الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجنرال بقلم: تيسير نظمي

تاريخ النشر : 1970-01-01
الجنرال بقلم: تيسير نظمي
أقصوصة بقلم * تيسير نظمي

(من مجموعته الصادرة حديثاً بعنوان : وليمة وحرير وعش عصافير - الكتاب الخامس )



جزع الجنرال من تكرار مشاهدته لشخة الحمامة أحياناً أو لشخة العصفور على زجاج سيارته النظيف اللامع تماماً مقابل سحنته تماماً وبالضبط عند التماعة ضوء الشمس على شعار خوذته العسكرية، ترجل وتفحص للمرة الثالثة والنتيجة براز يدل على أن الطير هذه المرة يأكل البرغل والمفتول، في المرة السابقة كان براز الطير يحتوي على شيء من الفريكة، في المرة قبل السابقة كان يحتوي على بضع حبات من العدس، والأمر بات واضحاً أن الطير مرسل به من مناطق يسكنها الفلسطينيون.



وإذا كان الأمر هكذا ، فكّر الجنرال ، فمعنى ذلك أن الطير إن ترك موادً كيماوية أو تناولها أو حمل معه أسلحة جرثومية فإن الجنرال لا يكون قد أنجز شيئاً من وراء بناء الجدار ولا أنجز شيئاً بتسلحه المعنوي والاستراتيجي والنووي إذا ما ضاع كل هذا بشخة لعصفور مستهتر عابث أما إذا جرى تفجيره عن بعد فلسوف يأتي على أنف الجنرال أولاً فيقطمها ويتحول انتصار الدولة إلى مهزلة كأن يظهر الجنرال في مؤتمر صحفي بأنف مقطوم، جزع الجنرال أكثر عندما تفحص براز اليوم الرابع الذي سح سحيحاً ناشفاً بعد أن كان طرياً فشروط في ذات المكان المتعمد في الزجاج المواجه لوجه الجنرال ودون أن يظهر لبقية الجنرالات الآخرين أسباب انزعاجه جرى تكليفه للشرطة وجهاز الاستخبارات بسرية تامة وعلى نطاق محدود بمراقبة توقيت مجيء الطير وتوقيت تعمده لتوجيه الإهانة تلو الأخرى لمهابة الجنرال، كما من المهم أيضاً متابعته من أين يأتي و إلى أين يذهب ومن يرافقه قبل الإطاحة به والقضاء عليه. الجندي المكلف أمسك فوراً بالناظور وراح يتفحص السماء فوق سيارة الجنرال التي قام بتنظيفها وتلميع زجاجها الأمامي تحديداً مقابل الشعار. كانت السماء رائقة والعصافير تزقزق فوق السروات . كانت السماء صافية والطيور تناغي بعضها البعض فوق الشجرات، عصافير أخرى كانت تنط على السور وتتقافز في كل الاتجاهات وتحديداً في أعلى السور الواقي تكاثرت العصافير مما جعل المهمة ليست بالسهلة لمراقبة ماذا يجري خلف السور. هل يقوم الأولاد هنالك بعلف العصافير متعمدين لتكسر مهابة علو السور؟ هل هذا عمل تخريبي قيد الإعداد لاستبدال انتفاضة الحجارة بانتفاضة العصافير ومن ثم انضمام بقية الطيور في زعزعة استقرار الدولة ؟ هل أصبحت الدولة غير قادرة على حماية سمائها وأجوائها ثم ماذا سيقول العالم إن قامت طائرات الأباتشي بقصف عصفور بال على سيارة الجنرال أونياشينه ورتبه على الكتفين ؟ وإذا ظهر الجنرال بملابسه المدنية ألن تلاحظ زوجته تلك الإهانة التي قد يكون منشغلاً عنها في أعماله واجتماعاته وعملياته وتخطيطاته لاجتثاث الإرهاب من جذوره ؟

وقبل أن ينقضي اليوم الأول من مراقبة الجدار ومراقبة الأسوار ومراقبة الأشجار ومراقبة كل متحرك في السماء مد الجنرال يده مصافحاً الجندي المكلف الذي أدى التحية بدوره لسيده مبتسماً لإنجازه المهمة بدقة متناهية وعدم تجرؤ أي عصفور على التبرز على زجاج سيارة الجنرال فوق المقود بنحو خمسين سم، وقبل أن يرد الجنرال على ابتسامة الجندي بمثلها وقبل أن تنسحب الأيدي المتشابكة بالسلام راح كل منهما يتحسس السائل الساخن فوق قصعة أنفه ماسحين برازاً متشابهاً بأصابعهما والطيور تطير من فوقهما في كل الاتجاهات.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف