الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فكرة و سكّيران و باب بقلم: تيسير نظمي

تاريخ النشر : 1970-01-01
فكرة و سكّيران و باب

قصة قصيرة

بقلم: تيسير نظمي


1- في الليل دون الليل

السكيران، صاحب البيت و صديقه، فطنا بعد ساعة من دخول الأشخاص الى المنزل و تحيتهم لهما ودلفهم الى المطبخ لتناول ما تبقى من عشاء العدس و الخبز و البصل و الثوم و سكبهما لهم بضع بيكات من عرق رخيص ثم إستئذانهم بأدب بعد أن تناول أحدهم شريطا لأغاني فيروز الجديدة، هكذا فجأة، فطنا للسؤال، بعد صمت طويل انشغلا به بالتفكير و الشرب و سماع الأغاني، فقال أحدهم للآخر:" هل سيعودون لإكمال سهرتهم معنا؟" فأجاب الآخر:" لا أدري" فتسآءل الأول: " ألا تعرفهم؟" فقال الثاني:" لا... هل تعرفهم أنت؟" فقال الأول: " لا... لم أرهم من قبل " ثم واصلا الشرب كأن شيئا لم يكن و كلاهما يتمنى لو أن الزوار مكثوا قليلا و جلسوا و تقاسموا جميعا ذلك الليل الطويل. فالباب ما يزال مواربا أو ربما مشرعاً، لكنهما منشغلان عنه و عن كل ما يخشيانه كنفاد الزجاجة الموضوعة أمامهما أو نفاد السجائر في الليل.

السكيران دائما هكذا والليل لا يشاركهما أي شيئ. فقط دائما هكذا في الليل دون الليل.
2- مهمة زواج أحدهما

بصعوبة و بعد إستفسارات و قراءآت مضنية عرفت عنوان الموت. و بذكاء أشقاني في الحياة إخترت الليل كي أمضي إليه و أدق بابه بلطف. كنت أظن أن مثل هذه السرية سوف تجعلني أصيب هدفي النهائي فأضبطه في عنوانه بعد أن يكون قد فرغ من تعب يوم شاق. لكنه في المرة الأولى التي أدق بها الباب عليه و جدته نائما. ربما كان مرهقا فاستغرق في النوم فقفلت راجعا بكآبة متناهية. و في المرة الثانية أبكرت قليلا فوجدته بالباب يكاد يدخل فلما رآني طلب مني المغادرة فورا و أن أمهله ثلاثة أيام. وجدت أن مهلته، بل مهلتي له، طويلة بعض الشيئ ، مليئة بالضجر ، ثقيلة على القلب بعد طول إشتياق، لأفاجأ بعد ثلاثة أيام انقضت مثل ثلاثة عقود أنه يحذرني بأن أنشغل عنه في الحياة، لا بل نصحني أن أتقدم ممن تقدمت للزواج منها منذ شهور بأن أحاول المحاولة الأخيرة لعلي أتزوج فأستقر دون الحاجة إليه، بل ربما كان يراهن على نسياني للعنوان، عنوانه هو بالطبع، فأمتثلت لما شاء لي و تقدمت في اليوم التالي بكامل لياقتي و صبري و إستعدادي لأن أتناسى الفكرة. لكنني عندما عدت أطرق بابه ردت عليّ زوجته قائلة: المعذرة انا زوجتة حياة و قد طلب مني أن تنساه أنت تحديدا و أقفلت الباب.

3- شمس

مشكلتي أنني دائما أستيقظ. أنهض بتثاقل لارتداء يومي و أمضي إلى المعتاد و المكرر و الممل. أسهر، أشقى ، أتعب، فأشتهي النوم. و حالما استمتع بالنوم و الهدوء ، هكذا أجدني ، أستيقظ لدونما سبب وجيه. هل هي الشمس مثلا؟ لا بالطبع، فهذا يحدث أيضا في الشتاء عندما تكون الغيوم داكنة تدثر و تخفي كل شمس. لا حل يبدو لي إزاء هذه المشكلة. كل يوم أرتدي يومي و أتكاسل في ترتيب أشيائي لعل النوم الطويل يريحني منها و من مشاهدها لكنه ينقشع. لذلك لم أجد بدا من أن أقهر النوم المخادع فأظل مستيقظا لمرة واحدة حتى الموت.



4- الفكرة

السكيران أذهلتهما الفكرة، لكنهما قررا التجهيز لها بكميات وافرة من العرق الرخيص ليشربا حتى الموت. و أنا صاحب الفكرة قررت أن لا أمنح النوم أية فرصة بأن يبقى هو نائما في فراشي فيسلمني كل يوم للإستيقاظ القاهر . أما الموت فقد عثر عليه ميتا داخل فراشه إذ يبدو أن زواجه لم يكن شرعيا و حياة زوجته حامل. قالت لي و للسكيرين : "أمهلوني ان أضع ما في بطني كي أمضي معكم فقد آمنت أنا أيضا بالفكرة ."

5-الباب

الباب أيضا، ضاق بالمهلة و بالسكيرين و بالداخلين و بالخارجين و من بقائه مشرعا و من المرأة الحامل و من المتوفى بعلها ومن بقائه بابًا فغادر إلى الغابة دون أن يعلم أن الغابة ذاتها كانت قد غادرت قسريا إلى المدن و تحولت إلى أثاث مكاتب و أبواب مغلقة على كراهية و خداع و قهر و زيف و دجل و نفاق و عمولات و نهب و سلب و كذب و سرقات و خيانات زوجية و مؤامرات سياسية و إجتماعات حزبية. فعندما وصل موطنه الأصلي- أي الباب- وجد فراغاً هائلا و هكذا ظل وحيدًا في الصحراء، و من المؤكد أنه نسي بذلك أنه أول المؤمنين بالفكرة دونما إدعاء و أنه في الصحراء الآن مهما وقف أو اضطجع أو نام بدون غابة و بدون بيت و بدون أقفال و بدون أيد تغلقه أو تفتحه و بدون الداخلين و الخارجين لم يعد بابًا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف