الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دراسة تحليلية حول نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية إعداد: حسن شاهين

تاريخ النشر : 2006-02-12
دراسة تحليلية حول نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية التي جرت في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2006

إعداد: حسن شاهين



مدير مركز الدراسات الجماهيرية-غزة

12 شباط/فبراير 2006

مقدمة:

في الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني/يناير 2006 توجه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة لانتخاب مجلس تشريعي جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية في ثاني انتخابات تشريعية فلسطينية بعد انتخابات عام 1996. وكانت المشاركة الشعبية الفلسطينية كثيفة بشكل يعكس من جهة الرغبة بالتغيير سعياً إلى واقع سياسي ومعيشي أفضل ومن جهة ثانية حدة الاستقطاب السياسي الذي يسود الشارع الفلسطيني بين الحركتين الكبيرتين (فتح وحماس).

لا شك بأن الانتخابات التشريعية الفلسطينية قد شكلت بنتائجها منعطفاً مهماً في تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث أنها جاءت لتترجم التحولات السياسية والفكرية والاجتماعية للشارع الفلسطيني وتجسده داخل النظام السياسي الفلسطيني الرسمي.

إن هذا التحول في موازين القوى الداخلية الذي أصبحت بموجبه حماس القوة الأكبر وصاحبة الأغلبية في النظام السياسي للسلطة الفلسطينية، هو قبل كل شيء تعبير عن حجم الثقل الشعبي الذي باتت الحركة تمثله في الشارع الفلسطيني، والذي تعاظم في سنوات الانتفاضة الخمس الماضية، في الوقت الذي ضمر فيه وتراجع التأييد الجماهيري لباقي القوى وعلى رأسها حركة فتح. إلا أن حجم التمثيل في مقاعد المجلس التشريعي الذي حازته حماس والذي لم يكن في الحسبان وغالط كل التوقعات والتنبؤات وفاجأ الجميع بمن فيهم حركة حماس نفسها، لم يأت بمحض الصدفة، وهو كذلك ما جاء بفعل كفاءة تكتيكات وإدارة العملية الانتخابية لحركة حماس فحسب، بل هو نتاج عدة عوامل فاعلة على أرض الواقع، ساهمت في نقل حقيقة موازين القوى في الشارع وعكسها بشكل أكبر وأضخم داخل المجلس التشريعي الفلسطيني، ويأتي النظام الانتخابي المتبع (المختلط) على رأس هذه العوامل, هذا النظام الذي يمنح الفوز في شقه الخاص بالدوائر -والتي تجري الانتخابات فيها وفق نظام الأغلبية البسيطة- لمن يحصل على أعلى الأصوات ويهمل الأصوات التي حصل عليها باقي المرشحين حتى وإن كانت تشكل فعلياً أغلبية الأصوات في مجموعها كما سنرى لاحقاً، ولا بد من الإشارة إلى عامل آخر مهم وهو الدرجة العالية نسبياً من التنظيم والإدارة داخل حركة حماس وجمهورها الذي توجه بكثافة عالية إلى صناديق الاقتراع والتزم بانتخاب قائمة الحركة وممثليها على الدوائر، في حين لم يكن جمهور حركة فتح على نفس الدرجة من الالتزام خصوصاً في انتخاب ممثلي الحركة في الدوائر. وبينت الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية حجم التراجع لقوى اليسار، الأمر الذي بات يطرح علامات استفهام جدية حول مستقبلها. كل ذلك سنتعرف عليه بالتفصيل المشفوعة بالأرقام والنسب في الدراسة.



إن هذه الدراسة التحليلية تهدف إلى تفكيك نتائج الانتخابات وقراءة معطياتها للتعرف على مدلولاتها والخروج باستنتاجات حولها، ووضعها بين يدي ذوي العلاقة والاختصاص والمهتمين.

وجدير بالتنويه أن مركز الدراسات الجماهيرية هو مركز مستقل ولا يتبنى أو يعلن أو يلتزم بأي مواقف سياسية وينحصر التزامه في تقديم إسهام علمي أكاديمي، والقيام بالتحليل والدراسة العلمية الموضوعية.

ملاحظة: جميع النسب والأرقام الواردة في هذه الدراسة تستند إلى النتائج النهائية للانتخابات التي أعلنتها لجنة الانتخابات المركزية.



نتائج الدراسة

أولاً: نتائج انتخابات القوائم.

خاضت الانتخابات التشريعية الفلسطينية (11) قائمة تنافست على (66) مقعد، وقد تمكنت (6) قوائم منها فقط من اجتياز نسبة الحسم وهي (2%) من الأصوات الصحيحة، حيث بلغ عدد الأوراق الصحيحة (990873). وكانت نتائج القوائم التي تمكنت من تجاوز نسبة الحسم كالتالي: قائمة التغيير والإصلاح (440409) صوت بواقع (44.4%) من الأصوات وحصلت على (29) مقعد، قائمة حركة فتح (410554) صوت بواقع (41.4%) من الأصوات وحصلت على (28) مقعد، قائمة الشهيد أبو علي مصطفى (42101) صوت بواقع (4.2%) من الأصوات وحصلت على (3) مقاعد، قائمة البديل (28973) صوت بواقع (2.9%) وحصلت على مقعدين، قائمة فلسطين المستقلة (26909) صوت بواقع (2.7%) وحصلت على مقعدين، وأخيراً قائمة الطريق الثالث (23862) صوت بواقع (2.4%) وحصلت على مقعدين. أما الكتل التي لم تتجاوز نسبة الحسم فحققت مجتمعة ما نسبته (1.8%) من الأصوات.

وعند تفكيك الأرقام والنسب التي حققتها القوائم التي تجاوزت نسبة الحسم إلى أرقام ونسب على مستوى الدوائر نجد ما يلي:

1- نتائج القوائم التي تجاوزت نسبة الحسم في الدوائر المختلفة:

أظهرت النتائج تفوقاً واضحاً وملحوظاً لقائمة التغيير والإصلاح في الدوائر الأكبر من حيث عدد الناخبين، فقد حصلت الحركة في دوائر: غزة على (56.7%) من الأصوات وفي الخليل (49.5%)، وشمال غزة (46.9%)، ونابلس (44.7%)، وطولكرم (43.5%)، ورام الله والبيرة (42.2%) والقدس (41.8%). بينما تمكنت قائمة حركة فتح من تحقيق التقدم بفارق مريح في دوائر: قلقيلية حيث حازت على (53.5%) من الأصوات، ورفح (53.2%)، وأريحا (50%)، وخانيونس (48.1%)، ودير البلح (47.4%)، وجنين (45.3%)، وبيت لحم (44.2%).

في المقابل لم تتجاوز أي من القوائم الأربعة الأخرى حاجز الـ(10%) من الأصوات في أي دائرة من الدوائر، لكنها استطاعت أن تحقق نتائج جيدة إلى حد ما في بعض الدوائر قياساً بالنسبة العامة التي حققتها في الانتخابات. فبالنسبة لقائمة الشهيد أبو علي مصطفى كانت النتيجة الأبرز لها في دائرة بيت لحم حيث حصلت على (9.4%) من الأصوات أما في رام الله والبيرة فحققت (6.6%) وفي شمال غزة (6.5%). وبالنسبة لقائمة البديل فكانت أبرز نتائجها في دائرة بيت لحم أيضاً حيث حصلت على (6.6%) من الأصوات ثم في دائرة سلفيت (6.5%) وفي القدس (5.6%). وحول قائمة فلسطين المستقلة فقد حققت أعلى نسبها في دوائر سلفيت (5.7%) والقدس (5.2%). أما قائمة الطريق الثالث فكانت نتيجتها الأبرز في دائرة سلفيت (6.9%) تليها دائرتي طولكرم وطوباس حيث حققت في كل منهما نسبة (4.5%) من الأصوات.

للمزيد من التفاصيل حول نتائج القوائم يرجى ملاحظة الجدول رقم (1) ورسمه البياني.

2- النتائج الإجمالية التي حصلت عليها القوائم في دوائر الضفة الغربية:

جرت الانتخابات في الضفة الغربية في أحد عشر دائرة انتخابية، وبلغ عدد الأوراق الصحيحة (591001) وهو ما يمثل (60%) من إجمالي الأوراق الصحيحة في الدوائر الستة عشر التي جرت فيها الانتخابات، وكانت النتائج فيها كالتالي: قائمة التغيير والإصلاح حازت على (247407) من الأصوات في دوائر الضفة الغربية بنسبة بلغت (41.9%)، وتمثل الأصوات التي حصلت عليها قائمة التغيير والإصلاح في دوائر الضفة الغربية ما نسبته (56.2%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. قائمة حركة فتح حصلت على (236207) بواقع (40%) من الأصوات في دوائر الضفة الغربية، وتمثل الأصوات التي حصلت عليها قائمة الحركة في دوائر الضفة الغربية ما نسبته (57.5%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. قائمة الشهيد أبو علي مصطفى (29567) بواقع (5%) من الأصوات في دوائر الضفة الغربية، وتمثل ما نسبته (70.2%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. قائمة البديل (24291) بواقع (4.1%)، وتمثل (84%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. قائمة فلسطين المستقلة (20934) بواقع (3.5%)، وتمثل (77.8%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. وأخيراً قائمة الطريق الثالث (19480) بواقع (3.3%)، وتمثل (81.6%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر.

للمزيد من التفاصيل حول نتائج القوائم في دوائر الضفة الغربية يرجى ملاحظة الجدول رقم (2) ورسمه البياني.

3- النتائج الإجمالية التي حصلت عليها القوائم في دوائر قطاع غزة:

جرت الانتخابات في قطاع غزة في خمسة دوائر انتخابية، حيث بلغ عدد الأوراق الصحيحة (399872) وهو ما يمثل (40%) من إجمالي الأوراق الصحيحة في الدوائر الستة عشر التي جرت فيها الانتخابات، وكانت النتائج فيها كالتالي: قائمة التغيير والإصلاح حازت على (193002) من الأصوات الصحيحة في دوائر قطاع غزة بنسبة بلغت (48.2%)، وتمثل الأصوات التي حصلت عليها قائمة التغيير والإصلاح في دوائر قطاع غزة ما نسبته (43.8%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. قائمة حركة فتح حصلت على (174347) بواقع (43.6%) من الأصوات في دوائر قطاع غزة، وتمثل ما نسبته (42.5%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. قائمة الشهيد أبو علي مصطفى (12534) بواقع (3.1%) من الأصوات في دوائر قطاع غزة، وتمثل ما نسبته (29.8%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. قائمة البديل (4682) بواقع (1.2%)، وتمثل (16%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. قائمة فلسطين المستقلة (5975) بواقع (1.5%)، وتمثل (22.2%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر. وأخيراً قائمة الطريق الثالث (4382) بواقع (1.1%)، وتمثل (18.4%) من إجمالي الأصوات التي حصلت عليها القائمة على المستوى العام لجميع الدوائر.

للمزيد من التفاصيل حول نتائج القوائم في دوائر قطاع غزة يرجى ملاحظة الجدول رقم (3) ورسمه البياني.

تحليل نتائج انتخابات القوائم:

1- لابد أولاً من الإشارة إلى أن نتائج الانتخابات التشريعية على صعيد القوائم تعبر بشكل دقيق عن التأييد الجماهيري لكل قوة شاركت في الانتخابات، وبالتالي فهي مؤشر صادق لحجوم القوى السياسية والكتل المختلفة التي خاضت غمار المعركة الانتخابية في الضفة والقطاع.

2- كرست نتائج الانتخابات حالة الاستقطاب بين القوتين العظمتين على الساحة الفلسطينية (حماس وفتح)، اللتان استحوذتا لوحدهما على تأييد حوالي (86%) من الناخبين، وعليه يصح القول -استناداً إلى نتائج القوائم- بأن النظام السياسي الفلسطيني العتيد هو نظام ثنائي وسيستمر كذلك إلى أمد لن يكون قصيراً، وبالتالي فإن الحديث عن قطب ثالث مؤثر وفاعل داخل النظام السياسي الفلسطيني أصبح الآن مؤجلاً إلى ما بعد 4 سنوات على أقل تقدير، مع أن احتمال أن تتمكن قوى اليسار من إحداث الفرق والتغيير في تركيبة النظام السياسي الفلسطيني مستقبلاً أمر محفوف بشكوك كبيرة إن حافظت على صيغها الحالية.

3- إن حالة الاستقطاب الحاد في الشارع الفلسطيني بين حماس وفتح والتي ترجمتها الانتخابات التشريعية الثانية إلى داخل النظام السياسي الفلسطيني تزداد حدتها في قطاع غزة الذي تتقاسمه تقريباً حركتي فتح وحماس. فقد حازت قائمتي الحركتين على أصوات 92% من الناخبين في القطاع، بينما تقاسمت القوائم الأربعة الباقية 8% من أصوات الناخبين في القطاع. أما في الضفة الغربية فتظهر حالة الاستقطاب أقل حدة مما هي عليه في قطاع غزة، فنجد أن الكتل الصغيرة حصلت مجتمعة على 16% من أصوات الناخبين وهو ما يمثل ضعف نسبتها في قطاع غزة، وبالإمكان القول بأن الضفة الغربية مازالت تشكل –إلى حد ما- مجالاً للتنوع والتعددية قياساً بقطاع غزة الذي أظهرت الانتخابات أن بعض القوى وصلت فيه إلى حد التلاشي ، وما أدل على ذلك من النسبة التي حققتها قائمة البديل في قطاع غزة -وهي قائمة ائتلافية تضم ثلاثة قوى تاريخية على الساحلة الفلسطينية هي (الجبهة الديمقراطية، حزب الشعب وحركة فدا) إضافة إلى مستقلين- فلم تتجاوز نسبة القائمة في القطاع 1.2% من إجمالي الأصوات وهي نسبة تدل على أن الأحزاب المشكلة للقائمة أصبحت عملياً غير موجودة على الصعيد الجماهيري في قطاع غزة. ومن المفيد ذكره هنا أن قائمة البديل قد حصلت على مقعديها بأصوات الضفة الغربية فقط دون الحاجة إلى أصوات قطاع غزة.

4- أظهرت نتائج الانتخابات أن المحاولات التي قامت بها بعض الشخصيات والأطر المستقلة لتشكيل قطب ثالث ليبرالي، قادر على أن ينافس القطبين الكبيرين قد فشلت. وتبين النتائج أن قائمتي فلسطين المستقلة والطريق الثالث قد تمكنتا بصعوبة من تحصيل مقعدين في المجلس التشريعي لكل منهما، حتى أن قائمة الطريق الثالث تجاوزت بالكاد نسبة الحسم. هذا، على الرغم من أن كلا القائمتين استطاعتا حشد مجموعة من الشخصيات والمؤسسات والجمعيات الأهلية، ووفرت المال اللازم لتنظيم حملات انتخابية هي من أكبر ما نظم في هذه الانتخابات بشهادة المراقبين.

5- بلغ عدد الأصوات الصحيحة في الانتخابات التشريعية الثانية (990873)، منها (591001) في الضفة الغربية أي ما يعادل (60%) من الأصوات الصحيحة، و(399872) في قطاع غزة أي ما يعادل (40%) من الأصوات الصحيحة. أي أن التناسب في الأصوات الصحيحة بين الضفة وغزة يعادل (60% إلى 40%)، وبالتالي فإن أي حزب أو كتلة يفترض أنه يتمتع بوجود وامتداد وطني مبني على برنامج سياسي واجتماعي؛ من المنطقي أن يكون تناسب نتائجه بين الضفة والقطاع قريب إلى تناسب الأصوات العام بينها، أي (60% إلى 40%). وهو الحال عند حركتي حماس وفتح، حيث أن قائمة التغيير والإصلاح الممثلة لحركة حماس حصلت على (56.2%) من إجمالي الأصوات التي نالتها في الانتخابات من دوائر الضفة الغربية، وحصلت على (43.8%) من دوائر قطاع غزة. فيما حصلت حركة فتح على (57.5%) من إجمالي الأصوات التي نالتها في الانتخابات من دوائر الضفة الغربية، و(42.5%) من دوائر قطاع غزة. وهذه النسب التي حققتها قائمتي الحركتين تقترب إلى حد كبير من المعدل العام لتناسب الأصوات بين الضفة والقطاع. بينما كانت نتائج بقية القوائم بعيدة عن المعدل العام لتناسب الأصوات، وكانت أقربها إليه النسبة التي حققتها الجبهة الشعبية وهي (70.2% في الضفة و29.8% في القطاع) من إجمالي الأصوات التي نالتها في الانتخابات، بينما حققت قائمة البديل (84% في الضفة و16% في القطاع)، وفلسطين المستقلة (77.8% في الضفة و22.2% في القطاع)، أما قائمة الطريق الثالث فحققت (81.6% في الضفة و18.4% في القطاع). إن ما يمكن الاستدلال عليه من هذه النسب أن التأييد لحركتي فتح وحماس في أوساط الجمهور الفلسطيني هو تأييد لبرامج وسياسيات كلا الحركتين، في المقابل فإن تأييد القوى الأخرى هو في جزء مهم منه تأييد شخصي وجهوي، بمعنى آخر فإن تأثير القوى الصغيرة وهي تحديداً قوى اليسار على الجمهور بشكل عام بات محدوداً وأصبحت تستمد تأييدها من عضويتها الحزبية والحلقة اللصيقة الضيقة من الجمهور.

6- القوائم الخمسة التي لم تتجاوز نسبة الحسم حققت مجتمعة (1.8%) فقط من إجمالي الأصوات الصحيحة، وبحساب ميكانيكي فإنها لو دخلت الانتخابات كقائمة واحدة ما كانت ستنجح في تجاوز نسبة الحسم. وبناء عليه فإن على هذه القوائم بما تمثله من شخصيات أو أحزاب أن تقف أمام نفسها وتقيم أوضاعها وتعيد حساباتها على قاعدة أنها لا تمتلك أي وجود أو تأثير بين الجماهير تقريباً.



ثانياً: نتائج الانتخابات على صعيد الدوائر.

جرت الانتخابات على صعيد الدوائر وفق نظام الأغلبية البسيطة، وهو نظام يعطي الفوز للمرشحين الذين ينالون أعلى الأصوات في كل دائرة بحسب المقاعد المخصصة لها. وجرى التنافس في انتخابات الدوائر على (66) مقعد تمثل نصف مقاعد المجلس التشريعي، وأظهرت النتائج فوز قائمة التغيير والإصلاح بـ(45) مقعد، وقائمة فتح (17)، والمستقلين (4) مقاعد، علماً بأن المستقلين الأربعة الذين فازوا كانوا مدعومين من حركة حماس.

وتنقسم دراستنا للانتخابات في الدوائر إلى قسمين، الأول: تقييم لأداء مرشحي الأحزاب والقوى الرئيسية الثلاث التي كان لها مرشحين في جميع الدوائر تقريباً وهي حركة حماس وحركة فتح والجبهة الشعبية، ومقارنة نتائج هذه القوى في الدوائر بنتائج قوائمها التي خاضت الانتخابات وفق نظام التمثيل النسبي. أما القسم الثاني فهو: قياس مدى تمثيل المرشحين الذين نجحوا في الانتخابات عن الدوائر للناخبين في كل دائرة على حدا، وفي جميع الدوائر بشكل عام.

1- نتائج مرشحي حماس وفتح والجبهة الشعبية في الدوائر المختلفة:

اعتمدنا على متوسط أصوات مرشحي القوى في كل دائرة كمعيار لاحتساب الأصوات التي نالتها، ومن ثم احتساب نسبة متوسط الأصوات إلى الأوراق الصحيحة على مستوى كل دائرة مفردة، وعلى المستوى العام لكل الدوائر.

تبين من خلال الدراسة بأن متوسط الأصوات الذي حققته حركة حماس على صعيد الدوائر الستة عشر (417805) أي ما نسبته (41.8%) من الأصوات الصحيحة، بينما كان متوسط الأصوات لحركة فتح على مستوى كل الدوائر (333471) أي ما نسبته (33.3%) من الأصوات الصحيحة، وحققت الجبهة الشعبية متوسط أصوات بلغ (63907) صوتاً بنسبة (6.4%) من إجمالي الأصوات الصحيحة. وكانت النتائج الأبرز لمرشحي قائمة التغيير والإصلاح في دوائر: غزة (55.3%) من إجمالي الأصوات الصحيحة، وشمال غزة (44.2%)، ودير البلح (43.6%). أما النتائج الأبرز لمرشحي حركة فتح فكانت في كل من الدوائر التالية: أريحا (57%) ورفح (53%) وقلقيلية (51.6%). أما الجبهة الشعبية فكانت النتائج الأبرز لمرشحيها في دوائر: طولكرم (10.9%) ونابلس (10.4%) ورام الله والبيرة (10.2%).

للمزيد من التفاصيل حول نتائج مرشحي القوى الرئيسية في الدوائر يرجى ملاحظة جدول رقم (4) ورسمه البياني.

2- تمثيل المرشحين الذين نجحوا في الانتخابات عن الدوائر للناخبين:

تشير النتائج إلى أن الغالبية العظمى من أعضاء المجلس التشريعي الذين نجحوا في انتخابات الدوائر، فازوا بأقل من (50%) من أصوات الناخبين في دوائرهم. ولا يشذ عن هذه القاعدة سوى بعض المرشحين الذين فازوا عن دوائر (غزة، أريحا، رفح، وقلقيلية). وكنسبة عامة فإن المرشحين الذين وصلوا إلى المجلس التشريعي عن طريق انتخابات الدوائر نجحوا بأصوات (42%) من الناخبين بينما ذهبت (58%) من الأصوات إلى مرشحين لم يجانبهم التوفيق.

للمزيد من التفاصيل حول تمثيل المرشحين الذين نجحوا في الدوائر للناخبين يرجى ملاحظة جدول رقم (5) ورسمه البياني.

تحليل نتائج انتخابات الدوائر:

1- إن نسبة متوسط الأصوات التي حصل عليها المرشحين عن حركة حماس في الدوائر إلى إجمالي الأصوات الصحيحة (41.8%) قريبة إلى النسبة التي حققتها قائمة التغيير والإصلاح في انتخابات القوائم (44.4%)، وهذا يدل على أمرين، الأول: التزام جمهور حماس بالتصويت لمرشحي الحركة في الدوائر، والثاني: أن قائمة الحركة حصلت على أصوات قطاع عريض من الجمهور بغض النظر عن التزامه التنظيمي أو الأيديولوجي بالحركة.

2- أما حركة فتح فقد نال مرشحوها (33.3%) من الأصوات الصحيحة في الدوائر، وهي نسبة أقل بشكل واضح من تلك التي حققتها قائمة الحركة في انتخابات القوائم (41.4%)، وهذا يشير إلى أن الجمهور الفلسطيني لم يكن راض بشكل عام عن مرشحي الحركة في الدوائر، ناهيكم عن رضاه عن أداء الحركة في السلطة طوال السنوات (12) الماضية، ويشير كذلك إلى أن نزول عدد من رموز الحركة كمرشحين مستقلين في الدوائر قد ساهم في تشتيت أصوات جمهورها، والدليل على ذلك أن مرشحي الحركة قد حققوا نتائج جيدة وفازوا في الدوائر التي لم يشارك فيها عدد كبير من المرشحين المستقلين، كدائرة رفح على سبيل المثال.

3- أما بخصوص الجبهة الشعبية، فقد شاركت في انتخابات الدوائر بمرشحين في (12) دائرة، من أصل الدوائر الستة عشر، وحقق مرشحوها نسبة (6.4%) من الأصوات على مستوى جميع الدوائر، و(7.4%) إذا استثنينا الدوائر التي لم تشارك فيها الجبهة بمرشحين، ومن الملفت أن الجبهة الشعبية قد حققت في الدوائر نسبة أعلى من تلك التي حققتها قائمتها في انتخابات القوائم (4.2%)، بخلاف حركتي حماس وفتح، ويمكن أن نرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها: أن الجبهة شاركت بعدد محدود من المرشحين يساوي أقل من نصف العدد المطلوب للمجلس التشريعي عن كل دائرة، وهذا ساهم بلا شك في تركيز الأصوات باتجاه العدد القليل من المرشحين، خصوصاً من قبل الجمهور غير المحسوم أو المتردد الذي أظهرت النتائج في الدوائر أن الجبهة قد اعتمدت عليه بشكل كبير، أيضاً فإن غياب مرشحين عن قوى اليسار في معظم الدوائر جعل معظم جمهور هذه القوى يتجه للتصويت لمرشحي الجبهة.

4- بينت نتائج المجلس التشريعي الثانية في الدوائر ومن قبلها نتائج انتخابات المجالس البلدية في مرحلتيها الأولى والثانية، أن نظام الأغلبية البسيطة الذي اتبع في هذه الانتخابات غير عادل ويبدد معظم أصوات الناخبين، ففي الوقت الذي يمثل فيه أعضاء المجلس التشريعي الذين نجحوا في انتخابات القوائم (98%) من جمهور الناخبين -فيما ذهبت حوالي (2%) من الأصوات إلى قوائم لم تجتز نسبة الحسم-، فإن الأعضاء الذين نجحوا عن انتخابات الدوائر لا يمثلون سوى (42%) من الجمهور فقط!، بينما ذهبت أصوات (58%) من الجمهور إلى مرشحين لم ينجحوا!. إن هذه الحقيقة تتطلب من المجلس التشريعي القادم إعادة النظر في هذا النظام الانتخابي غير العادل، وإقرار نظام التمثيل النسبي الكامل حتى يكون المجلس التشريعي يمثل بحق كل الشعب الفلسطيني، ولا يضيع صوت أي ناخب.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف