براءة (أفق 6) من (تجمع الفشل)
بقلم : تيسير نظمي
وثيقة التفاهم الأمني الروسي – الإسرائيلي لم تنقذ تجمع الفشل السياسي الراهن في معالجة القضايا المستعصية التي خلفها انهيار الاتحاد السوفيتي ولو لم يوقع الطرف الفلسطيني على اتفاقات أوسلو ومتتالياتها لما اتضح الأفق الضيق الذي يستأثر به شارون وبوش بلا منازع . وإذا كان كريستوفر كولومبس قد حمل معه خطايا وآثام اكتشافه للقارة الأمريكية وذهب وفي عنقه جريمة الإبادة الجماعية للهنود الحمر فإن تجمع الفشل السياسي لن يذهب إلا وفي عنقه لعنة التاريخ والمجازر البشعة التي ذهب ضحية لها بشر كل ذنب لم يقترفوه هو أنهم يحملون معتقدات إسلامية لم تكتشفها إسرائيل ولا أمريكا إلا في النصف الثاني من القرن الماضي مع تنامي حاجتها للنفط . فما نفع إطلاق صاروخ القمر التجسسي (أفق 6) الذي فشل تلقائياً دون أن يصطدم بصاروخ بدائي من صواريخ القسام في غزة ولا بسبب (الإرهاب) ؟ هل كان سيكتشف أن إيران دولة إسلامية ويحصي عدد المصلين في أنحاء إيران ؟ أم كان سيعترض دعوات وابتهالات الثكالى في العراق وعدد الضحايا الأبرياء في ساحة الشيخ أحمد ياسين وفي حي الشجاعية في غزة ؟ ليس من إجابة شافية لكل التساؤلات الممكنة غير الإقرار بأن جشع التفرد الإمبراطوري الأمريكي وراس حربته إسرائيل وذراعه التجسسي الذي كان يتهدد ولا يزال قلب موسكو ذاته جاء لنا بثنائي لم يشهد له التاريخ مثيلاً في بطشه وغطرسته واستخفافه بأرواح البشر. فهل لذلك من سبب سوى الإخفاق السياسي؟ لقد اعترف الفلسطينيون بوجود إسرائيل وحقها في العيش داخل حدود آمنة لكن إسرائيل فشلت في تحديد هذه الحدود بدون جدار وتتنكر طبعاً لأية حدود في الفضاء كأن يكون لإيران والعراق ولبنان وسوريا فضاءات آمنة من التجسس.
لكن الصاروخ الذي سقط في البحر الأبيض المتوسط أصبح أكثر حكمة وعقلانية في مساره، ذلك أنه رفض أن ينتهك حرمة السماء تمهيداً لبسط شريعة الغاب الاقتصادية التي كشفها إسرائيل شاحاك في كتابه( أسرار مكشوفة) .ولا الإسلام ولا المسلمين يتهددون أمن العالم لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، مشكلتهم أن بلدانهم غنية بنفط وأسواقهم البشرية شاسعة للهط . وهذا هو الأساس في نشأة القوة العظمى للرأسمال واستشرائها كمرض سرطاني امتد ونشر الخراب- وليس الديمقراطية – بدءاً من أمريكا اللاتينية وليس انتهاء بأفغانستان.
لكن المصائب يجمعن المصابين : الحكومة الروسية فشلت بمعالجة موضوع الرهائن وشارون فشل في رؤية الجالسين أمامه على طاولة المفاوضات ومن هم حوله وجيرانه قبل أن يكونوا أعداء له وفي أذنه وعقله انسداد عن سماع صوت العقلاء بدءاً بأرنولد تويبني وليس انتهاء بمفكري إسرائيل الذين طرحوا حل الدولة الديمقراطية العلمانية للشعبين. أمابوش فقد فشل في العراق – كما توقعنا خلال الحرب على العراق- لأنه ما زال يرى نفسه مديراً لشركة نفطية أكثر منها شركة متحدة للولايات الخمسين ووراءها عدد من الأنظمة التابعة والطفيلية التي تتعيش على معوناتها وعلى دم شعوبها المهددة كذلك بأنها مصدر للإرهاب، في حين أن أمريكا وإسرائيل تدعيان أنهما مصدر للديمقراطية !
الوحيد الذي فهم ما هي السياسة وما هي الديمقراطية وما هو الإرهاب (أفق6) الذي كان ينوي على ما يبدو التوجه لسفينة ليبرتي ! الرابضة على الساحل الشرقي الأمريكي هذه المرة، بعد أن دفع الفلسطينيون والعراقيون ثمناً لذلك أنهم لن ينضبوا وكذلك بقية شعوب المنطقة المستهدفين بالإبادة.
بقلم : تيسير نظمي
وثيقة التفاهم الأمني الروسي – الإسرائيلي لم تنقذ تجمع الفشل السياسي الراهن في معالجة القضايا المستعصية التي خلفها انهيار الاتحاد السوفيتي ولو لم يوقع الطرف الفلسطيني على اتفاقات أوسلو ومتتالياتها لما اتضح الأفق الضيق الذي يستأثر به شارون وبوش بلا منازع . وإذا كان كريستوفر كولومبس قد حمل معه خطايا وآثام اكتشافه للقارة الأمريكية وذهب وفي عنقه جريمة الإبادة الجماعية للهنود الحمر فإن تجمع الفشل السياسي لن يذهب إلا وفي عنقه لعنة التاريخ والمجازر البشعة التي ذهب ضحية لها بشر كل ذنب لم يقترفوه هو أنهم يحملون معتقدات إسلامية لم تكتشفها إسرائيل ولا أمريكا إلا في النصف الثاني من القرن الماضي مع تنامي حاجتها للنفط . فما نفع إطلاق صاروخ القمر التجسسي (أفق 6) الذي فشل تلقائياً دون أن يصطدم بصاروخ بدائي من صواريخ القسام في غزة ولا بسبب (الإرهاب) ؟ هل كان سيكتشف أن إيران دولة إسلامية ويحصي عدد المصلين في أنحاء إيران ؟ أم كان سيعترض دعوات وابتهالات الثكالى في العراق وعدد الضحايا الأبرياء في ساحة الشيخ أحمد ياسين وفي حي الشجاعية في غزة ؟ ليس من إجابة شافية لكل التساؤلات الممكنة غير الإقرار بأن جشع التفرد الإمبراطوري الأمريكي وراس حربته إسرائيل وذراعه التجسسي الذي كان يتهدد ولا يزال قلب موسكو ذاته جاء لنا بثنائي لم يشهد له التاريخ مثيلاً في بطشه وغطرسته واستخفافه بأرواح البشر. فهل لذلك من سبب سوى الإخفاق السياسي؟ لقد اعترف الفلسطينيون بوجود إسرائيل وحقها في العيش داخل حدود آمنة لكن إسرائيل فشلت في تحديد هذه الحدود بدون جدار وتتنكر طبعاً لأية حدود في الفضاء كأن يكون لإيران والعراق ولبنان وسوريا فضاءات آمنة من التجسس.
لكن الصاروخ الذي سقط في البحر الأبيض المتوسط أصبح أكثر حكمة وعقلانية في مساره، ذلك أنه رفض أن ينتهك حرمة السماء تمهيداً لبسط شريعة الغاب الاقتصادية التي كشفها إسرائيل شاحاك في كتابه( أسرار مكشوفة) .ولا الإسلام ولا المسلمين يتهددون أمن العالم لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، مشكلتهم أن بلدانهم غنية بنفط وأسواقهم البشرية شاسعة للهط . وهذا هو الأساس في نشأة القوة العظمى للرأسمال واستشرائها كمرض سرطاني امتد ونشر الخراب- وليس الديمقراطية – بدءاً من أمريكا اللاتينية وليس انتهاء بأفغانستان.
لكن المصائب يجمعن المصابين : الحكومة الروسية فشلت بمعالجة موضوع الرهائن وشارون فشل في رؤية الجالسين أمامه على طاولة المفاوضات ومن هم حوله وجيرانه قبل أن يكونوا أعداء له وفي أذنه وعقله انسداد عن سماع صوت العقلاء بدءاً بأرنولد تويبني وليس انتهاء بمفكري إسرائيل الذين طرحوا حل الدولة الديمقراطية العلمانية للشعبين. أمابوش فقد فشل في العراق – كما توقعنا خلال الحرب على العراق- لأنه ما زال يرى نفسه مديراً لشركة نفطية أكثر منها شركة متحدة للولايات الخمسين ووراءها عدد من الأنظمة التابعة والطفيلية التي تتعيش على معوناتها وعلى دم شعوبها المهددة كذلك بأنها مصدر للإرهاب، في حين أن أمريكا وإسرائيل تدعيان أنهما مصدر للديمقراطية !
الوحيد الذي فهم ما هي السياسة وما هي الديمقراطية وما هو الإرهاب (أفق6) الذي كان ينوي على ما يبدو التوجه لسفينة ليبرتي ! الرابضة على الساحل الشرقي الأمريكي هذه المرة، بعد أن دفع الفلسطينيون والعراقيون ثمناً لذلك أنهم لن ينضبوا وكذلك بقية شعوب المنطقة المستهدفين بالإبادة.