الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ابن الحداد يعيد طهران إلى إيران الثورة بقلم: تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2005-06-27
ابن الحداد يعيد طهران إلى إيران الثورة بقلم: تيسير نظمي
كما توقعنا قبل أسبوع من فوزه:

ابن الحداد يعيد طهران إلى "إيران الثورة"

بيريز :التطرف الديني والأسلحة غير التقليدية والعزلة العالمية تركيبة تهدد العالم!

بوش: سندعم المطالبين بمزيد من الحريات للشعب الإيراني.

سولانا: مستعدون للتعاون لتحقيق التقدم في ملفات حقوق الإنسان والنووي

بوتين: مواصلة التعاون مع الحكومة الجديدة دون الإخلال بالتزاماتنا

الصحف الأمريكية تتساءل: ما هي خيارات بوش الآن؟

الصحف الخليجية تأمل في حسن الجوار!

حذر لدى حلفاء أمريكا في العالمين العربي والإسلامي!

ترحيب روسي دافئ ومواصلة التعاون النووي

بقلم: تيسير نظمي

ابن الحداد الذي أصبح مهندسا ومن ثم في الانتخابات البلدية لعام 2003 رئيسا لبلدية طهران( 48 عاما) واليوم رئيسا لإيران واعدا الفقراء بتغيير اقتصادي بعد أن جرب الإيرانيون مع نجاح محمد خاتمي عام 1997 التغيير الاجتماعي، هل جاء في الوقت الذي أصبح فيه بوش مكتوف اليدين في العراق؟ انه متشدد نعم، ولكن لماذا فاجأ فقراء إيران العالم وسيدة العالم أمريكا بانتخابه؟ ما هي ردود فعل العالمين العربي والإسلامي على اكتساحه لأبرز خصومه؟ ما علاقته بالإسلام الاشتراكي ولماذا كان رد فعل روسيا بوتين وديا ودافئا للغاية؟ لماذا لم ينتخب الإيرانيون أثرياء الحروب والمحسوبين على العم سام منذ مقتل آية الله طالقاني؟ أسئلة وأسئلة لن يجيب عليها سوى صيف ساخن من المواجهات القديمة المستجدة المتصاعدة مع إدارة آخر إمبراطورية في العالم، أما ابن الحداد المسلم الاشتراكي معين المستضعفتين ومشغل العاطلين عن العمل البسيط كرغيف خبز فانه مزدحم بالوعود الداخلية والخارجية لإيران والمسلمين بعد أن تفاوتت ردود الفعل العالمية تجاه زلزاله بين الصدمة والمفاجأة والتذمر وإعادة الحسابات!

أولى ردود الفعل جاءت من الداخل من الرئيس لفترتين سابقتين اكبر هاشمي رفسنجاني الذي قال أن خصومه قد انفقوا البلايين على الحملة الانتخابية لأحمدي نجاد من أموال الدولة دون أن يوضح إذا ما كان لفقراء إيران حقا في أموال بلدهم ودولتهم !والذي هدد باللجوء إلى محكمة العدل الإلهية متهما خصومه باستخدام امكانات الدولة بشكل غير شرعي ضده وبتزوير الانتخابات!!فلم يسبقه للموقف غير بوش.

ردود الفعل الأجنبية

أما ردود الفعل الخارجية فقد بدأتها الولايات المتحدة بموجة من التذمر حيث صرح بوش حتى قبل نجاد بأن الانتخابات الإيرانية ليست ديمقراطية وان إيران يحكمها رجال ينشرون الإرهاب في العالم وأعلن عن دعمه للمطالبين بمزيد من الحريات للشعب الإيراني.

وتبعت أمريكا إسرائيل حيث صرح بيريز بأن انتخاب نجاد سيتسبب في مشاكل كبرى للأسرة الدولية ناجمة عن التقاء التطرف الديني مع الأسلحة غير التقليدية والعزلة العالمية في تركيبة مرعبة في إيران! مضيفا أن الانتخابات في إيران كانت منافسة بين متطرفين ولا يمكن اعتبارها حرة أو ديمقراطية!!

أما شالوم فقد قال:إن النتائج تبرهن مرة جديدة على أن إيران تتجه نحو مزيد من الراديكالية والتطرف بدلا من التوجه إلى إصلاحات جدية والمصالحة... مع المجتمع الدولي.

من جهته قال جنرال الاحتياط عاموس جلعاد المسئول السياسي في وزارة الدفاع لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن نتيجة هذه الانتخابات "ستلغي كل عملية الإصلاح والتغيير في إيران".

وينما جاء رد الاتحاد الأوروبي أكثر مرونة عبر تصريح سولانا بأنه مستعد للعمل مع أي حكومة إيرانية منفتحة على العمل لتحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان والملف النووي.

وعبر تصريح وزير الخارجية فيشر بأن المحادثات ستتواصل مع نجاد بشأن البرنامج النووي جاء رد فعل الرئيس الروسي بوتين أكثر دفئا فقد كان من أول المهنئين لنجاد وأعرب عن استعداد موسكو لمواصلة التعاون مع طهران دون الإخلال بالتزاماتها إزاء حظر انتشار الأسلحة النووية. في المقابل فان وزير الخارجية الفرنسي "بلازي" شدد على ضرورة أن تواصل إيران العمل على تعليق الأنشطة النووية وهو نفس المطلب الذي تردد صداه لدى المفوض الأوروبي للشؤون القضائية فرانكو فرايتني...

في المقابل فان الباكستان الجارة النووية المسلمة قد حرصت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها على التأكيد على حلفها مع أمريكا في حربها على الإرهاب موجهة الدعوة إلى أن تنعكس نتائج الفوز الباهر لنجاد إيجابا على السلام والاستقرار في المنطقة.

من جهتها فقد أعربت النرويج عن قناعتها بأن انتشار الفقر في إيران هو السبب الرئيسي في فوز نجاد.

ردود الفعل العربية

أما بالنسبة إلى العالم العربي فقد بعث الرئيس السوري بشار الأسد ببرقية تهنئة عبر فيها عن ثقته بان الصداقة والتعاون سيتعززان بين دمشق وطهران متمنيا للرئيس الجديد النجاح في مسؤولياته ومتمنيا للشعب الإيراني الصديق المزيد من المنعة والازدهار.

من جهته أعرب الملك فهد بن عبدالعزيز في برقية تهنئة عن أمله في زيادة تعزيز الروابط بين بلاده وإيران.

كما دعا أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية الرئيس الإيراني الجديد إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي. ورحب العطية في تصريح بخيار الشعب الإيراني مؤكدا على أن انتخاب الرئيس الإيراني الجديد هو شأن داخلي.

أما العاهل المغربي الملك محمد السادس فقد وجه برقية تهنئة إلى نجاد قال فيها: إن الملك محمد السادس يرغب في العمل من اجل تطوير العلاقات الثنائية والعلاقات بين الشعوب الإسلامية وكذلك لانتصار قيم السلام والأمن والازدهار في العالم.

الصحف الخليجية

جاءت ردود أفعال الصحف الخليجية متقاربة في المضمون فقد قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها أمس الأول إن فوز محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية يعيد إيران إلى لانتصار سياسة الرأي الواحد بعد أن تمكن الرئيس الجديد من قلب الصراع في إيران من صراع بين محافظين وإصلاحيين إلى صراع بين أغنياء وفقراء كان هو مرشحهم.

وكتبت صحيفة الوطن السعودية في افتتاحيتها انه بفوز نجاد تعود إيران بعد ثماني سنوات من الخاتمية والإصلاحية إلى سياسة الرأس الواحد والرأي الواحد بعد سنوات حكم الرأسين التي أدت بإيران إلى الجمود في كثير من الميادين الحياتية.

وفي السياق ذاته وتحت عنوان إيران الجديدة والصورة القديمة كتبت الجزيرة السعودية في افتتاحيتها أن التيار الإصلاحي في إيران المنقسم على نفسه وضع نهايته بيده ثم أتاح للمرشح احمدي نجاد اكتساح الانتخابات بعد أن استطاع تغيير طبيعة اللعبة من صراع بين الإصلاحيين والمحافظين إلى تحد بين الأغنياء والفقراء.

أما صحيفة "الرياض" فقد رأت أن الرئيس الجديد لن يكون نسخة من الصور التي نقلت عنه لان مسؤولية إدارة بلدية العاصمة طهران تختلف تماما عن إدارة بلد يزيد سكانه عن سبعين مليون نسمة يقف على تبدلات تتصارع فيها قوى أقصى اليمين مع الإصلاحيين وقوى التغريب.

وفي قطر رأت صحيفة الشرق أن فوز احمدي نجاد يعكس رغبة واضحة لدى الشعب الإيراني في التغيير أيا كان السبب سواء كان ذلك مرتبطا بفشل التيار الإصلاحي أو التطلع لتحسين الأوضاع المعيشية التي وعد بها احمدي نجاد أو حتى التعامل مع ملف العلاقات مع الغرب وبالذات الملف النووي.

من جانبها اعتبرت صحيفة الخليج التي تصدر في إمارة الشارقة أن انتخاب احمدي نجاد كان مفاجئا للكثيرين وحتى للإيرانيين أنفسهم لكن مع ذلك فهو خيار الشعب الإيراني الذي يجب أن يحترم.

وأضافت قد تكون هناك ملاحظات على توجهات نجاد المحافظة التي قد تؤذن بدخول إيران مرحلة جدية من التشدد الداخلي والخارجي في تعاطيها مع مختلف القضايا والملفات المفتوحة منذ سنوات إلا أن ذلك يجب ألا يستدعي الخوف والاستنفاد بل التعاطي بايجابية وانفتاح.

الفقر والفساد والتمييز

من جانبه أعرب الرئيس الإيراني المنتخب الذي سيتولى سلطاته في الثالث من آب المقبل بعد 37 يوما انه "يمد يد الصداقة" إلى المجتمع الدولي وانه في مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة تعمل على "محاربة الفقر والفساد والتمييز" إنما يهدف إلى العودة إلى "طهران الثورة" واعراب مجتمع إسلامي قوي متطور يحتذى به في العالم حسب كلمات مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي للرئيس المنتخب الذي التقاه بعد خطوة رمزية أولى تمثلت بقراءة الفاتحة أمام ضريح الخميني.

وقد تمنى خامئني لعمدة طهران السابق الذي يكن له ولاء مطلقا كل النجاح وزوده بالتوجيهات اللازمة حسب وكالة الأنباء الإيرانية.

حكومة السلام والعدل والإيمان

على الصعيد الداخلي أول كلمات ابن الحداد المنتخب كانت الدعوة للوحدة الوطنية الداخلية فقال:

إنني هنا اعقد ميثاقا مع الشعب الإيراني الأبي لإرساء العدل ومكافحة الفقر والفساد والتمييز وشدد "يجب أن تصل بلادنا إلى قمم التنمية ومن اجل ذلك فإنني اشد بحرارة على أيدي جميع النخب وجميع الإيرانيين وأدعو الجميع للتحلي بالكياسة والمودة والتضامن.

كما حرص على تطمين أوساط المال والأعمال القلقة من إعادة النظر في الليبرالية الاقتصادية الخجولة التي أرسى الاصلاحيون أسسها خلال السنوات الثماني الماضية.

وعبر الرئيس المنتخب وفق ما نقلت عنه الصحف عن تأييده للاستثمارات وعمليات الخصخصة التي تخلق فرص العمل ووصف البورصة بأنها الموقع الشفاف للمبادلات التجارية داعيا إلى تطوير هذه المبادلات.

من جانبه وجه المتحدث باسم الخارجية حميد رضا آصفي رسالة تطمين إلى الجميع بأن انتخاب احمدي نجاد لن يغير شيئا في التوجهات الدبلوماسية.

وقال آصفي إن سياسة النظام هي سياسة الانفراج إن الأمر يتعلق بأحد الخطوط العريضة لسياسة النظام.

وحول المسألة النووية قال آصفي إنها مسألة سياسة شاملة والأمر لن يتغير مع تغيير الرئيس لكنه أوضح مع هذا الانتخاب فان الجمهورية الإسلامية تبدو في وضع أفضل لمواجهة التحديات وعلى الأوروبيين أن يأخذوا ذلك في الحسبان وأعلن أن الجمهورية الإسلامية ستواصل سياسة الانفراج خصوصا مع الدول العربية وقال حميد رضا آصفي للمراسلين أن سياسة النظام هي سياسة الانفراج انه احد الخطوط العريضة لسياسة النظام والأمر سيستمر على هذا النحو.

الصحافة الأمريكية

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت في عدد يوم أمس مقالة بقلم ديفيد سانجر من واشنطن تساءل فيها إن كان هنالك خيار أمام الرئيس بوش بعد الانتخابات سوى أن يرضخ للواقع الجديد ويتعامل معه رغم تصريحاته المبكرة بعدم شرعية الانتخابات الإيرانية.

أما صحيفة الواشنطن بوست فقد كتب في عدد أمس كارل فيك مقالة تناول فيها تصريحات الرئيس الإيراني الجديد حول الوحدة ورص الصفوف.

وأخيرا يبقى التساؤل الهام: هل يكون اختيار نجاد قلبا للطاولة السياسية أمام أمريكا، أم انه مجرد إصلاح داخلي لن يطال الثوابت كالملف النووي والعلاقة مع الشيطان الأكبر؟!

هذا ما ستجيب عنه إيران نجاد!!

www.nazmi.org
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف