الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نجيب محفوظ بين القصة القصيرة والرواية الملحمية بقلم:محمود الأزهري

تاريخ النشر : 2005-05-19
قراءة في كتاب



" نجيب محفوظ بين القصة القصيرة والرواية الملحمية " للأستاذ: إبراهيم

فتحي

القارىء : محمود الأزهرى

مصر

-------------


إبراهيم فتحي ناقد لا يستعرض عضلاته على القارئ، ولكنه يبدأ من النص

فيجعل للنص الإبداعي الأولوية والصدارة وبأسلوب سهل غير مبتذل ، ورصانة غير ملغزة ولا غامضة يأخذك من خلال النص لتذوقه وتفهّمه واستيعابه ثم إلى محاولة ربط النص الإبداعي بغيره من النصوص ، ثم إلى محاولة الإشارة والتنبيه إلى العلاقات بين النص والمجتمع والواقع أو بينه وبين مسيرة التاريخ - السياسية أو الأدبية .

ثم إنه ومن خلال النص - أيضاً - نقيم حورات وما يمكن أن يحدث ما جدل بينه وبين غيره من النقاد حول هذا النص …، والكتاب يقع فيما يقرب من ثلاثمائة صفحة موزعة على ثلاثة وعشرين فصلاً متفاوتة في عدد الصفحات ، ويمكن تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام أساسية : الأول : خاص بالقصة القصيرة عند نجيب محفوظ والثاني خاص : بالمسرحيات والحواريات والثالث خاص بالرواية الملحمية عند محفوظ ، ولكن الكاتب جعل الكتاب قسمين فقط الأول : للقصة والثاني للرواية وذلك لأن الكاتب انتصر للرأى القائل أن ما كتبه محفوظ على الشكل المسرحي )ينتمى أساساً للقصة وذلك لأن الكاتب يناقش هذه المسرحيات والحواريات والمنشورة في مجموعتين قصتين لمحفوظ هما (تحت المظلة (و (شهر العسل) وكذلك بعد أن يقارن بين قصة (موقف وداع) لمحفوظ ومسرحية (لعبة خلع الثياب) يطرح الكاتب سؤالاً حول نجاح محفوظ في المزج بين جوهر القصة وشكل المسرح في وحدة عضوية وفنية ؟ ، ويقيم الكاتب حواراً بينه وبين سليمان فياض والذي يبدو أن الكاتب اتفق في النهاية مع فياض في أن هناك قصوراً في تقنيات الحوار الدرامي في مسرح محفوظ لأن درامية الحوار عند محفوظ متحققة في تجسيد الشخصيات وتجسيد الأجواء ودفع الأحداث إلى الأمام وإبراز عناصر الصراع .

ويبين الكاتب الكبير إبراهيم فتحي في مدخل الكتاب: أن السمة المميزة لعالم محفوظ هي العكوف على اكتشاف الحاضر اكتشافا فنيا وأنه لا توجد مسافة تراتبية بين قيم المؤلف وقيم العالم الممثل بل سنجد لغة المؤلف مختلطة النبرات بلغة الشخصيات الماضي وشخوصه لذلك - يقول إبراهيم فتحي - لن نجد هوة بين الأعمال التي تسمى تاريخية والروايات التي تسمى واقعية وإن وجدت ثغرات بينهما .! ويبين الأستاذ إبراهيم أن الروايات الواقعية المبكرة صورت حركة مصر ذات الاستقلال الشكلي إلى مصر الأخرى التي ظلت وعداً عند مثقفي اليسار والسلفية كما صورت الروايات ذات التطلعات الفكرية مصر بعد ثورة 52 ، وأمنياتها المعلنة…. ، كما أن الحاضر واصل تحولاته في روايات وقصص محفوظ بعد 1970 م : الانفتاح وانعكاس المسار ، ويناقش الكاتب في المدخل كيفية تعامله مع قصص وروايات محفوظ ومفهوم هذه الأنواع الأدبية والعلاقة بين محفوظ الفنان في إبداعاته ومحفوظ الإنسان والمثقف والفيلسوف في الحياة ، وكيف تعامل محفوظ مع القصة والرواية ومفهوم كل منهما عنده ؟ وفي فصل" بدايات القصة القصيرة عند نجيب محفوظ" يعرض الكاتب لثلاث قصص لمحفوظ وهي: (همس الجنون والشر المعبود وصوت من العالم الآخر) ويقدم قراءة نقدية لتلك القصص ويبين أن قصة )فترة من الشباب) هي أول قصة منشورة لنجيب محفوظ 1932 م وأنها تنتمي إلى المقال القصصي الذي برع فيه المنفلوطي ، وإن أول مقال لمحفوظ كان بعنوان (احتضار معتقدات ومولد معتقدات 1930م) ، ويشير الكاتب إلى المؤلفين والكتاب المعاصرين لمحفوظ في تلك الفترة مثل : عيسى عبيد - أحمد خيري سعيد - إبراهيم المصري - محمود طاهر لاشين ويحيى حقي ويشير الكاتب إلى أن محفوظ لم يكن أفضل من الجميع في تلك الفترة كما ينجح الكاتب ابراهيم فتحي في فتح باب الحوار والنقاش بين النقاد على صفحات كتابه حول قصص نـجيب محفوظ مثل لطيفة الزيات - أحمد هيكل - عبد المحسن طه بدر - رشيد العناني وسيزا قاسم ..، والكاتب يستخدم هذه التقنية في الكتاب كله فهو أحياناً يستحضر ناقداً ليكون قناعاً له يقول من خلال رأيه في القصة أو الرواية وأحيانا يستحضر ناقداً ليبين بطلان تحليله من خلال استحضار ناقد آخر ليرد بشكل غير مباشر على الناقد الأول وأحياناً يقوم الكاتب إبراهيم فتحي بالرد بنفسه حين لا يجد من يقوم بهذه المهمة بدلاً منه وهي تقنية جيدة تضفي قدراً كبيراً من الحيوية على الكتاب النقدي وتخلصه من الجمود .! كما لا ينسى الكاتب الإشارة إلى تأثر محفوظ في بداياته باموباسان وتحت عنوان (قضايا الوجود الإنساني) قدم الكاتب قراءة في مجموعة (دنيا الله) والتي يعتبرها الكاتب علامة فارقة في كتابة نجيب محفوظ فهي ليست مقطوعة الصلة بالبدايات رغم أنها قطعت شوطاًً طويلاً على طريق النضج ولم يعد المؤلف يتدخل في السرد بتعليقاته المباشرة كما ناقش الكاتب قضايا الوجود الإنسانى والحياة والموت وبيع النفس والجسد الإنساني من خلال قراءته لقصص محفوظ كما أقام حوراً بينه وبين محفوظ من خلال استحضار صلاح عبد الصبور حيث إننا نتبين أن محفوظ لم يعد مشغولاً بظواهر الوجود بقدر ما هو مشغول بالوجود ذاته واستكمالاً لهذه الرؤية يقدم الكاتب قراءة لقصة (زعبلاوي) في فصل بعنوان (من واقعية الموت إلى البحث عن إيمان) هذه القصة التي يعتبرها المؤلف محوراً من محاور رؤية محفوظ الشاملة ، محور بحث الإنسانية المتألمة المريضة عن الله في عالم يبدو أنه هجر الله أو أن الله هجره ، ويعقد الكاتب مقارنة بين زعبلاوي وجبلاوي والله يظل حاضراً بقوة في القصة لأن زعبلاوي يخوض رحلة البحث عنه ولأن المؤلف يخوض مرارة البحث عن زعبلاوي . كما يقدم الكاتب إبراهيم فتحي محاورات بين النقاد الذين قرأوا القصة وكذلك المبدعين الذين خاضوا التجربة ذاتها .

وفي قراءة الكاتب لمجموعة (بيت سيء السمعه) يرى أنها تمثل حالة عناق للرواية والقصة عند محفوظ بسبب الشراكة في الاهتمام بالواقع الاجتماعي وتفاصيل الحياة اليومية وصولاً إلى معنى رمزي أعلى ويعقد المؤلف فصلين من فصول الكتاب هما (زلزال الهزيمة : استشرافه ووقوعه) و (كلام عن السريالية والتعبيرية واللامعقول) لمناقشة مدى ارتباط أدب محفوظ بالتنبؤ بهزيمة 67 ومعالجتها بعد وقوعها وآثارها في المجتمع وفي إبداعه من خلال القراءة النقدية لمجموعتين قصيصييتن هما (خمارة القط الأسود) و (تحت المظلة) ولا تقتصر القراءة على مناقشة الموضوع بل إن الكلام عن الموضوع المحكي متجاور مع الحديث عن تقنيات السرد واستمرار أو تغير الشكل الفني عند محفوظ فالمؤلف يرى أن القصة القصيرة المحفوظية تدخل الآن - في مجموعة خمارة القط الاسود - مثل الروايات التي سبقتها أو المعاصرة لها مرحلة المجاز التمثيلي ويرى المؤلف - أيضاً أنه ليس هناك أتعس من قراءة تعتبر كل شخصية في قصة من قصص تلك المرحلة تمثل شخصا سياسياً بعينه كأن يكون حندس هو عبد الناصر ، وأنه ليس من الضروري إدخال هزيمة 5 يونيه طرفاً في قراءة قصة (خمارة القط الأسود) فرمزيتها السياسية لا تتعلق مباشرة بتلك الهزيمة وهي أوسع نطاقاً منها ، إنها تتعلق بأثر كبت الحرية على الجلاد وعلى الضحايا .

وفي الكتاب ثلاثة فصول هي : استمرار القصة القصيرة في الستينيات وملاحظات عامة ومواصلة المسيرة تمثل روابط بين فصول الكتاب أولاً وروابط بين قصص وروايات محفوظ نفسه وروابط بين نجيب محفوظ وغيره من المبدعين السابقين عليه أو المجايلين له عالميين أو إقليميين، فيحسب للمؤلف أنه لم يقع في فخ إغفال حق الآخرين من أجل إعطاء شيخ الروائين حقه فيبرز المؤلف دور يوسف الشاروني وفتحي غانم ويوسف إدريس وغيرهم في القصة المصرية.!


محمود الأزهري: شاعر مصري

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف