساسية و قوتنا في هذا التحدي مصدرها وحدة الصف و حرمة الدم الفلسطيني لنستعيد الكرامة المثلومة، فإن شعورنا بقوتنا، و إيماننا بهذه القوة، يجعلنا حينها قادرين على النهوض من الكبوة و السير إلى الغاية، حتى و إن طالت النهاية.

و إنا لتحقيق هذه الغاية العزيزة على قلوبنا لمنتظرون........
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف